احمد عقيل باراس يكتب لـ(اليوم الثامن):
حادثة سيئون بين التسطيح والمبالغة
تداعيات ماشهدته حادثة القتل في سيئون والتي نتج عنها استشهاد اثنان من القوات السعودية العاملة هناك على يد احد منتسبي قوات المنطقة العسكرية الاولى لم تكن امينة في تناولاتها فما بين طرف يقدم تبرير وتسطيح سمج للحادثة وطرف يبالغ كثيراً في تناولها ووضعها في مصاف المؤامرة وتحميلها مالم تحتمل غابت او غيبت الحقيقة تماماً فللاسف فقد اتخذ كل طرف من هذه الاطراف من هذه الحادثة شماعة لجلد الطرف الاخر وتصفية حساباته معه دون اي اكتراث او مراعاة لمشاعر ذوي الشهداء واصدقائهم وزملائهم وقادتهم .
لم يكن افضل ولا يوجد انجع من قول الحقيقة سوى في التعامل مع مثل هذه الحالات او مع غيرها حتى وان كنا نعتقد ان قولها لا يخدم توجهنا فلا اشنع من تزييف الحقيقة ولا يجب ان نسلك هذا المنحنى حتى وان اعتقدنا ان هذا التزييف يخدم توجهنا فقول الحقيقة يحافظ على الق اتجاهنا ويخدمنا على المدى الطويل وتزييفها يضرنا على المدى الطويل والمدى القصير معاً ويؤثر على مصداقيتنا .
وبالعودة لما حصل وبالرغم من كونه حادث عرضي فانه فعل شنيع ومدان وسيظل وصمة عار ليس بحق من قام به او بحق من ساعده ومن اخفاه وهربه وحسب وانما كذلك بحق الوحدة العسكرية وقيادة اللوا الذي ينتسب اليه والمنطقة والقبيلة التي ينتمي اليها فقد كان هذا الفعل خارج تماماً عن العرف والاخلاق والدين وخارج عن شرف وقواعد الانظمة واللوائح العسكرية اذ يعد بكل المقاييس خيانة مابعدها خيانة .
وختاماً وحتى نكون اكثر انصافاً وتقريبا لفهم ماحصل ومع يقيننا بعرضية الحادث فان مسالة تكرارة تظل قائمة ويمكن ان تحدث باي لحظة فهذا الشي يعود لنفسيات وثقافات الناس فما نراه ونعتقده نحن ليس بالضرورة ان يراه الاخرين ويعتقدو به مثلنا فنظرتنا للتحالف العربي وعلى راسه المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة تختلف عن نظرة الاخرين له مع اننا جميعاً نعد انفسنا شركاء مع التحالف العربي وفي صفه واليوم وبعد هذا كله وماحصل من جرم فان جل مانتمناه ان يتجنب الاشقاء مستقبلاً مثل هذه الحوادث ويدركو بالفعل حلفائهم المخلصين من حلفائهم المرحليين الذين يتخذونهم مطية وفي الوقت المناسب سينقضون عليهم عاجلاً ام اجلاً فخسارة التحالف العربي خسارة لمشروعنا اكان في ظل دولة جنوبية مستقلة او يمن واحد .