د. محمد الموسوي يكتب لـ(اليوم الثامن):

عنصرية ملالي إيران تمنعهم من تسمية شارع باسم يحيى السنوار

هذا هو ولي الفقيه ونظامه، وهكذا ينظر إلى محور المقاومة؛ رسالة إلى جحافل المخدوعين 

هذا هو الدرس الذي يجب أن تستوعبه تلك القطعان اللاهثة وراء خامنئي وعصاباته.. وها هو السنوار بعدما قتلوه وباعوه هو وقادة حركته وقائد وقادة حزب الله تراجعوا عن تسمية شارع بإسمه، ولا نعرف حقيقة ما يجري هل غلبت عليهم طباعهم العنصرية وتجلت حقيقتهم ككيان شوفيني برداء الدين؟ أم أن هناك من فرض عليهم التراجع عن تسمية الشارع باسم يحيى السنوار، وفي كل الأحوال حتى وإن أسموا الشارع باسمه فلن يكفر ذلك عن خيانتهم والتسبب في إبادة غزة وتشريد شعبها، وقتلهم لـ إسماعيل هنية الذي كان في ضيافتهم وحمايتهم بالكشف الدقيق عن موقع ومكان إقامته، والكشف عن مكان يحيى السنوار في غزة مما سهل من عملية قتله وقتل قادة آخرين من حماس لا يعرف بتحركاتهم ولا تنقلاتهم واتصالاتهم سوى ملالي إيران وقادة حرسهم الذين تبين أنهم جواسيس للصهاينة. 

ضمن مشروع الخداع والاحتيال الذي يقوم عليه نظام ولاية الفقيه في إيران من خلال شعارات فضفاضة كاذبة يعبثون من خلالها بمشاعر وأفكار البسطاء من العرب والمسلمين الذين يعتصرون ألما على ما جرى ويجري في فلسطين بشكل عام وغزة بشكل خاص؛ وكان نظام الولي الفقيه قد قرر تغيير اسم شارع "بيستون" في المنطقة 6 بطهران وتسميته باسم "يحيى السنوار" قائد حركة حماس السابق والذي تم اغتياله في غزة وهناك شكوك في أن اغتياله كان وفق تسريبات استخبارية انطلقت من إيران كتلك التي أدت مقتل إسماعيل هنية وحسن نصرالله وقادة من الحركة والحزب؛ لكنه أي نظام الولي الفقيه يعود ويتراجع عن قرار تغيير إسم الشارع بعد أن كان مجلس بلدية طهران قد صوّت يوم الثلاثاء الماضي على تغيير اسم شارع "بيستون" الواقع بين شارع "فتحي الشقاقي" و"ميدان الجهاد" ليحمل اسم "يحيى السنوار،

وبحسب قول المتحدث باسم مجلس بلدية طهران علي رضا نادعلي أن اتخاذ القرارات المتعلقة بتسمية الشوارع يحتاج إلى دراسة أكثر دقة ولذلك "لن يتم تغيير اسم شارع "بيستون في الوقت الحالي" إلى شارع "يحيى السنوار"، وأما وكالة أنباء "إرنا" الرسمية لدى نظام الملالي في إيران فقد ذكرت أنه تم تعليق قرار إطلاق اسم السنوار على ذلك الشارع في العاصمة الإيرانية وأعيد الأمر إلى لجنة التسمية بمجلس بلدية طهران للمزيد من الدراسة.

يدل تبرير نظام الملالي لتراجعه عن تسمية الشارع باسم السنوار على ازدواجية الفكر والمعايير لدى نظام الملالي أو حقيقة التصدع الحاصل في أروقته ومفاصل سلطانه، حيث برر المتحدث باسم بلدية طهران هذا التراجع بالسعي إلى الحفاظ على "الاسم التاريخي لجبل بيستون الذي ذُكر مرارًا في تاريخ وأدب إيران القديم، وفي إطار الاهتمام بالثقافة والهوية الإيرانية والإسلامية، وهنا لا علاقة للهوية الإسلامية بهذا الأمر ولو كان للشارع علاقة بالهوية الإسلامية لتخلوا عنه كما تخلوا عن الكثير من القيم الإسلامية، وأما حقيقة الأمر هي أن ملالي إيران يعشقون جاهليتهم ويتفاخرون بها، ويشير البعض إلى أن سبب التراجع عن تسمية الشارع باسم السنوار هو أن جبل بيستون يُعدّمن الرموز القومية الفارسية قبل الإسلام، حيث نُقشت عليه كتيبة تعود إلى الملك الأخميني داريوس، حوالي عام 520 قبل الميلاد، ودوّنت لتوثيق انتصاراته على خصومه وترسيخ سلطته في الإمبراطورية الأخمينية، وكانت بعض رؤوس نظام الملالي قد تفاخرت بتلك الحقبة التي هيمنوا خلالها على البحر المتوسط وها هم في نظام الولي الفقيه يهمنون على البحر المتوسط من خلال محور المقاومة التابع لهم، وسرعان ما انتهت الحاجة إليه فباعوه وقضوا على حزب الله وحماس وغزة، حتى الأسد باعوه ولم يبالوا...

رسالتنا ورسائلنا إلى المخدوعين بخرافة ولاية الفقيه لا نريد من ورائها سوى انقاذهم من ذلك الوهم والوحل الذي وضعوا أنفسهم فيه.. ونتساءل وليتساءلوا هل رأوا ماذا فعل الولي الفقيه وجنوده بمحور المقاومة وبسوريا والعراق ولبنان واليمن والمنطقة بأسرها.. حتى مجرد تسمية شارع باسم السنوار تراجعوا عنه وكان حري بهم أن يدرسوا القرار من جميع الجهات قبل أن يتعجلوا بالتصريح عنه من أجل خداع عشرات الملايين من البسطاء بالمنطقة والعبث بعقولهم وأفئدتهم.. خطوة من خطواتهم العبثية في إطار مشروع الخديعة القائم منذ أربعة ونصف تم فضحها والتأكيد على حقيقة نظام الملالي وتآمره على دول وشعوب المنطقة.. أفيقوا قبل أن تتعاظم المصائب.. وفي كل الأحوال ستقرون جميعا عاجلاً أم آجلاً ببطلان شرعية ولي الفقيه ونظامه، ووقائع التاريخ تؤكد أن الشعوب لا تصبر طويلا على طغاتها، وسيُسقط الشعب الإيراني ومقاومته نظام الملالي الطاغوتي، ولن يذكر التاريخ إلا سوءاتهم، وما حدث في سوريا ولبنان وغزة سيحدث قريبا في إيران والعراق واليمن.

د.محمد الموسوي/ كاتب عراقي