ميلاد عمر المزوغي يكتب لـ(اليوم الثامن):
شريعة ترامب الفوضوية
خلال فترة رئاسته الأولى, اعلن موافقته على ضم الصهاينة للقدس المحتلة لتكون عاصمة ابدية لهم, وحصد العديد من اموال الخليجيون بدعوى حمايته لهم, فوقع عقود بمليارات الدولارات, لتشتغل المصانع الامريكية وتنخفض نسبة البطالة بأمريكا بينما الاسلحة التي تم شراؤها من قبل الخليجيين لم تستخدم, بل يعتليها الصدأ وتصبح خردة ويتم صهرها ربما تستخدم في انتاج حديد البناء(التسليح).
مع بداية ولايته الثانية ,طالب الخليجيين بإعادة اعمار ما خلفه اعصار كاليفورنيا ,لبوا النداء واعلنت السعودية وحدها عن استثمار مبلغ 600 مليار دولار, ودول اخرى قدمت المساعدات السخية, حقا انها القوة التي تفرض لإجبار الاخرين على دفع الجزية, نعم هناك العديد من الحكام يدركون جيدا بان سلطانهم سيزول ان لم يقوموا بالدفع, لا باس فالدفع من خزينة الشعب بينما غالبية شعوبهم تعيش تحت مستوى خط الفقر.
في لبنان تحدثت المبعوثة الامريكية الى لبنان( اورتاغوس) وفي القصر الجمهوري بان الحكومة يجب الا تشمل حزب الله, لأنه انهزم وتشكر الصهاينة انهم هزموه, قمة الرعونة والصفاقة وبعيدا عن الاعراف الدبلوماسية ان تملي شروطا على بلد وهي بمقر الرئاسة الاولى وامام رئيس الدولة ,كيف لا وهي من ساهمت بل امرت بان يكون رئيسا للجمهورية بعد ان كانت حظوظ ترشحه جد ضئيلة, إنه قمة الخنوع والاذلال والاحتقار,اما عن انتخاب رئيس للحكومة اللبنانية فان من اعتقد انه بيضة القبان(جنبلاط) اخل بتعهداته لدى بعض الاطراف اللبنانية وسار في نهج من يقدمون انفسهم على انهم مستقلون وهم يقادون من انوفهم, وتم اختيار القاضي نواف سلام, لإبعاده عن محمكة الجنايات الدولية حيث اصدرت مذكرات توقيف بحق بعض الزعماء الصهاينة الذين ارتكبوا جرائم حرب في غزة, لبنان لن يحكم الا بالتوافق وغير ذلك فانه مقبل على وضع امني خطير, فلا يمكن تهميش شريحة واسعة من الشعب اللبناني.
الدول المتحضرة والتي تملك زمام امورها اعلنت وفي تحد لإجراءات ترامب الاقتصادية ضدها ,بان سنّت قوانين بفرض ضرائب على المنتجات الامريكية,فائض القوة والشعور بالعظمة وازدراء الاخرين جعل ترامب يفكر في تغيير اسم خليج المكسيك وان تتبع كندا الولايات المتحدة, واعادة السيطرة على قناة بنما, المؤكد انه لن يفلح فيما ذهب اليه فشعوب العالم الحرة لن تقف مكتوفة الايادي بل ستساند حكامها من اجل حماية ارضيها وعدم العبث باقتصادياتها.
يبقى القول بان ترامب اراد ان يكمل ما اقدم عليه بلفور, يسعى ترامب الى ان تسيطر العصابات الصهيونية على كامل ترب فلسطين التاريخية, فالضفة يتم قضمها من خلال المستوطنات أي الاستحواذ البطيء, بينما يطالب بترحيل سكان غزة (لانهم رغم القتل والتدمير لم يتركوا ارضهم) وتركها للصهاينة او ان تبقى تحت السيطرة الامريكية,لحماية امن الكيان الصهيوني, انه التطهير العرقي وازاحة شعب عاش لآلاف السنين, لكنه ولا شك لن يفلح.
اننا نتأسف على مواقف الشعب الامريكي الذي اعاد ترشيح ترامب, فالضرائب التي تجبى منه يتم تحويلها الى الصهاينة على هيئة اسلحة ومعدات تدميرية ساهمت ولاتزال في الابادة الجماعية بقطاع غزة. إنه زمن الفوضى الذي يقوده تراب.
ترى هل ينفذ الحكام العرب اوامره, ام انهم سيخرجون عن صمتهم ويعلنونها صرخة مدوية, كفى استخفافا بشعوبنا, كفى الشعب الفلسطيني ظلما وتشريدا وتقتيلا لثماني عقود , خاصة وانهم يملكون كل اسباب القوة ,نتمنى ان يفيق حكامنا من سباتهم ويخرجون من (الشرانق) التي وضعوا انفسهم بها, فالحياة وقفة عز.