ميلاد عمر المزوغي يكتب لـ(اليوم الثامن):
لبنان.. حصر السلاح بيد الدولة
اريد له ان يكون منتجعا سياحيا ,اطلقوا عليه سويسرا الشرق, ومع انشاء الكيان الصهيوني, صار ملجأ لآلاف الفلسطينيين الذين احتلت اراضيهم,اجتاحته القوات الصهيونية عديد المرات بحجة القضاء على المنظمات الفلسطينية التي تقض مضاجع المستوطنين بشمال فلسطين, نتيجة المد القومي العربي بفعل ثورة 23 يوليو المصرية والوحدة مع سوريا.
تشكلت قوى عروبية ويسارية سعت الى قيادة حركة مقاومة لأجل تحرير الاراضي التي احتلها الصهاينة بجنوب لبنان,ومع محاولة التمدد الصهيوني وتامين حدوده المصطنعة وتكرار اعتداءاته واحتلال اجزاء من لبنان استحدثت قوى مقاومة اسلامية للسير قدما في تحرير الارض وكان لها شرف تحقيق انتصارات ادت الى استرجاع نسبة كبيرة من الاراضي اللبنانية بينما بقية بعض الجيوب تحت سيطرة الصهاينة, ماعد سببا وجيها لتكاثف العمليات الجهادية ,حظيت بترحيب واسناد شعبي وتعاظم نفوذ المقاومة ما جعلها تقف ندا بوجه الصهاينة وشكلت ما يسمى بتوازن الرعب ولكن ومع انطلاق طوفان الاقصى فان المقاومة اللبنانية لم تقف متفرجة كبقية الانظمة العربية بل باشرت بإسناد غزة في اليوم التالي,وقددمت العديد من الشهداء تمثل في اغتيال كوادر الصف الاول من النخبة وعلى راسها الامين العام السيد حسن نصر الله, الأمر الذي اثر سلبا بخطط الحزب العسكرية .
الاتفاق الى وقف الاعمال العدائية بين الدولة اللبنانية وكيان العدو برعاية امريكية ,لم يلتزم الكيان به بل استمر في اعتداءاته بشتى الطرق, حيث يتم اغتيال عناصر حزبية مؤثرة بالطيران المسيّر ولم يسمح للمهجرين من القرى الحدودية بالعودة الى بلداتهم ,ولم يشرع في اعادة اعمار المناطق الجنوبية المتضررة, ووضع شرطا لذلك وهو نزع سلاح المقاومة بالكامل واعتبارا حصريا في يد الدولة اللبنانية, السلطة اللبنانية المتمثلة في رئيس الدولة ورئاسة الحكومة ورغم عدم التزام الصهاينة بالهدنة الا انها وللأسف انصاعت للمطالب الصهيونية حيث لا تزال مناطق عدة تحت سيطرة العدو.
ما اقدمت عليه الحكومة بشان حصر السلاح بيد الدولة نعتبره 17 ايار جديد, هو تفريط صريح بالسيادة اللبنانية وتقديم نصر عسكري للصهاينة وهو ما عجزوا عن تحقيقه رغم استخدماهم لمختلف انواع الاسلحة, نعلم بان السلاح وان يقع بيد الجيش اللبناني فانه لن يستطيع استخدامه ضد الصهاينة, بل سيبقى خارج الخدمة ان لم يقم الصهاينة بتدميره بكل سهولة, وان الضمانات من قبل الامريكان وغيرهم بشان اعادة الاعمار واستتباب الامن والاستقرار نعتبرها واهية, فأمريكا والصهاينة يسعون الى تجريد الدول العربية وبالأخص دول الطوق من كل اسباب القوة وهي السلاح الرادع ,ومن ثم سوف يهيمن الصهاينة على المنطقة.
انسحاب الوزراء الشيعة من جلسة اقرار المشروع الصهيوني الامريكي بشان حصرية السلاح ,قد يمهد الى استقالة الوزراء الشيعة من الحكومة وعندها تعتبر غير ميثاقية وقد تدخل الدولة في حالة فوضى شعبية عارمة تهدد بتفكيك المجتمع اللبناني وقد يقود الى حرب اهلية.
ما تقوم به الحكومة اللبنانية بحصر السلاح هو مقدمة للاعتراف الكامل والتطبيع مع الكيان, الموقف جد خطير حزب الله يقف وحيدا في وجه العاصفة حتى أقرب الموالين له سياسيا تخلوا عنه لانهم وللأسف لم يدركوا مخاطر ذلك على المجتمع اللبناني وما يحاك ضد لبنان. يقول سمو ريتش "اننا نسعى الى محو الدولة الفلسطينية على ارض الواقع ثم رسميا" .