ميلاد عمر المزوغي يكتب لـ(اليوم الثامن):

القضية الفلسطينية ...الواقعية والاستخفاف بالعقول

يعيب البعض بل يجرم ما قامت وتقوم به فصائل المقاومة الفلسطينية, من انها بسبب اعمالها تسببت في مقتل العديد من ابناء الشعب الفلسطيني, نقول وهل الشعب الفلسطيني بالضفة والقطاع يعيش حياة كريمة؟ .

بدأت النكبة البرى من خلال وعد بلفور المشؤوم في الثاني من نوفمبر العام 1917,بانشاء دولة لليهود في فلسطين, استتبعه قرار التقسيم رقم 181 في نوفمبر1947 وهو اعطى للفلسطينيين دولة تمثل 42% فقط من مساحة فلسطين التاريخية, أجبر الكثير من الفلسطينيين على النزوح من اراضيهم التي خصصت لكيان العدو, نزحوا الى الداخل الفلسطيني ما اصبح يعرف بالضفة والقطاع, ولقد كفل القانون الدولي الحق للاجئين للعودة الى ديارهم التي فروا منها العام 1948,ولكن الدول الكبرى انقلبت على ذاك الحق واعتبرتهم قضيتهم مجرد لجوء الى حيث يقيمون ومنعتهم من حق العودة,لذلك نجد مئات الالاف من الفلسطينيين المشردين بمختلف اصقاع العالم,وتسعى الدول الكبرى الى توطينهم حيث هم ومنحهم جنسية الدول المقيمين بها,في محاولة منها للقضاء على الهوية الفلسطينية.

النكبة الثانية هي حرب 1967 حيث استطاع العدو الصهيوني وبدعم من امريكا وبعض الدول الغربية الاستيلاء على كامل الضفة, التي كانت تحت الادارة الاردنية وقطاع غزة الذي كان تحت الادارة المصرية بمعنى فلسطين التاريخية اصبحت تحت الحكم الصهيوني.

النكبة الثالثة والاكثر انحطاطا وتفريطا للأرض الفلسطينية من قبل قادة فتح التي كانت السباقة الى العمل المسلح ضد الصهاينة هي اتفاقية اسلو كان اتفاق بين الصهاينة والفتحاويين دون حضور دولي يعطيه الشرعية ما اعتبر انه اتفاق بين مجرميْن لا قيمة له.

العدو الصهيوني ومنذ انشائه يعمل على انشاء المستوطنات بالضفة وقضم اراضيها وضمها الى كيانه بالبارد ,الاعراب الخانعون تقدموا بمبادرة الارض مقابل السلام واقامة الدولتين والصهاينة وداعميهم من الغرب يماطلون في ذلك,.

عندما اقدمت حماس على عملية طوفان الاقصى كانت تدرك ان المجتمع لا يبالي بقراراته ,وان القضية الفلسطينية الى زوال, وهنا خرجت علينا امريكا بانه لا سبيل الى اقامة الدولتين بمعنى كل الشعارات البراقة بالخصوص كانت لأجل ذر الرماد في العيون وللتغطية على اعمال العدو التوسعية لاحتلال كامل التراب الفلسطيني, الأمر لن يتوقف على الاعداء بل من الحكام العرب حيث ساروا وبكل قوة في نهج التطبيع ,وبل وللاسف امدوا الصهاينة بالمؤن(قيمتها ملايين الدولارات) ابان طوفان الاقصى,وعلى سبيل المثال لا الحصر كل من الاردن ومصر والامارات والبحرين والمغرب. 

السعودية وقطر ومصر اعلنت في اجتماع لها, انه على حماس ان تسلم سلاحها وترحل عن القطاع, كخطوة لإقامة الدولة الفلسطينية! ترى اذا سلمت حماس سلاحها ورحلت؟,هل ستضم الى محمية عباس؟ عباس مجرد راعي للصهاينة ويحفظ امنهم وينتع قيام العمليات الفدائية ضدهم والوشاية بالمقاومين ان لم يقو على ايقافهم,كل ذلك مدفوع الثمن وهي الاموال التي تدفع لعباس وزبانيته ويصرفها على أجهزته الامنية والقمعية, وفي يوم ما سيجد نفسه خارج رام الله.

الابادة الجماعية والتجويع بحق الفلسطينيين جلب استعطاف بعض الشعوب زما جعلها تخرج في تظاهرات منددة بأعمال الصهاينة الاجرامية مطالبة حكوماتها بوقف دعم العدو بالسلاح والاموال التي هي بالأساس ضرائب يقوم المواطن بدفعها للحكومة بدلا من القيام بمشاريع استثمارية او خدمية لصالح شعوبها.       

خروج الشعوب شكّل ضغطا على حكوماتها المتواطئة مع كيان العدو ومشاركته في الابادة ,اعلنت تلك الدول انها ستسعى الى الاعتراف بالدولة الفلسطينية وفق قرار التقسيم, لا باس, هل سيُجبر الاحتلال على ترك المستوطنات التي اقامها بالضفة, أم انه سيدمرها قبل خروجه كما فعل عند مغادرته غزة, على وقع ضربات المقاومين من الحركات الاسلامية والوطنية.

فلسطين اعرق من الدول التي تدعي انها ستعترف بها, والعرب حكام ومحكومين وسلطة رام الله, يباركون هذه الخطوة.

نقول لحكامنا الخونة لا تستخفوا بعقولنا , الواقعية المرة لا تجعل منا مستكينين خانعين, ومهادنة العدو والتفريط بالأرض, بل يجب علينا ان نقارع العدو بالمتوفر, ولو كان الامر يتطلب الندية في امتلاك مقومات القوة لتحرير الارض, لما تحررت بلداننا من مسعمريها,الجزائر دفعت بأكثر من مليون شهيد واخرجت المستعمر بعد احتلاله لها لأكثر من قرن والليبيون قدموا اكثر من نصف عددهم على مذبح الحرية بعد ان اعتقدت ايطاليا ان ليبيا شاطئها الرابع وكذا بقية الشعوب العربية والتي تم استعمارها وتدميرها, وسترجع فلسطين بأكملها بفعل ارادة وعزيمة الشرفاء من ابنائها والخزي والعار للمتخاذلين والمنبطحين.