د. باسم المذحجي يكتب لـ(اليوم الثامن):
اليمن… الحرب الخفية على ثروات المعادن النادرة
يبدو بأن الحرب الخفية في اليمن بدأت تخرج للعلن، حيث تفيد تقارير دولية ،بأن الـيمـن تعد من أغنى عشرين دولة في العالم بمادة الزنك، كما يقدر احتياطي اليمن من النحاس والكوبالت بـ40 مليون طن، و13.5 مليون طن من مجموعة عناصر البلاتينيوم، و13.5 مليار متر مكعب من الحجر الجيري والدولوميت، و365 مليون متر مكعب من الملح الصخري، و327 مليون متر مكعب من الجبس.
هناك جبال من الذهب والفضة والنحاس في صنعاء وذمار ،وندقق على النحاس كون "صنعاء القديمة" أشهر وأقدم مركز سمسرة و نحاسة في العالم.لماذا النحاس بالذات؟ لانه يرتبط بمعدن " البريليوم" سنأتي على ذكره لاحقًا.
وتظهر الدراساتُ الاستكشافية تواجُدَ عناصر نادرة في اليمن مثل اليورانيوم والثوريوم والراديوم والتنتالوم والنوبيوم والسيزيوم والفانديوم، التي تدخل في العديد من الصناعات المهمة منها الصناعات الحربية.
تقرير حديث يؤكد أيضاً تواجد معادن نادرة وقيّمة مثل النيكل والكوبالت، وهما من المعادن التي تُستخدم بكثرة في صناعة البطاريات الحديثة وتقنيات الطاقة المتجددة، وهي صناعات تشهد نمواً عالمياً متزايداً وتشير الدراسات إلى أن" منطقة الحجرية" في تعز قد تكون من أهم المواقع لاستخراج النيكل والكوبالت ، الكوبالت والنيكل هما معادن ذات قيمة اقتصادية عالية نظرًا لدورهما الرئيسي في تصنيع بطاريات السيارات الكهربائية والأجهزة المحمولة، ويعتبر توفرهما في اليمن فرصة استراتيجية لدخول السوق العالمية في قطاع المعادن النادرة.
هناك استغلال مشبوه لقاعدة المعلومات والبيانات الجيولوجية، والجيولوجيا البحرية، والتي عملت على تحديد وحصر مواقع استغلال المعادن والصخور الصناعية والإنشائية في اليمن الذي لم يستطيع بحكوماته المتعاقبة استغلالها في ظل توفر خارطة خاصة بمخاطر الغطاء الصخري لليمن، وأخرى جيوبيئية وفيزيائية ،وصحية.
من هذه المخاطر سرطانات رئة، وأمرض ربو ،وتقرحات جلدية منتشرة في اليمن أبرزها "الحزاز" ،وتحديدًا مناطق الجبال السوداء، والتي يستدل بها على وجود عنصر البريليوم ،الذي يستخدام فيه شريط ،وأنبوب نحاس البريليوم في فرش المحركات الصغيرة ،والهواتف المحمولة ،والبطاريات.
الغريب والمفارقة في اليمن، بان الخامات مختلطة مع بعضها ، ولكم أن تتصوروا : "ذهب وفضة" مع بعض وخام "التنتاليت مخلوط مع الحديد"، وهذا يعني تواجد مركب "الكولومبيت" والذي تسبب بحروب أهليةمتعددة في جمهورية الكونغو، وصراعات عابرة للحدود ،حيث يستخدم بشكل أساسي في صناعة المكثفات للأجهزة الإلكترونية مثل: الهواتف المحمولة ،وأجهزة الكمبيوتر.
كذلك في صعدة، والبيضاء، ومأرب، وشبوة هناك" الجرافيت "، الذي يتواجد مخلوط مع خام الكوارتز، الذي يستخدم في صناعة شاشة اللمس.
تبقى لي أخباركم بأن "خام الروثينيوم" متواجد بكثافة في الجزر اليمنية ،وعلى رأسها سقطرى، والذي يستخدم في صناعة أسطوانات الأقراص الصلبة لزيادة كثافة تخزين البيانات ،ويُستخدم في تركيب الخلايا الشمسية، وخاصة في خلايا غريتسل، لامتصاص الضوء وتحويله إلى طاقة كهربائية، كما أن مركبات الروثينيوم تعد أحدث اكنشافات علاج السرطان.
ياترى ؛هل تعلم هيئة المساحة والثروات الجيولوجية اليمنية ،وتمتلك معلومات أو بيانات حديثة بخصوص المعادن الاستراتيجية في اليمن؟ أشك في ذلك؛ خصوصًا وهي لاتعلم عن معادن أقواس الجزر اليمنية ،وقاع البحرين العربي والأحمر، و مواقع رواسب المحاليل الملحية لعنصر" الليثيوم" ، الذي يستخدم أي " الليثيوم" في تصنيع بطاريات الهواتف الذكية ،وأجهزة الكمبيوتر المحمولة ، و يستخدم في تصنيع البطاريات التي تشغل السيارات الكهربائية، وتختزن الطاقة الكهربائية المتولدة من مصادر متجددة.
يبدو أن حرب المعادن الخفية توسعت لتشمل اليمن بعدما كانت محصورة في الكونغو ،وأو كرانيا ،والسودان،وأفغانستان، وفنزويلا..لما لا؟ فاليمن اليوم قلب الحرب التجارية في العالم.
وبالتالي موقع اليمن، وثرواته قلب هكذا الصراع !