د. خالد القاسمي يكتب لـ(اليوم الثامن):
مستقبل الأمة العربية بعد الحرب الإسرائيلية وتدمير غزة
ما حدث منذ 7 يوليو 2023 وحتى اليوم أمور مدروسة لدى أمريكا وإسرائيل، ولم تكن مغامرة من حماس كما يحلل الآخرون .
حماس مجرد أداة تؤدي دوراً إسرائيلياً لتغيير المنطقة، يبدأ بتدمير غزة ولا ينتهي بضم الضفة الغربية، بل يمتد إلى حدود إسرائيل مع جيرانها العرب من خلال خلق توترات حدودية "مثلما يحصل مع سوريا على سبيل المثال" هدفها قضم الأراضي العربية وصولاً لإسرائيل الكبرى التي يطالب نتنياهو بها، وعَبر ترامب عنها في بداية رئاسته عندما قال "حدود إسرائيل صغيرة لا بد من زيادة مساحتها" وذلك بعد عرض خارطة فلسطين المحتلة في لقاء ترامب مع نتنياهو .
هذا هو الهدف القادم في الإستراتيجية الإسرائيلية الأمريكية، وتصويت الكنيست الإسرائيلي بالأمس بضم الضفة الغربية لإسرائيل هو البداية .
أما مسرحية السلام التي أعدها وأخرجها ترامب في شرم الشيخ، لم تكن أكثر من ذر الرماد في العيون، ترامب رجل متقلب له في اليوم الواحد أكثر من رأي وفقاُ لمصالحه ومصالح إسرائيل .
بلا شك أن ما نفذته حماس من إعدامات داعشية في شوارع غزة، وتصريحات ترامب "أعطيناهم الفرصة لضبط الأمن" هذه رسالة واضحة بأن أحوال غزة ستكون هكذا، إذا لم تسارع قوات متعددة الجنسيات بملئ الفراغ، وهذه دعوة أخرى من ترامب وإسرائيل لإقتتال جديد بين قوات عربية وإسلامية مع حماس في غزة .
وسط هذه الدلائل الواضحة وضوح الشمس أن الهدف الأمريكي الإسرائيلي هو ضم غزة والضفة، وتهجير الفلسطينيين بشكل تدريجي تحت مسميات مختلفة، وبهذا تكون القضية الفلسطينية قد شهدت خواتيمها .
بلا شك أن الدول العربية على وعي بهذه المخططات، ولا يمكن الوثوق في ترامب وإدارته المتقلبة، والأهم في المرحلة الحالية حماية دولنا من أي إمتداد لهذا المخططات القذرة .
والشعب العربي في الخليج واع مع قياداته الرشيدة لهذه المخططات، والمرحلة الحالية تحتاج إلى مزيداً من التلاحم والتكاتف بين القيادات العربية وشعوبها، وترك التحليلات الهابطة في الإعلام العربي التي لا تخدم سوى العدو .


