تحليلات

مكافحة الإرهاب..

الحوثيون والإخوان.. سلام دائم في اليمن وهجمات إرهابية بالجنوب

عناصر من تشكيلات أمنية يمنية على متن مركبة عسكرية في مأرب - أرشيف

عدن

منذ فبراير شباط الماضي، توقفت العمليات العسكرية في محيط محافظة مأرب اليمنية، والمعقل الرئيس لإخوان اليمن، بعد أن أعلنت قوات العمالقة الجنوبية[1] وقف العمليات العسكرية عقب نحو 40 يوما من المواجهات الشرسة التي انتهت باستعادة القوات السيطرة على ثلاث بلدات ريفية سلمها إخوان اليمن[2] للحوثيين في سبتمبر (أيلول) العام 2021م، الأمر الذي على ما يبدو لم يكن باحة الى اعلان هدنة في مناطق تشهد حالة من الهدوء منذ ثلاثة أعوام، باستثناء بعض المناوشات،  ناهيك عن ان الحوثيين سيطروا على محافظة البيضاء، دون قتال وفي صفقة سياسية، اثارت غضب السعودية[3] التي تقود التحالف العربي العسكري، خاصة بعد ان أعلنت الرياض سحب قواتها من مطار عتق على خلفية اكتشاف مخطط إرهابي (مشترك) لضرب مطار عتق الذي تتمركز فيه قوات سعودية في أواخر العام 2021م.

 في الثاني من نيسان/أبريل الماضي، أعلن مبعوث الامم المتحدة هانس غروندبرغ[4] عن أن الهدنة التي أعلنت في الرياض بالتزامن مع المشاورات اليمنية التي اطاحت بالرئيس اليمني المؤقت ونائبه، قد دخلت حيز التنفيذ بوساطة من الامم المتحدة، وشمل الاتفاق السماح برحلات تجارية من مطار صنعاء الدولي المفتوح فقط لرحلات المساعدات منذ 2016.

 وفي الثاني من حزيران/ يونيو، افقت الحكومة اليمنية والمتمردون الحوثيون على تمديد الهدنة الحالية في اليمن لشهرين إضافيين، وقالت مصادر يمنية لصحيفة اليوم الثامن ان المبعوث الأممي يعتزم اقناع الاطراف اليمنية والحوثيين عن تمديد الهدنة حتى نهاية العام الجاري تمهيدا للدخول في مفاوضات الحل النهائي، خاصة في ظل وجود تفاوض مباشر بين السعودية والاذرع الإيرانية في اليمن.

وقالت مصادر يمنية ان الهدنة اوجدت فرصة للحوثيين لترتيب صفوفهم من جديد، غير ان مصادر دبلوماسية أكدت ان المبعوث الأممي الى اليمن، أظهر تفاؤلا كبيراً بشأن التوصل الى تسوية سياسية تنهي الصراع في اليمن.

 

الإخوان والحوثيون يخوضون حوارا في الأردن

 

 

وتخوض الأطراف اليمنية وعلى رأسها تنظيم الإخوان في العاصمة الأردنية عمان، مفاوضات مع الحوثيين لفتح معابر في مدينة تعز، أكبر المدن اليمنية كثافة سكانية، قالت قناة الحدث السعودية ان الأذرع الإيرانية رفضت التوقيع على اتفاقية بفتح بعض المعابر المغلقة منذ سنوات.

وقال أسامة الشرمي وكيل وزارة الاعلام اليمنية لقناة الحدث السعودية "ان رفض الحوثيين الموافقة على فتح معابر تعز، يؤكد ان الاذرع اليمنية لديها مشكلة مع المدينة اليمنية، والتي وتقع إلى جنوب العاصمة صنعاء، وتبعد عنها بحوالي (256) كيلو متراً، وتحتل المحافظة المرتبة الأولى[5] من حيث عدد السكان إذ يشكل سكانها ما نسبته (12.16%) من سكان اليمن.

ومنذ مارس (آذار) العام 2015، حين اطقت دول التحالف العربي عملية عسكرية واسعة لمنع الحوثيين من السيطرة على اليمن، غير ان الحلفاء المحليين في شمال اليمن، فشلوا في تحقيق أي مكاسب ضد الحوثيين الذين أسقطوا المدن اليمنية دون أي مقاومة تذكر.

 

تراجع العمليات العسكرية وتسليم عتاد التحالف العربي

 

 

وتراجعت العمليات العسكرية لما يسمى بالجيش الوطني في مواجهة الاذرع الحوثية، غير انه العام 2020م، شهد تحولا كبيرا في العمليات العسكرية، فالقوات المدعومة من السعودية، سلمت عتادا ضخما للحوثيين في نهم ومأرب والجوف والبيضاء وتعز، وهي أسلحة قدمتها السعودية للقوات التي كانت تديل بالولاء لنائب الرئيس اليمني المعزول علي محسن الأحمر[6]، وقد قادت هذه الانتكاسات السعودية الى البحث عن حوار مباشر مع إيران لوضع حد للحرب التي شكلت استنزافا للرياض التي تشرف بشكل مباشر على قوات الجيش الوطني في مأرب[7].

 

هدنة في اليمن وهجمات إرهابية في الجنوب

 عاد تنظيم القاعدة المفترض الى شن هجمات إرهابية بالتزامن مع دعوة السعودية لمشاورات (يمنية – يمنية)، ترعاها الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، وقد فسرت اختطافات قام بها التنظيم في أبين وحضرموت بحق موظفين أجانب يعملون في الإغاثة الإنسانية والخدمات الطبية، بانها تؤكد ضلوع علي محسن الأحمر في تحريك ورقة القاعدة بعد ان علم بقرار عزله من منصب نائب الرئيس.

ويحضر دائماً اسم الجنرال العجوز علي محسن الأحمر، عند الحديث عن تنظيم القاعدة في اليمن، فهو كما تصفه تقارير أمريكية بـ"بابا القاعدة"[8]، وعودة نشاط القاعدة، يفسر على انه اجراء انتقامي من الأحمر على قرار عزله الذي يعتقد ان السعودية والإمارات – أقطاب التحالف العربي- من يقف خلفه نظرا لارتباطه الوثيق بالجماعات المسلحة.

تورط الإخوان والحوثيين في عودة نشاط العمليات الإرهابية 

 

أكدت تحقيقات وحدة مكافحة الإرهاب في عدن، وجود تنسيق مشترك بين الإخوان والحوثيين في تنفيذ عمليات إرهابية بعضها نفذت بسيارات مفخخة، استهدفت قيادات عسكرية جنوبية، وهو تحقيق يشكل امتدادا لتحقيقات سابقة في العام الماضي، حيث تقول وحدة مكافحة الإرهاب ان قائدا عسكريا إخوانيا يدعى أمجد خالد فرحان، نفذ العديد من العمليات الإرهابية، أبرزها محاولة اغتيال محافظ عدن أحمد حامد لملس، والأخرى في مطار عدن الدولي، واغتيال اللواء ثابت جواس، وتفجير المعلا[9].

وبينت التحقيقات وجود تنسيق مشترك بين الاخوان والحوثيين، بهدف اضعاف المجلس الانتقالي الجنوبي، لكن المثير للاستغراب ان مجلس القيادة الرئاسي لم يتحدث عن كل تلك الهجمات الإرهابية التي تضرب مدن الجنوب، فيما اتهمت مصادر قبلية بشكل واضح "الاخوان" بالوقوف وراء هجمات إرهابية استهدفت قوات دفاع شبوة.

والأربعاء الـ22 يونيو/ حزيران استشهد خمسة جنود في هجوم نفذ ضد قوات دفاع شبوة، عقب ساعات من هجوم أخر استهدف قوات الحزام الأمني في محافظة أبين.

وفي أواخر مايو/أيار الماضي، استشهد 5 جنود جنوبيين وأصيب 6 من "قوات دفاع شبوة" إثر هجومين منفصلين.

وقالت مصادر أمنية "إن تشكيلات مسلحة تابعة لإخوان اليمن في مأرب، ترابط في أبين، توفر حماية لأنشطة التنظيمات المتطرفة، والتي اختطفت الشهر الماضي، مدني متعاون مع قوات الحزام الأمني في لودر".

وبين الاتهامات للحوثيين والإخوان باستغلال الهدنة الأممية لتوجيه ضربات مركزة ضد القوات المحسوبة على المجلس الانتقالي الجنوبي، والذي بات يواجه تحالفات يمنية هدفها استعادة الاستحواذ على موارد الجنوب الطبيعية، والأخير جدد تمسكه بالاستقلال، وان مشاركته في مجلس القيادة الرئاسي هدفه التهيئة لذلك.

وطالب أعضاء الجمعية الوطنية الجنوبية[10] خلال مداولات المجلس الختامية بوضع حداً للعمليات الإرهابية والحروب الاقتصادية والمعيشية التي تواجه الجنوب، والمفتعلة، فيما طالب رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد، المزيد من الصبر لمعالجة الأزمات في عدن، في تعليق له على الاحتجاجات المناهضة التي خرجت تندد بالانقطاعات المتواصلة للتيار الكهربائي.

 

مصادر
 

[1]تقرير: "إعصار الجنوب".. ضربة قاصمة لمشروع تقاسم ثروات شبوة .. اليوم الثامن السبت ٠٨ يناير ٢٠٢٢

[2]"بن عديو" محافظ مخلوع تلاحقه تهم الخيانة.. شبوة حرة  بـ"إعصار الجنوب".. هزيمة الحوثيين وطرد الإخوان

اليوم الثامن ١٠ يناير ٢٠٢٢

[3]الأذرع الإيرانية تقصف شبوة بصاروخ ولا إصابات.. "إعصار الجنوب".. مكاسب جديدة تخلط أوراق الحوثيين والإخوان -  اليوم الثامن الإثنين ١٠ يناير ٢٠٢٢

[4]الأزمة اليمنية.. الأمم المتحدة تعلن موافقة الحكومة والحوثيين على تجديد وقف النار- اليوم الثامن يونيو ٢٠٢٢ 

[5]نبذة تعريفية عن محافظة تعز - المركز الوطني اليمني للمعلومات

[6]هروب من تهمة تسليم الاسلحة السعودية للحوثيين.. إخوان اليمن يحملون "هادي" مسؤولية انتكاسة نهم والجوف - اليوم الثامن ١٧ فبراير ٢٠٢٠

[7]تقرير أممي يؤكد قيام إيران بتهريب الأسلحة لأذرعها.. إعصار الجنوب.. استراتيجية التحالف العربي لهزيمة الحوثيين -  اليوم الثامن   ١٠ يناير ٢٠٢٢

[8]التنظيم يعاود الظهور مجدداً في عدن وأبين.. "علي الأحمر".. بابا القاعدة هل تجبره المتغيرات على التقاعد؟ - اليوم الثامن ١٢ أبريل ٢٠٢٢ 

[9]"القاعدة".. هل بات التنظيم يعمل لخدمة الحوثيين وإخوان اليمن؟ - اليوم الثامن ٠٨ مارس ٢٠٢٢

[10]الجمعية الوطنية الجنوبية توصي بدعم جهود مكافحة الإرهاب و"الإخوان" يضرب شبوة -  من اليوم الثامن

الإمارات تحث الأطراف السودانية على العودة إلى طاولة الحوار وتدعو لحل عاجل


أمطار غزيرة تكشف هشاشة مخيمات تندوف وتثير الجدل حول مصير المساعدات الإنسانية


الدوحة بين الضغوط الدولية ومساعي التهدئة: رئيس الوزراء القطري يبحث مستقبل غزة


النظام الإيراني بين التحديات الإقليمية والاستراتيجيات الداخلية.. تصريحات باقري تكشف المستور