عامان من العدوان على الجنوب
تقرير: قصة وأسرار اجتياح عدن
عامان من العدوان على الجنوب.. وسائل إعلام قطرية تكشف أسرارا عن رأي الحوثيين عقب اجتياح عدن.. رغم التحرير عدن لا تزال محاصرة، فمن يحاصر عدن؟ لماذا لم تعاد وسائل الإعلام الحكومية؟ من يعاقب الناس في عدن؟ الأحمر.. نسعى إلى استعادة السيطرة على كل اليمن |
عامان مرت على العدوان الذي شنه الحوثيون وتحالف المخلوع صالح، لكن عدن والجنوب لا يزالون يعانون من الحصار المفروض عليهم من عدة أطراف يمنية موالية للشرعية، فالصراع في عدن تشكل منذ التحرير في منصف يوليو من العام 2015م.
غزا الحوثيون واتباع المخلوع صالح عدن ودمروا كل شيء فيها حتى انها اصبحت تشبه المدن السورية من حيث الذمار الذي طال الأرض والانسان، لكن التحرير لعاصمة الجنوب وفرحته لم تدم طويلا فسرعان ما تحول الوضع في العاصمة إلى حرب أخرى لا يزال الجنوبيون يعانون منها وهي حرب الحصار والخدمات، فالكثير من المدن الواقعة تحت سيطرة الانقلابيين تبدو تعيش افضل من عدن، لكن وفقا لخبراء فأن العاصمة الجنوبية تعاني من سوء الادارة، الأمر الذي تنفيه مصادر في السلطة المحلية وتؤكد بان اطرافا في الحكومة الشرعية تريد افشال الحكومة الحالية من اجل استبدالها بحكومة موالية للتيارات اليمنية، وهو ما يرفضه غالبية ابناء الجنوب، ويعتقدون انه من الاستحالة ان يحكم عدن او الجنوب مسؤول من الاحزاب اليمنية المعادية.
يضع الجنوبيون جماعة صالح والحوثية والاصلاح في خانة واحدة فتلك القوى شاركت جميعها في الحرب على الجنوب ودمرت الاخضر واليابس، والقبول بها هو اعتراف بالهزيمة كما يقول جنوبيون.
وعلى الرغم من الاجتياح العسكري والتدمير الذي طال عدن والجرائم التي ارتكبها العدوان اليمني الا ان صحيفة قطرية مقربة من الاخوان ذهبت للدفاع عن الحوثيين وقوات المخلوع صالح حيث زعمت إن الحوثيين اعترفوا بانهم ارتكبوا خطأ باجتياح الجنوب مع ان هدف ايران الرئيس من الحرب هو السيطرة على عدن وباب المندب.
وقالت صحيفة العرب الجديد الإخوانية" اعترف قياديون حوثيون ومن حزب صالح، على هامش أحد النقاشات أخيراً، بأن اجتياح عدن كان خطأ لم يحسبوا حسابه، وأنهم دفعوا ثمناً كبيراً جراء تلك الخطوة، والتي بدأوا التحضير لها، بعد تمكن الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، من كسر الإقامة الجبرية المفروضة عليه في صنعاء، والانتقال إلى عدن، في 21 فبراير/شباط 2015، معلناً العدول عن الاستقالة، وأن عدن أصبحت "عاصمة مؤقتة" لليمن.
وبالعودة إلى الأحداث المتسارعة في النصف الثاني من مارس/آذار 2015، فقد بدأ التصعيد بعد أن نجحت القوات الموالية لهادي في عدن، بالسيطرة على معسكر قوات الأمن المركزي في 19 مارس/آذار، والتي كان قائدها مدعوماً من الانقلابيين، ورفض تطبيق قرار هادي بتغييره. وعقب سيطرة القوات الموالية للشرعية على المعسكر، حرك الانقلابيون القوات الجوية لقصف القصر الرئاسي الذي يقيم فيه هادي في منطقة معاشيق، ودفعوا بتعزيزات من تعز إلى عدن.
واعتباراً من 21 مارس/آذار من العام ذاته، أعلنت "اللجنة الثورية العليا"، التابعة للحوثيين، ما سمته "التعبئة العامة"، بالتزامن مع زحف القوات الموالية للانقلابيين نحو عدن. وبالفعل، تمكن الانقلابيون، خلال أيام، من الوصول إلى عدن، وسيطروا على المعسكرات في طريقهم، والتي كانت تضم أساساً قوات موالية لهم.
ومع اقترابهم من عدن في 24 مارس/آذار، وجه هادي رسالة إلى قادة مجلس التعاون الخليجي، طالب فيها بـ"التدخل العسكري"، و"ردع الهجوم المتوقع حدوثه في أي ساعة على مدينة عدن وبقية مناطق الجنوب، ومساعدة اليمن في مواجهة القاعدة وداعش".
وفي اليوم التالي، وصل الانقلابيون إلى أطراف مدينة عدن، وغادر الرئيس، ليبدأ التدخل العسكري للتحالف، بقيادة السعودية، فجر 26 مارس/آذار 2015.
وكان المطلب الأول للتحالف والحكومة الشرعية، في الأشهر الأولى من الحرب، هو انسحاب الانقلابيين من عدن ومحيطها (أبين، لحج، الضالع)، والتي تحولت إلى ساحة حرب.
وأجبرت القوات الجنوبية والضربات الجوية الانقلابيين في يوليو/تموز وأغسطس/آب على ترك عدن ومحيطها، بعد أن تسببت الحرب بدمار واسع وسقوط آلاف القتلى.
ويتشكل الآن وضع جديد في جنوب اليمن، إذ بات الجنوبيين يحكمون بلاهم لأول مرة رغم الوضع الذي يفرض التحالف العربي، واحترام الجنوبيين لسياسة واهدف الحلف العربي.
وبغض عن العراقيل التي ترفضها بعض القوى المعادية للجنوبيين، إلا أن الاحتلال العسكري الشمالي بات من الماضي.
وخلافاً لما كان قبل عامين، فقد باتت القوات، والتي تتألف من جنود وضباط يتحدرون من المحافظات الجنوبية، تتوسع شمالاً، ليجد الحوثيون أن سيطرتهم تتقلص يوماً بعد يوم. وتجسد هذا الأمر في معارك الساحل الغربي، إذ تمكنت الجنوبيين، من السيطرة على أجزاء واسعة من مديريتي المخا وذوباب الساحليتين التابعتين لمحافظة تعز، الجنوبية جغرافياً، والشمالية سياسياً وفقاً للتقسيم الجغرافي الذي كان قبل توحيد اليمن في عام 1990.
وعززت "مغامرات" الحوثيين ومعركتهم التوسعية نحو الجنوب قبل عامين، وما تبعها من حرب لا تزال رحاها تدور حتى اليوم في أكثر من محافظة شمالاً، من احتمالات تتويج استقلال الجنوب واستعادة دولته السابقة.
فدولة الجنوب باتت مطلبا شعبيا واسعا فالجرائم التي ارتكبها الشماليون بحق الجنوب، زادت من رفض الجنوبيين لأي شكل من اشكال الوحدة مع صنعاء.
ويتخوف قطاع واسع من السياسيين من مغبة شن حرب اخرى على الجنوب ويحذرون من ان تلك الحرب في حال واندلعت فسوف تتسبب بقتال جهوي وسيتضرر الكثير من الشماليين القاطنين في عدن والجنوب.
وحاول الأحمر الجنرال العسكري الذي قاد حربا اولى على الجنوب ارسال رسالة للجنوبيين من خلال افتتاحية صحيفة اكتوبر الجنوبية التي نشرت مقالة له أكد فيها انه يسعى لاستعادة سيطرته على كل اليمن، في اشارة الى الجنوب الذي بات في قبضة سلطات جنوبية تطالب باستقلال الجنوب.