سيناريو خصوم السعودية يعيد مخططات "حمد" إلى الواجهة..
تحليل: صعدة اليمنية تدفع ثمن استراتيجية التحالفات الإيرانية القطرية
أعلن الحوثيون الموالون لإيران أنهم قصفوا معسكرا سعوديا في مدينة نجران الواقعة في الحدود مع اليمن، في أول تصعيد بعد ما قالوا انهم اوقفوا العمليات العسكرية من جانبهم في سبتمبر (أيلول) الماضي.
برر الحوثيون قصفهم للسعودية بأن التحالف العربي الذي تقوده قد نفذ غارة جوية على محافظة صعدة اليمنية وان قصف معسكر نجران في السعودية جاء ردا على قصف أودى بحياة 17 شخصا أغلبهم مهاجرون أفارقة من اثيوبيا.
التبرير الذي سوقه حلفاء ايران لاستئناف عملياتهم العسكرية ضد السعودية، أصبح مثيرا للشكل ويفتح الباب امام العديد التكهنات حول من المسؤول عن هجمات اوقعت ضحايا أغلبهم مدنيون.
والسؤال الأكثر أهمية.. هل احتاج الحوثيون إلى تنفيذ هجوم إرهابي داخل صعدة، ضد مهاجرين من اثيوبيا، حتى يجدوا مبررا لاستئناف قصف السعودية، وما علاقة هذه العمليات اللقاء الذي جمع الرئيسان الإيراني والتركي والأمير القطري، في العاصمة الماليزية كوالالمبور، على هامش القمة الاسلامية التي دعا لها رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد، قبل ان يتراجع عن وصفها بقمة اسلامية، إلى تسميتها بـ" قمة منتدى "بِردانا" للحوار والحضارة".
اقرأ المزيد من اليوم الثامن > تحليل: قطر مجددا بصف إيران وتركيا.. هل نُسفت المصالحة الخليجية؟
اللقاء الذي جمعة التحالف الثلاثي، يوحي التصعيد الحوثي الأخير بأنه أهم مخرجات قمة كوالالمبور، وهو ما تؤكد عليه التحركات العسكرية والسياسية لإخوان اليمن من خلال سحب لواء عسكري من محافظة الجوف التي يتحكم الحوثيون في جزء كبير منها صوب شبوة الجنوبية، ناهيك عن تحركات سياسية يقوم بها مسؤولون موالون لقطر في الحكومة اليمنية وابرزهم صالح الجبواني واحمد الميسري والتي بدأت تمهد الطريق لتواجد تركي قطري في الجنوب المحرر من الحوثيين.
اقرأ المزيد من اليوم الثامن> تحليل: "قمة كوالالمبور".. على العالم أن ينتظر هجمات ارهابية جديدة
التحرك الإخواني تزامن معك تحرك حوثي بتكثيف الهجمات على الضالع والحديدة وصولا الى قصف السعودية التي يبدو انهم احتاجوا إلى مبرر لاستئناف العمليات العسكرية ضد مدنها الجنوبية.
لم يكتف الحوثيون الموالون لإيران بالجرائم التي ترتكبها مليشياتهم بحق المدنيين او بحق الاطفال الذين يتم الزج بهم في جبهات القتال، ينتهي بهم الأمر في العادة بالقتل او الأسر بقبضة القوات الحكومية اليمنية، بل تشير الكثير من الحوادث التي تكون ميليشياتهم في العادة الفاعل فيها، إلا ان حادثة القصف في صعدة مؤخرا توحي بأنها كانت مبررا خاصة وان المستهدف هم مهاجرون افارقة، الذين يحاول الكثير منهم التسلل الى السعودية للعمل هناك، عقب رحلة شاقة ومحفوفة بالمخاطر تبدأ من قطع البحار وصولا الى الشواطئ الجنوبية ومنها مواصلة السير على الاقدام للوصول الى الحدود مع السعودية.
"اليوم الثامن" تبحث بشكل ادق حول قصف صعدة والذي اعلن التحالف العربي انه شكل لجنة للتحقيق في الواقعة، فهل كانت القصف ناجم عن غارة لطيران التحالف العربي، أم ان الأمر فيها مبررا لاستئناف العمليات العسكرية.
تشير معلومات إلى ان القصف ناجم عن غارة جوية وان قيادات عسكرية إخوانية مرتبطة بقطر اعطت احداثيات ومعلومات استخباراتية خاطئة للطيران، لقصف اهداف مدنية، والهدف من ذلك توريط السعودية وتشويه صورتها امام العالم بأنها تستهدف المدنيين نتيجة معلومات مغلوطة.
اقرأ المزيد من اليوم الثامن > تحليل: قمة كوالالمبور.. إستراتيجية سحب الشرعية الدينية عن السعودية
لكن هذا ليس جديدا، فهناك معلومات استخباراتية في التحالف العربي تؤكد ان ما حصل منذ أيام في سوق صعدة تم التأكد بالدلائل ان المعلومات المغلوطة التي اوصلها قادة "الإخوان" تم اعطاؤها بعد ان تم رصد اتصالات تمت بين قيادات إخوانية وحوثية، قامت بعملية تنسيق للعملية.
الاتصال الذي جرى بين اطراف اخوانية وحوثية رصد بالصدفة من قبل جهاز مخابرات يمنية يعمل بالقرب من صعدة، فالجهاز الذي كان يتابع تحركات الحوثيين، قام بعملية تحليل بيانات هذا التواصل بعد ٢٤ وساعة من تصاعد الانباء عن الاتهامات للتحالف بالوقوف وراء قصف سوق صعدة.
لكن التحالف العربي الذي فتح تحقيقا حول الحادثة، يبدو انه تفادى باللحظة الأخيرة الاستهداف بناء على المعلومات المغلوطة التي وصلته، لكن الأمر قد يشير إلى ان الحوثيين ربما استهدفوا السوق بصاروخ من صواريخهم المطورة، خاصة في ظل الحديث على ان القصف لم يكن قصفا جويا، فالحوثيون تراجعوا وقالوا على انه قصف تم من الحدود مع صعدة، وهذا التناقض في الرواية الحوثية يوضعه في موضع المتهم أو المتورط بقصف السوق تفاديا لإفشال سيناريو المعلومات المغلوطة التي مررها الإخوان.
اقرأ المزيد من اليوم الثامن> تحليل: قمة ماليزيا.. حلف مواجهة النفوذ المصري السعودي الإماراتي
تورط الإخوان في رسم احداثيات مغلوطة للتحالف العربي، لعل من ابرزها قصف صالة العزاء في صنعاء – والذي وقع في الـ8 من أكتوبر 2016"-، هذا القصف اربك السعودية كثيراً، وقد جاء نتيجة لمعلومة مغلوطة، تردد في وسائل الإعلام المحلية تورط الإخوان في رسم احداثيات مغلوطة والخدف كما جرت العادة ارباك السعودية وتوريطها في هجمات ضد المدنيين.
التحركات الإخوان صوب الجنوب والتحركات الحوثية المتزامنة واستئناف القصف للأراضي السعودية، تؤكد ان الاستراتيجية "القطرية الإيرانية التركية"، تقتضي إضعاف التحالف العربي بتشويه صورة السعودية والتحالف العربي بشكل عام خارجيا والتأثير على دور الرياض في اليمن من اجل تحقيق الإخوان والحوثيين لسيناريو تقاسم النفوذ، ان يبقى اليمن الشمالية في قبضة الحوثيين مقابل دعم حلفاء إيران للإخوان للسيطرة على الجنوب.
الاستراتيجية القطرية المرسومة للحوثيين كشف عنها منشقون عن المليشيات الموالية لإيران، وهذه الاستراتيجية تتمثل في نصب أي جرائم او اعمال قصف يتورط فيها الحوثيون، للتحالف العربي بقيادة السعودية.
في أكتوبر من العام 2018م، كشف الصحافي المنشق عن ميليشيا الحوثي، جمال الغراب معلومات حول تورط الحوثين استهداف حافلة ركاب في مدينة ضحيان بمحافظة صعدة شمالي اليمن، مؤكدا انه تحصل على معلومات خلال نزوله مع وزير الاعلام الحوثي تبين ان الحافلة المستهدفة كانت تقل مجموعة من القيادات التابعة لجماعة الحوثي، وعلى رأسهم صلاح فايق، ومحمد السبعين، ويحيى البشيري، الذين لقوا مصرعهم في الغارة".
اقرأ المزيد من اليوم الثامن > تحليل: تفجير المنظمات.. تحالف "حوثي إخواني" لإستهداف الجنوب
ودعا الصحافي المنشق عن الحوثيين، دعا حينها المنظمات الدولية إلى "التحري عند جمع المعلومات من مصادر مستقلة لا تتبع الأطراف المتصارعة حتى يتبين للشعب اليمني والرأي العام المحلي والخارجي من هو المجرم الحقيقي الذي ينتهك القوانين الدولية، لمحاسبته"؛ في اتهام على ما يبدو يؤكد تورط الحوثيين في قصف مدنيين بينهم أطفال بصعدة لمحاولة توجيه الاتهامات للتحالف في عملية قصف طالت مدنيين.
كثيرة هي الحوادث والهجمات التي نفذها الحوثيون، ففي أواخر العام 2018م، يؤكد فارون من الحرب هناك، إن لغما أرضيا زرعه الموالون لإيران في جنوب مدينة الحديدة، انفجر بمركبة تقل مدنيين مما اسفر عن مقتلهم على الفور، منع الحوثيون طواقم الاسعاف من الاقتراب من السيارة التي دمرت بشكل كامل، وانتظروا حتى قدوم أحد المصورين، لتصوير الواقعة لتظهر في وسائل الإعلام في اليوم التالي على انها غارة لطيران التحالف العربي.
وفي العاصمة اليمنية صنعاء، تسبب مليشيات الحوثي في مقتل 15 طفلا وجرح أكثر من 100 طفل، اثر انفجار مخزن أسلحة في حي سعوان، نسب الحوثيون الحادثة في البداية لطيران التحالف العربي، والذي نفى ان يكون نفذ أي اعمال قصف يوم الـ7 من أبريل (نيسان) 2019م في صنعاء، لتؤكد منظمة هيومن رايتس ووتش مسؤولية الحوثيين عن الانفجار.
اقرأ المزيد من اليوم الثامن > تحليل: عام 2020.. هل يكون عام الحسم في انتهاء الحرب اليمنية؟
يوم الـ9 من مايو أي بعد مرور شهر على التفجير، أصدرت منظمتا "هيومن رايتس ووتش" و"مواطنة لحقوق الإنسان" تقريرا يؤكد تورط الحوثيين في مقتل وجرح 115 طفلا وطفلة.
وقالت المنظمتان " إن مستودعا يسيطر عليه الحوثيون، يخزنون فيه مواد متطايرة بالقرب من المنازل والمدارس، اشتعلت فيه النيران وانفجر في العاصمة اليمنية صنعاء، في 7 أبريل/نيسان 2019، مما تسبب بمقتل 15 طفلا على الأقل، أدى الانفجار الهائل إلى إصابة أكثر من 100 طفل وبالغ في حي سعوان السكني".
المنظمتان أكدتا في تقريرهما المبني على شهادات من السكان "انهم لم يروا حينها أي تحليق لطيران التحالف العربي في السماء"، لترجح ان السبب جاء نتيجة اشتعال النيران في مخزن للأسلحة يقع وسط حي سكن مكتظ".
اقرأ المزيد من اليوم الثامن> تحليل: "إخوان اليمن".. ابعاد الاستقواء بتركيا على حساب السعودية
إن الاستراتيجية التي اتبعها الحوثيون والإخوان لم تكن وليدة او ثمار الاتفاق الذي رعته قطر بين جماعة الحوثي والإخوان في تركي بالعام 2014م، والتي اتفق فيها الطرفان على مهاجمة السعودية وصولا الى تقسيمها وقلب النظام فيها.
"قلب نظام المملكة العربية السعودية" هي استراتيجية لم يتوان "إخوان اليمن" في الاعلان عنها خلال انتفاضة 2011م، وهي الانتفاضة ساهمت مع الدعم القطري في وصول الحوثيين دون قتال إلى وسط صنعاء، قبل ان يتم اشراكهم في مؤتمر الحوار اليمني وهم جماعة سلالية لم يجيز لها القانون اليمن ان تكون حزبا سياسيا ، بفعل انها تمثل جماعة دينية قائمة على جهوية.
لكن ما هو أهم على المساعي القطرية لضرب السعودية بأنها لم تكن وليدة احداث 2011م، فهناك مكالمة مسربة لأمير قطر السابق حمد بن خليفة يقول فيها ان السعودية بعد 12 عاما لن تكون موجودة.
اقرأ المزيد من اليوم الثامن> الشوبكي: القدس قضية كل العرب والمسلمين وصفقة القرن سقطت
المكالمة المسربة يقول فيها حمد، والتي رجح لها انها تمت في العام 2003م، "إن السعودية لن تعود موجودة بعد 12 عاماً"، وهو ما يكمل صورة المشروع القطري التآمري على المملكة تقسيم المملكة خلال 12 عاماً إلى دويلات عدة، وهو ما كان يحتاج بحسب الأمير القطري السابق، إلى أن تتفرغ الولايات المتحدة لهذه المسألة، بعد استكمال أهدافها من غزو العراق، الذي لم يكن قد مضى عليه في ذلك الحين سوى أشهر قليلة".
هذا التآمر القطري يؤكد ان السعودية ومن خلفها الإمارات ومصر والبحرين تخوض حروبا شتى، ضد مخططات خبيثة سكان صعدة اليمنية والمدن اليمنية الأخرى يدفعون ثمنها.