ملف اليمن وخيارات السعودية..
تقرير: "مارتن جريفيث" يزور صنعاء والانقسام يضرب حكومة هادي
وقالت قناة فرانس 24 إن المبعوث الأممي مارتن جريفيث، وصل الأحد، إلى العاصمة اليمنية صنعاء في زيارة هي الأولى منذ عام في وقت تنتهي فيه فترة عمله كوكيل للأمين العام للشؤون الإنسانية، وسط تصاعد حالة الانقسام في حكومة الرئيس اليمني المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي، المدعوم سعودياً، على أثر نية الاخوان القيام بهجرة أخيرة من الرياض صوب أنقرة والدوحة.
اقرأ المزيد من اليوم الثامن> مارتن غريفيث يصل إلى صنعاء لعقد لقاءات مع قيادات حوثية
وبحسب القناة فأن الزيارة تحمل رمزية كبيرة فهي خطة وداع شبه نهائية كما وصفها جريفيث، وأيضًا لغياب وسائل الإعلام عن تغطيتها.
وقاد جريفيث مسعى دوليًّا لإنهاء القتال في اليمن الذي تسبب في أزمة إنسانية تصفها الأمم المتحددة بأنها الأسوأ في العالم ودفعت ملايين الناس إلى شفا المجاعة؛ جراء الانتهاكات التي ترتكبها ميليشيا الحوثي الإرهابية في حق اليمنيين، الا انه لم يوفق في احراز أي تقدم.
اقرأ المزيد من اليوم الثامن> تقرير: المبعوث مارتن غريفيث ينهي مهمته بالثناء على حكومة اليمن
وتبدو زيارة مارتن الى صنعاء، الأخير في جولة المبعوث الذي لم يحقق أي شيء، وسط تقارير صحافية عن قرب تعيين الأمم المتحدة لمبعوث أخر، ربما يكون وزير الخارجية في سلطنة عمان يوسف بن علوي، الذي تستضيف بلاده مشاورات يمنية وإقليمية بشأن حرب اليمن.
على الرغم من تلويح سعودي برفض تعيين بن علوي مندوبا للأمم المتحدة إلى اليمن، على الرغم من انه يعد من الشخصيات الدبلوماسية الضليعة بالملف اليمني، والذي يتوقع ان تكون نهاية الحرب على يديه، وهو ما تبحث عنه الرياض "نهاية الحرب في اليمن".
اقرأ المزيد من اليوم الثامن> تقرير: "يوسف بن علوي".. هل يكون خلفا للدبلوماسي مارتن غريفيث؟
وتحمل حكومة هادي المبعوث الأممي البريطاني مسؤولية تعثر مفاوضات السلام أكثر من مرة، على الرغم من التأكيد الحكومة على مد يد السلام للحوثيين.
وظل هادي يلوح بالسلام، الا ان الحوثيين كانوا يرفضون كل تلك الدعوات، قبل ان تطلق السعودية مبادرة سلام من طرفها، رفضها الحوثيون أيضاً باعتراف سفير الرياض لدى حكومة هادي محمد بن سعيد أل الجابر، الذي أكد رفض الأذرع الإيرانية في اليمن للمبادرة التي أطلقتها قائدة التحالف العربي في الـ22 من مارس (آذار) الماضي.
اقرأ المزيد من اليوم الثامن> تقرير: مبادرات السعودية في اليمن.. تجاهل مستمر لقضية الجنوب
وعلى صعيد أخر، تصاعدت حدة الانقسام في صفوف معسكر ما بات يعرف بـ"الشرعية اليمنية"، بالتزامن مع الضغوط الدولية لوضع حد لنهاية الحرب اليمنية، خاصة في ظل حراك دبلوماسي إقليمي حول انهاء حالة التوتر بين الأقطاب العربية "الامارات ومصر والبحرين والسعودية"، من جهة وإيران وتركيا وقطر من الجهة الأخرى، وهو الأمر الذي يقضي على مشروع تقاسم الأدوار لإخوان اليمن الذين انقسموا بين المعسكرين المتضادين للحصول على الدعم المالي والعسكري وبناء قوات عسكرية طائفية تخضع لسيطرة التنظيم، بغية الاستحواذ على منابع النفط في الجنوب وميناء عدن والممر الدولي الهام وخليج عدن.
وقالت مصادر مقربة من الرئاسة اليمنية لـ"صحيفة اليوم الثامن" ان الرياض قيادات اخوانية ظلت تعلن الولاء للسعودية في طريقها الى الإقامة في تركيا، مستغلة الحراك الدبلوماسي لإنهاء القطيعة بين الرياض وانقرة.
اقرأ المزيد من اليوم الثامن> تحليل: قطر والتخلص من هادي.. "هؤلاء" يمولون مشروع حرب جديدة
ولكن هذه الهجرة "الحديثة"، تؤكد المصادر انها تمضي وفق رؤية قطرية بعيدا عن التوافق الاقليمي وانهاء حالة التوتر الحاصل، حيث تمضي قطر في مشروع تقاسم النفوذ في اليمن "إن يذهب الشمال لإيران والجنوب لقطر وتركيا"، وما الحراك الموجود الا مضيعة للوقت فكل طرف له مطامع واضحة في اليمن".
اقرأ المزيد من اليوم الثامن> تقرير: السعودية.. إخراج قطر من الباب لتعود من نافذة حكومة هادي
ويبدو واضحا أن حالة الانقسام التي تضرب حكومة هادي، تهدف في الأساس الى منح الحوثيين "احقية السيطرة على اليمن الشمالي، وتعزز من وجودهم على الأرض، واضعاف موقف السعودية، بعد ان تجاوز الصراع مرحلة الابتزاز السياسي".
تفعلت جماعة الاخوان ومن خلفها قطر مشاكل في الداخل اليمني من بينها بث مزاعم عن احتلال التحالف العربي لجزر هي في الأصل جنوبية وليست يمنية، الا ان الابتزاز الاخوان للرياض قد وصل الى مرحلة تجاوز من خلالها "تقاسم الأدوار بين طرف يناهض التحالف العربي، وأخر يقدم نفسه كحليف ومناصر للسعودية".
اقرأ المزيد من اليوم الثامن> تقرير: "قنا".. بوابة جديدة لتهريب للأسلحة الإيرانية والتركية
يريد الاخوان باي طريقة العودة الى جزيرة سقطرى الجنوبية، من بوابة ابتزاز السعودية، لكن على ما يبدو ان الرياض قد فهمت اللعبة جيداً، الأمر الذي يؤشر الى ان "الاخوان في اليمن قد يصبحوا لونا واحدا"، تابع لقطر وتركيا وإيران، بعد ان كان هناك من يلعب دور الحليف والمناصر للسعودية.
اقرأ المزيد من اليوم الثامن> تقرير: مرحلة أخيرة من معركة تقاسم النفوذ بين الحوثيين والإخوان
ترى السعودية ان تمكين الاخوان من شبوة في العام 2019م، قد كان اختبار فشل الاخوان فيه، فالمحافظة النفطية التي سلمت للإخوان بدعم سعودية، كان من المفترض ان يكون المقابل دحر الحوثيين ومحاصرتهم في داخل صنعاء، لكن مع بداية العام 2020م، كانت المفاجئة صادمة، فالإخوان سلموا فرضة نهم والجوف وأجزاء من مأرب، ناهيك عن ان أسلحة التحالف العربي "الضخمة جداً"، أصبحت في قبضة الحوثيين الموالين لإيران، وهو ما صعب الأمر كثيراً، ومع بداية العام 2021م، صعد الحوثيون من هجومهم على مأرب بغية الاستحواذ على أخر معاقل حكومة هادي في اليمن الشمالي، في خطوة تعني تجريد السعودية من كل اوراق الضغط في المفاوضات مع إيران بشأن الملف اليمني، بعد ان اصبح كل اليمن الشمالي في قبضة الحوثيين وجزء من الجنوب في قبضة الحوثيين وأذرع قطر.
اقرأ المزيد من اليوم الثامن> تقرير: تقاسم نفوذ في اليمن بين إيران وقطر.. السعودية خارج الملعب
لكن ليس امام السعودية من خيار سوى المضي في تنفيذ بنود اتفاقية الرياض التي يبدو انها تعثرت كثيرا، بفعل رفض الاخوان تنفيذ البنود المتعلقة بحكومة هادي، مالم يتوقع ان يقدم "الموالون لقطر وتركيا"، على القيام بخيارات لـ"ابتزاز السعودية"، من بينها اثارة مطالب الشعب بإنهاء التحالف العربي وتسليم الجزر الجنوبية لهم، وهو الأمر الذي قد يفقد الرياض كل شيء، وتصبح عاجزة في امتلاك أي أوراق ضغط في الملف اليمن بعد ان يصبح مشروع التقاسم واقعا بين الأقطاب الثلاثة "قطر وتركيا وإيران".
-------------------------------------------
فريق تحرير صحيفة اليوم الثامن – نصر محسن