مدرسة “الحو”

قبل أيام، حرصت على حضور مناقشة مشاريع تخرج طلاب قسم الصحافة والإعلام بكلية الآداب – جامعة حضرموت توافق مع احتفائية نصف قرن على تأسيس إذاعة المكلا ، استجابة لدعوة كريمة من الطالب المجتهد والشاب المبتسم “مازن” ابن الزميل العزيز عميد المصورين الفتوغرافيين في حضرموت “خالد بن عاقلة”..

سعادتي كانت كبيرة ومبهرة وأنا أحضر – لأول مرة – مناقشة اعمال ومشاريع إعلامية لطلاب قسم الصحافة والإعلام بجامعة حضرموت ، فللمكان بهاؤه ، وللمناسبة وقارها..

توشحت قاعة الفقيد الصحافي الحضرمي “أحمد عوض باوزير” بحضور لافت من طلاب الإعلام من مختلف المستويات واساتذتهم وأهاليهم وزملائهم ومحبيهم ؛ جاؤوا جميعا من مناطق شتي للمشاركة والمؤازرة والوقوف أمام إبداعات وتجليات من يحبون ، وهم يضعون أول خطوة عملية نتاج تحصيلهم الدراسي والمعرفي في مشهد “غير مألوف” في الأقسام والكليات الأخرى، لكنها “بدعة حسنة”.

تصدر “مقصورة” المناقشة أو إدارة الجلسات الأستاذ “المحترم” والإعلامي الجنوبي “العتيق” الدكتور “عبدالله الحو” وإلى جواره دكتورة الإعلام الزميلة “دعاء سالم باوزير” والدكتور “وجدي عبدالرحمن باوزير” ، وساد جو تعليمي وأكاديمي باذخ.. كان الطلاب يتقاطرون جماعا – بحماس متيقض وأدب جم -لاستعراض ومناقشة مشاريعهم التي تنوعت بين أعمال تلفزيونية وصحفية ؛ وينتظمون في صفوف مرتبة للاستماع لملاحظات وتقيم “لجنة المناقشة” بإنصات شديد، فخلال يومين تم مناقشة تسعة مشاريع طلابية.

سعدت أكثر ، بحضور الدكتور “عبدالله الحو” والاستماع له وهو يعتصر خبراته الاعلامية الطويلة ليقدمها في “موجهات” و”حزم نصائح” لابنائه الطلاب ، كان يشحذ همهم ، ويحفز قدراتهم، وينهض في ذواتهم الطموح والصبر والمثابرة ، ويبعث فيهم الأمل لبلوغ تطلعاتهم بمزيد من العمل والإبداع ، ويفتح لهم افق جديدة ونافذة للولوج إلى أحلامهم ووضع بصمتهم بثقة في السلم الأول من حياتهم العملية.. كان يستحضر أمامهم تجارب “واقعية” وقصص نجاح تزيل من أمامهم غشاوة التعقيد والإحباط وتساعدهم على شق طريقهم بخطي واثقة ..

والدكتور “الحو” ليس بغريب عليه ذلك، فهو علم بارز ، و”مدرسة” – بحد ذاتها – مشهود لها بالعطاء السخي والقيم الإنسانية الرفيعة ؛ فهو من الرجال المخلصين الصادقين الذين يفتخر بهم في هذه البلاد ؛ ممن أداروا ظهورهم لمناصب التزلف والنفاق الزائلة ؛ وفضلوا العمل في قاعات الدرس على ما سواها من امتيازات الترف والبذخ ، وجندوا أنفسهم أوفياء للعلم ووضعوا خبراتهم للتعليم وصناعة الأجيال.. فهنيئًا له.. مع التمنيات لطلابه من الأبناء الخريجين التوفيق ؛ وأن تفتح لهم مؤسسات ومرافق الإعلام أبوابها لاستيعابهم ليكونوا فيها إضافات جديدة تبعث على التجديد..