الجنوب وجنون المناطقية

الشاب سامر علوي من حارة سوق الصيد بحوطة لحج، الحارة التي تقع فيها مدرستي الابتدائية وكان خط سيري ذهابًا وإيابًا يمر بالضبط من أمام بيت هذا الشاب، لا اذكره تمامًا، اخته احدى زميلات دراستي منذ الابتدائية، منذ أن وصلني خبر مقتله يوم أمس وأنا أحاول تذكر شكله لكني لا اذكره شخصيًا ، أتذكر أحد إخوته الاصغر منه والذي كان قريب من عمرنا .

دعكم من كل هذه المقدمة، القضية هنا هي قتل شاب.. إنسان.. نفس مقدسة والسبب مناوشة كلامية بينه وأحد الجنود في الضالع.

دعكم من خبر القتل هذا، أيّ كان سببه وطبعًا لامبرر ..لامبرر لقتل أي إنسان مهما حصل ، بل سأذهب الى القول وأضيف :ومهما بدر منه .!

ليست القصة الآن في إنسان انتهت قصته في الحياة بكل بساطة وبجريمة قتل بشعة ( حسب الأخبار أن الطلقة مصوبة للرأس مباشرة ) .

القصة الآن : أن ضالعي قتل لحجي !

وقبلها يافعي قتل لحجي على أساس أهل يافع مش لحوج، وصبيحي قتل عزيبي، وأهل ردفان يحكمونا وأهل يافع يدعسونا وأهل تبن أحسن من أهل الحوطة، مناطقية بغيضة، وتشظي مريع في جسد الإنسانية.

بعد نقاش ثقافي مع أحدهم يقول لي : أنتِ أصلاً مش لحجية، أصلك من شبوة.

لا ياشيخ ..أمي من شرقستان وأبوي من غربستان ودفوا وجابوني في بلد اسمه جنونستان .

جنون.. جنون ياسادة!

لا أدري ماذا تعني لحج بالنسبة لكم لكنها لي أجدها تحتشد وتتجسد بقوة في ذلك الشاب الذي ينظف كل صباح حارتنا مشترحًا على أنغام فيصل علوي، ينظر له الآخرون بإزدراء لثلاثة أسباب : لأنه عامل نظافة ولأنه من طبقة المهمشين ولأنه أصوله تنحدر من الشمال.

هيّا حضّروا الأرواح الشريرة واستدعوا بكراهية مقيتة تلك الهويات القاتلة .

عزائي لأهل سامر علوي ولروحه السلام.

لاعزاء للإنسانية في بلد ينتهكها بكل بشاعة .

المجد كل المجد للإنسان لاسواه..!

شيماء باسيد
6 اكتوبر 2017