ابتسم.. والبقية ستأتي..!
وماذا عنا ؟ عن تنسيق مصالحنا المشتركة، هل سنمضي معاً بلا ذكرياتٍ ولا صورٍ ولا خططٍ ولا حتى حقائب سفر ، لا أملك جواز عبور ولا حتى هوية ولا تملك أنت مثلي وجهةً تتسعُ لخطواتنا المضطربة . هل سنمضي كغرباء بلا أصدقاء ، كعاشقين يؤرشفان الوقت بترتيبٍ أبجدي ، كرفيقين يبحثان عن إنسجامها المشترك كل يوم، كمتشردين جائعين بلا نقود. لايهم..لايهم فالإفلاس الحقيقي هو إفلاسُ الروح من المحبة، فحينها ستشعر بالبرد يطحنُ عظامك ولو كنت في فصل الصيف. ألسنا معًا ، ألسنا إذن أثرى الاثرياء !!
في طريقنا الطويل هل سنخفضُ صوت الموسيقى قليلاً لننصت للصمت الجذاب بيننا، وماذا لو تبادلنا قبلات خاطفة أليس ذلك صحيًا أمام فواجع هذا البلد. ما أقسى هذه الأرض التي تتسع للموتِ برحابةٍ وتضيقُ لقبلاتٍ من أجل الحياة ولو كانت خاطفة ..!
مدهشةٌ هي روحك تلك التي مستني يومًا وما زالت ، بديعةٌ تلك الإبتسامة المسالمة التي لاتترد في قتلي بوداعة. تعرفُ أنّي رأيتُ ابتسامتك في يومٍ كنت أبكي فيه فخجلتُ من نفسي . كم هذا مضحك، أن ينتابك حزنٌ رخيص أما ثراء روحك بالمحبة !!
على أيّه حالٍ قررتُ منذُ هذا الصباح أن تصبح ابتسامتك خياري الفلسفي في الحياة. وماذا عن أحزاني؟! معك لا مُتّسع لها؟ أو لبعضها؟ بعضها ممكن؟ أجل؟.. لا ..لا مطلقًا ؟
لا أعلم الكثير عن حبك لي، أشعرُ به أوقات وأفرح بكل باقات الورد التي تنثرها حولي ، ثم في أوقات تعتّمُ الرؤية نحوك فتنتحبُ إمرأةٌ بداخلي في عزاءٍ طويلٍ حين تضطربُ الحقيقة فأشعرُ بألمٍ حادٍ في صدري، أُجيدُ اخفاؤه عنك لكن ليس لوقتٍ طويل.
هل ستسألني مجددًا عن سبب حبي لك؟ لا أعلم حقًا، هي الأرواح تضطرب، تقترب.. تتآلف ، تتكاشف فيبدو لها ذلك الخط الوهمي متينًا ويصبح نور الله فلكها الذي تدور فيه. هي الأرواح حين تكتشفُ الموتَ بداخلها، ترغبُ بلمسه دون خوفٍ ، تحترقُ.. تتوهج، تسمع صوته غريبًا للمرة الأخيرة ثم تحضرُ فكرة الحياة بقوة.
هكذا ببساطة كان عليّ أن أكون أول الموتى وآخرهم لتدهشني الحياة فأحبُّك بنكهتي وأنا أتقنُ رقصتها بطريقتي الخاصة ، روحٌ تتقنٌ الرقص تتلاشى أحزانها . تذكر يارفيق روحٌ تتقنُ الرقص لا تموت.. لاتموت .
تبدو العتمةُ شديدة ولاتستطيع ذاكرتي انتزاع ابتسامتك، هاهي تفيضُ بالمزيد من النور على مواعيد حياتي المحطمة المؤجلة، المذبوحة أو المطبوخة على نيران الآخرين .
في وقتٍ ما من هذا الصباح وقبل هدير صوتك شعرتُ أن روحي ستكون الميتة التالية بلا شك ، ثم تكثفت ابتسامتك لتنتزع المشهد من إطار المأساة.
هل ستسألني مجددًا لماذا أُحبك، هل سأسالكُ أيضًا إن كنت تُحبني حقًا.. أرغب بذلك لكنّي أخشى هول الإجابات لذا سأكتفي بفسيفساءِ اللحظة التي تربطنا والتي تحررني من طيش حياتي التي استنزفت كل ريشي بشكلٍ محبط .
ابتسم.. ابتسم والبقية ستأتي، ابتسم دومًا لأجلي لأجل رغبتي في التحليق عاليًا من جديد ، لأجل فكرة الحياة التي عليها أن تكون حاضرة في الذهن دومًا. ابتسم وتذكر نحنُ أبناءُ المحبة وفيها سرُّنا الدفين ، سرُّنا الأهم من كل شيء وفوق كلّ شيء.
ابتسم لأحتفط بروحٍ أضاءت المكان والزمان يوماً..ومازالت.!
ش. ب