ميناء عدن نشيط وفعُال وحتى لانسئ للآخرين..!!

يختلف الكثير منا في مواضيع عدة للتناول ويتفق في بعض منها، العدو قبل الصديق، ولكن ميناء عدن المؤسسة الوحيدة الباقية والنشيطة والفاعلة خلال الحرب وبعد الحرب وحتى الآن، ولا نريد لهذه المؤسسة الناجحة التوقف بدلاً من مساعدتها والوقوف معها بهذا الظرف الصعب.

 

وتستمد مدينة عدن أهميتها وحيويتها من خلال ميناء عدن، وتعود قصة عدن كمركز تجاري عريق إلى أكثر من 3000 سنة.

ويعد ميناء عدن واحداً من أفضل خمسة موانئ طبيعية على مستوى العالم ويتمتع ميناء عدن بموقع جغرافي استراتيجي فريد يربط الشرق بالغرب.

 

وهناك عدد من الموانئ حول العالم، وليس الكثير، التي تعتبر من الموانئ الطبيعية الخاصة جدا صادف أن يكون ميناء عدن إحداها.

بعض من هذه الموانئ الطبيعية العظيمة تقع مباشرة على خطوط الملاحة الرئيسية الدولية وصادف ايضاً أن يكون ميناء عدن إحداها .

 

ولمعلومية الكثير أن هذه المؤسسة يعول عليها الاقتصاد الوطني كثيراً والآلف الأسر من أبناء عدن، وهي الي تعمل على مدار 24 ساعة وتغطي نشاط اقتصادي كبير ، حيث وصل نشاطها التجاري بزيادة أكثر من 20% عن الأعوام التي سبقت الحرب، وهذا دليل على حيوية هذا المرفق وأهميته.

ومع الأسف تعرض الميناء للكثير من الأضرار منها ميناء المعلا رصيف السياح وكذلك الدائرة الفنية بعضها تضرر بشكل جزئي وتضررت بعض القطاعات بنسبة 50% أما الكرينات والدائرة الفنية تضررت بشكل كبير أي بنسبة 90% .

 

وتعرض ميناء عدن وقطاعاته المختلفة للكثير من الأضرار نتيجة الحرب واستطاعت قيادته الشابة بكوادرها الفنيين من إعادة ترميم الكثير من المباني والأرصفة التي تضررت منها رصيف السياح ،حيث يعتبر رصيفالسياح الواجهة التاريخية لميناء عدن،  وأيضا ترميم رصيف المعلا وذلك بتمويل ذاتي وتمويل جزء من كوادرهم الفنيين، حيث تم ترميم المركز التدريبي البحري وترميم مبنى الإدارة العامة وتم ذلك مباشرة بعد تحرير العاصمة عدن وتمت تلك الترميمات ايضا بتمويل ذاتي حتى يتمكن من العمل بشكل طبيعي.

 

وسبق أن ذكر الأستاذ محمد علوي امزربه الرئيس التنفيذي لمؤسسة موانئ خليج عدن في تصريح له بأنهم قد عملوا على صيانة شاملة لمحطة الحاويات خاصة محطة الكهرباء وتم تزويدهم بمولد كبير تصل قوته الى 2،8 ميجا وات ، كما تم استلام 12 قاطرة جديدة، وهذه جميعها تتم بتمويلات ذاتية أيضا.

 

ونقول لماذا أصبح البعض منا أعداء النجاح في عدن وحتى لانسئ للآخرين، يجب معرفة أنه منذ الحرب على عدن والميناء يعمل ولم يتوقف رغم انه تأثر كثيرا نتيجة الحرب، ولكن قيادة ميناء عدن قامت باستحداثات كبيرة في ميناء عدن وميناء محطة الحاويات وهذا تطلب شراء الكثير من المعدات من عربات وكرينات وقطع غيار وايضا استحداثات وتوسعات في المساحات التخزينية لحرم الميناء.

 

كل تلك الاستحداثات والتوسعات والزيادة في حجم الإيرادات يحتم علينا كمواطنين أن نحترم ونقدر جهود قيادته التي كانت لا زالت تبذل جهود عظيمة وكبيرة تجاه تنشيط وتطوير ميناء عدن، وذلك حتى لاننسئ ايضا العراقيل والصعوبات التي واجهت القيادة الشابة لميناء عدن والمرافق التابعة له، في تحويل العملة الصعبة لأجل عملية تطوير وتنشيط واستمرارية العمل في الميناء، رغم ظروف الحرب التي تعيشها بلادنا منذ سنوات.

 

ونستغرب من الحملة الإعلامية المسعورة التي تبنتها بعض وسائل الإعلام المحلية لمهاجمة قيادة ميناء عدن مؤخراً، حيث عملت هذه الحملة على تشويه تاريخ ميناء عدن وأنكرت كل الجهود التي بذلتها قيادة مؤسسة موانئ خليج عدن وكذلك شركة عدن لتطوير الموانئ "محطة الحاويات" في النهوض بميناء عدن وانتشاله من الوضع الذي كان به أثناء فترة الحرب، وحيث أوحت تلك الحملة المسعورة الى ان الميناء لاتنطبق عليه المعايير الملاحية الدولية ، متناسين بذلك الأهمية الإستراتيجية لميناء عدن وانه يعمل بأفضل المعايير الملاحية الدولية على مستوى العالم.

 

نحن الآن ليس بصدد تقييم أداء الميناء رغم انه يعمل بفاعلية وعلى مدار الساعة ويغطي نشاط ميناء الحديدة المتوقف، كما انه يسهم في رفد خزينة الدولة ، وأما ماحدث مؤخرا من إغلاق للمنافذ البرية والبحرية وخصوصا منع السفن السفن من دخول ميناء عدن، كان له أهداف كثيرة منها وضع آلية عمل مشتركة ضرورية لتنشيط ميناء عدن والحد من عمليات التهريب كون التحالف العربي يتحمل مسؤولية كبيرة في الإشراف على ميناء عدن ومتابعة سير العمل فيه كونها مسؤولية تكون على عاتق قوات التحالف العربي، وهذه الإجراءات بمثابة احتياطات ضرورية وفاعلة حتى لاتقع هناك اية اختلالات، ومن هذه الضروريات محاربة عمليات التهريب.

 

الحفاظ على ميناء عدن مسؤولية الجميع كونه من أهم المرافق الحيوية والإستراتيجية والتحالف العربي جزء من هذه المنظومة التي تتحمل مسؤولية حماية ميناء عدن.

 

حقيقة إننا نستغرب من البعض الذين سخروا أقلامهم ووسائلهم الإعلامية لمهاجمة الشرفاء وخصوصا في ميناء عدن، حيث بلغ بهم الأمر الى توجيه تهم كيدية بالفساد دون أن يقوموا بنشر أية أدلة او إثباتات، ونحن جميعا يجب ان نقف ونساعد في استمرار عمل ميناء عدن ونجاحه ، فليعلم الجميع ان هناك الكثير من الأعداء يريدون ان يتوقف هذا الشريان الاقتصادي والذي يعمل بفاعلية على مدار الساعة تحت إشراف ومتبعة تلك القيادات الشابة والتي تبذل جهود جبارة في نجاح الميناء والوصول به لمنافسة الموانئ المجاورة.

 

أتركوا القيادات الشابة تعمل بصمت ولا تقحموها بالمماحكات والمناكفات السياسية، فهذه منشاة اقتصادية وكيفي انها تعمل بكادر كفاءة يمنية 100% بحته، وتحقق الكثير من المنجزات لميناء عدن، ويعتبر واجهة عدن الحضارية ، ونقول لماذا هذا التجهم على تلك المنشاءة..؟ ، نحن أصبحنا في عدن لانعيش الا بالمماحكات السياسية وإقحام تلك المنشاءات فيها.

 

اعتقد بأن هذه هي ضريبة النجاح التي يحققه الميناء بفضل الحالة الأمنية الناجحة وتكاتف الجميع ، حيث ينطبق هنا المثل الشعبي الشايع (الشجرة المثمرة هي التي ترمى بالحجارة).

في الأخير نقول سيروا أيها القيادات الشابة وحققوا النجاحات تلو النجاحات ولا تعيروهم أي اهتمام ...والله من وراء القصد .