رجال للمواقف الصعبة ورجال للاسترزاق فقط !!
تبقى رجال المواقف وتهرب رجال الارتزاق ما حدث للرئيس علي عبدالله صالح يكفي ان يعلمه كل من تابع وشاهد حكاية صالح يكفي ان يعلمه للأجيال جيل بعد جيل
انه واحد من اهم دروس العبر و الحياة المعاصرة ففي حين كان الرئيس صالح يحظى بالسيطرة على مفاصل الدولة في الشمال وتمت سيطرته أيضا على دولة الجنوب حين انقلب على اتفاقيات الوحدة الطوعية فأعلن حربه على الجنوب واحتلها
زاد غرورة وماله واشترى ذمم كثيرة من الشمال والجنوب في صورة استرزاق تلفها شعارات واهية من يرفعها يعرف قبل الآخرين زورها وبهتانها ويعرف تمام انه يتحدث بالولاء مقابل ثمن وكثيرون هؤلاء
مشائخ واعيان ساسة مثقفين وعساكر كل هؤلاء يعرفون انهم بعيدين كل البعد عن العمل او النضال من اجل وطن وعزة شعب!
لكن الغريب في الأمر هو هل كان يفهم صالح ان معه رجال مواقف ام رجال استرزاق! اعتقد انهم كانوا يفهمون وهو للأسف لم يكن يفهم إلا في اللحظات الحاسمة والحرجة واصعب المواقف التي واجهته طوال هذه الفترة الطويلة من حكمة
ففي حين غابوا كل من كانوا رجال استرزاق لم يغب من كانوا رجال مواقف كان الوحيد الأوحد من بينهم (عارف الزوكا) يرحمه الله الذي لا شك ان كل اهل الجنوب مستاءين من موقفه هذا إلا انه اثبت انه رجل موقف يقدس ما يؤمن به واثبت انه كان صاحب موقف يراه اثمن بكثير من أي استرزاق كما فعلت قبائل صنعاء وطابور طويل يصل الى المليون الذين حين يطلبهم الرئيس صالح ويرسل اليهم حتى اجرة سيارات الأجرة التي تنقلهم في كل مناسبة ليهتفوا بالروح بالدم نفديك يا علي!
هكذا هم رجال الاسترزاق الذين خدعوا الوطن بإضفاء الشرعية امام العالم لأيا كان ولا همهم سوى تمشيت الحال
ومثل هذا يجب ان يكن عبرة لأي رئيس او زعيم في العالم فكان الاجدر بالرئيس صالح ان يدرك ان الادعاء بالوطنية وكسبها عبر مثل هؤلاء المرتزقة
كفيلة ان تجعله يقف حين يواجه الموت ان يقف وحيدا وان كان محظوظ الحظ فلربما شخص واحد كما حدث ووقف الى جانبه عارف الزوكا ولم يبقى معه غير (عارف الزوكا) الجنوبي الأصل
الذي اختلفنا معه كثيرا حين كنا نحسبه رجل استرزاق واحترمناه حين اثبت انه رجل موقف وهذا يكفينا ان نفتخر به لموقفه الموقف الذي لم تقفه قبائل وشخصيات وعساكر كانت فقط تؤمن ان الاسترزاق السبيل الوحيد للتقرب من زعيم يدرك الكثير منهم من انه لا يراهم إلا كالشحاتين والمتسولين!
ولهذا حصل ما حصل للزعيم صالح بسبب سياسته الغير سوية والغير وطنية وهذا أمر طبيعي عندما يختزن شخص الوطن والثورة في شخصه واسرته فلابد له ان يواجه مصير يكشف له سوء عمله
ويكشف له أيضا حقارة وجبن الموالين المرتزقة حين تغيب كل تلك الوجيه ولم يتبقى إلا عدد بسيط من افراد اسرته وشخص واحد صدق من بين تلك الملايين كان عارف الزوكا ابن شبوة الجنوب
فلنفخر بمثل هذا الموقف الصادق وبغض النظر عن اختلافنا الأكبر معه