عائشة عبدالعزيز تكتب لـ(اليوم الثامن):

ازدواجية المعايير

 دأبت السعودية منذ عام 2015 م على إ مطار عفاش بالمساعدات العسكرية والوجيستية والتي تشكل عدوا لذوذا للجنوبيين ... وان التهديد القادم الذي تتعرض له المملكة قادما من انصار الله (الحوثيين) والمد الشيعي ، فالتهديد المتزايد المتمثل في تأخير حزب الاصلاح ينبع في الأساس عدم حسم المعركة وتحرير الاراضي الشمالية .

 لقد بلغت مصداقية دول التحالف المتدنية في الجنوب بالفعل أدنى مستوياتها الآن ولم تعد تلك التصريحات على لسان زعمائها تؤخذ على محمل الجد والواقع ان تلك الفجوة بين خطاب التحالف وسياستها إتسقت الى حد كبير حيث عمدت على احتواء المؤتمر الشعبي وحزب الاصلاح وتجاهلت مطالب الجنوبيين في استحقاق مطالبهم المشروعة ، والحقيقة ان دول التحالف اعتقدت بأن لملمة ما تبقى من حزب عفاش هو التمسك المؤتمر الشعبي وتحالفها مع الاصلاح سياسيا ارتباطا وثيقا وانقاذ ذلك النظام بعد مقتل عفاش وتشرذم قيادته .

 ليس من المستغرب ان تستدعي السعودية والامارات قيادة المؤتمر والاصلاح الى الرياض لالتماس نفس المساعدة الذي قدمته السعوديةلنظام عفاش ماليا وعسكريا في عام 2009 م في شن حرب ضد الحوثيين في هذه الحرب ، وليس من المستغرب ان يحاول هادي التعلق بشريان الحياة السعودي المألوف لإنقاذ ما فات  وهم يراهنون بذلك على تلك التحالفات القديمة الجديدة من الصعب التكهن بمستقبلها .

وأخيرا يبدو الأمر الآن وكأن السعوديةقد تناست ان مؤيدي عفاش وعودتها الى الحياة باتت مستحيلة ، وانها غير قادرةعلى اعادتها الى الواجهة السياسية ، والواقع أن التدابير التي اتخذتها الآن هو شكل من اشكال الموت السريري لتلك الشرذمة.

لقد طالب الجنوبيون دول التحالف الكف عن معالجة القضية الجنوبية بمعايير مزدوجة ، ونقول لها كفي عن دعم المنافقين الذين تزودين به المؤتمر الشعبي والاصلاح وتعاملي معانا مباشرة فالجنوب هو الشعب الجنوبي ومجلسهم الانتقالي، وهؤلاء مجرد قطاع طرق واوباش..