رأي جنوبي
عندما يتحدث الجنوب
عندما يتحدث الجنوب .. ويتحرك التاريخ عبر الزمان والمكان ليحكي لأجيال جديدة حكايات قديمة عن الجنوب العربي فماذا قال .. أنا .. من أنا .. لست مجرد أرض .. ولا أنا لقمة سائغة.
أيضا لست أرضا للغزاة ولن أكون كما أرادوا لي أن أكون إنهم يبكون على حالي لكنها دموع التماسيح ، ظاهرها الحزن والوطنية ، وباطنها الخبث والمكيدة .
نعم أنا هو الجنوب الحر .. الرمز العروبي لأكبر وأعظم دولة في الجزيرة العربية كان لها اسما وعلما ونشيدا ودستورا عادلا ومنصفا للجنوبيين ، يضمن الكثير من الحقوق للجنسين ، وأن جميعهم متساوون في الحقوق والواجبات العامة ، وأن لهم الحق في الإسهام في الحياة السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية ، وتكفل الدولة حرية الفكر والإبداع وإبداء الرأي بالقول والكتابة في حدود القانون .
أنا الجنوب.. بأرضه الشاسعة وموقعه الإستراتيجي وشواطئه الواسعة ، وما يختزنه من ثروات معدنية وزراعية وسمكية.
أنا الجنوب.. الذي رفض مشروع القبيلة القائم على القوة والنفوذ والأعراف القبلية ، واحدث هزة عنيفة لصناع القرار السياسي في النظام الفاسد أدخلتهم في حالة إختلال التوازن ، وطالب بفصل النظام الجنوبي لإستعادة دولته ونظامه المدني .
زعموا أن الجنوب الفرع وأن الشمال الأصل وتعاملوا معنا كمواطنين من الدرجة العاشرة ، ولم يفلحوا ، إن الجنوب الذي يتحدثون عنه ليس بجنوب الأمس .
أنا الجنوب.. عربي إسلامي الهوية ، لا احمل هذه الشهادة بحكم التاريخ وحده ، ولكن ولدت بالفطرة مسلما حرا أبيا لكنهم لا يفقهون ... ولا يريدون أن يفقهوا ذلك لهدف معروف ، وهو إبتلاع الجنوب لكنهم هل يستطيعون.