برحيله.. فقدنا فدائيا وقائدا
من اشق وأصعب الأمور ان يرثي المرء رفيقا عزيزا ، على الرغم من سقوط ابطال كثيرين دفاعا عن الجنوب ، ربما لاننا نعيش في بلد مطمح الغزاة، سقطت اعداد هائلة من الشهداء لدرجة اصبح الموت قبل الآوان مألوفا ، وربما الكلمات مهما بلغت اصالتها التي لم تقل اثناء حياة اولئك المناضلين بعد رحيلهم . رغم معرفتي الطويلة التي دشنت بعدالحراك الجنوبي، حيث جمعنامع المئات من القادة المقاومين الشرفاء في ساحة الشهداء في المنصورة ممن اسهموا بقسط كبير في مقاومة الاحتلال الزيدي الصفوي فقد عرفته قائدا فذا وصلبا وعنيدا ، نموذجي السلوك، زاهدا ناكرا لذاته اتقن ممارسة كل اشكال النضال السري والعلني ،حيث زودته فترة الكفاح المسلح وانخراطه في القطاع الفدائي في الجبهة القومية ،بخبرة كبيرة ، وغنية بذل كل جهوده لينقلها الى رفاقه حيث تربى على يده المئات من الشباب الذين انطلقوا من شعاع اخلاقه وثاترت به فكرا وسلوكا. لقد تراكمت لدينا خبرة غنية في البكائيات ، شعرا ونثرا ، وذرفنا دموعا غزيرة مخلصة مع سقوط بطل مقاوم فهل ادينا الواجب وارحنا الضمائر ؟؟؟؟؟ ارجو وفاء للشهداء وعذابات الجنوبيين
وإخلاصا لكل الاهداف والقيم النبيلة لثورتنا وشعبنا ان نعمل على ارساء تقاليد سليمة منسجمة وجوهر المبادئ والمثل التي اعتنقها الشهداء وقدموا اغلى ما يملكون من اجل انتصار قضيتهم ، ان نتعلم باخلاص الديمقراطية وان ننصف المقاومين الاحياء ونقدرهم في حياتهم ، ونعتني بأسر الشهداء ، ونعالج الجرحى ،ونتابع فك قيد الاسرى ،وان نتمسك بوثائق المجلس الانتقالي ، واحترام ارادة الشعب وان مصلحة الوطن فوق الجميع .قال لنا وداعا اصدقاء الدرب والنضال الطويل . قال لنا وداعاواياكم ان تخلفوا وعدكم في تحرير الجنوب . قال لنا وداعا للذين يزرعون الاشواك في الطرقات ، والالغام في المنعطفات ، والموت في الزنانين النتنة ، وقلنا وداعا. ايها القائد يا شهيد الزمان فالدرب لم ينته بعد ووعودنا لن نخلفها ، مهما كان الثمن