بدر قاسم يكتب لـ(اليوم الثامن)

علي بن علي..(أحمد بن أحمد)!

يشير الحضارم إلى عدم تبدل الحال اذا ما سألتهم, بالقول : عبود هو ذاك هوه .. بينما يشير الناس هنا في عدن بالقول : صُبه رُده ! , وفي إشارة إلى عدم تبدل حالهم يقولون  أهلنا في أبين  : علي بن علي!

بعد التعيينات الرئاسية الأخيرة التي اصدرها الرئيس عبدربه منصور هادي والتي اعطت "احمد بن احمد الميسري"  حقيبة وزارة الداخلية والامن وهو المهندس المدني..

اصطلح الجنوبيون اليوم مثلا جديدا يصطف إلى جانب الأمثلة السالفة الذكر.. فإذا ما سألتهم: 

هاه كيف الحال؟!

يجيبونك على الفور : احمد بن احمد!

تستغرب وتقول : يعني أيش؟!

فيأتيك الجواب : يعني علي بن علي!

(احمد بن احمد ) هي إشارة جنوبية ضاحكة إلى معصرة التدوير الهادوي لحال البلد البائس وإلى عدم تبدل حالهم  في عدن خاصة والجنوب عامة ..بعد ان أتى هادي بمهندس مدني ليتربع على عرش وزارة الداخلية والأمن في هذا الظرف الصعب والاستثنائي الذي يحتم عليه فعل العكس تماما . ففي هذا الظرف الاستثنائي والصعب لابأس إذا ما لجأ هادي إلى عسكرة كل وزارات الدولة المدنية وإلى حشوها بالعسكر طالما والبلاد في حالة حرب مع الجماعة الانقلابية من جهة ومع الجماعات الارهابية من جهة أخرى , فليس من المنطق ولا من المعقول ان يفعل العكس ! . فيمايبدو ان هادي اعتبر تصريح الرجل بأن الحكومة الشرعية "تمتلك مخالب وأنياب " بمثابة رسالة دكتوراة في العلوم العسكرية يستحق على ضوءها ان يتقلد وزارة الداخلية والامن . 

لم يتبدل حال الجنوبيين اليوم حتى بعد ان قدموا كل تلك التضحيات الجسام على مداميك تبدل الحال وهاهي الأيام تثبت لنا اليوم ان نهج دحابشة الجنوب هو نفس نهج دحابشة الشمال لم يتغيير!.

تساءلت وأنا اضحك ضحك يشبه البكاء عن حال "عبود "الحضرمي و"علي بن علي" الأبيني.. بعد ان نسفهم الاصطلاح الشعبي الجديد" احمد بن احمد " واحالهم إلى المتحف الوطني للأمثال التاريخية.. ثم تساءلت ونحن على اعتاب نهج اصطلاحي جديد للأمثال والاقوال المأثورة:

ترى من اصطلح " حق ابن هادي " في النظام البيروقراطي اليمني ؟! (لمن لايعرف ما معنى الاصطلاح اليمني " حق ابن هادي ": هو عبارة عن مايدفعه المواطن اليمني  لموظف الدولة رشوة لقاء ان ينجز له امر ما).

لقد اعادت لنا الحكومة الشرعية اليمنية  ثقافة الدحبشة السياسية التي اخرجها الجنوبيون من الباب "في صورة الرئيس صالح" من النافذة في صورة الرئيس هادي" , ففي الوقت الذي ظننا فيه أننا طردنا ثقافة "حق ابن هادي" من ذاكرة الأرض الجنوبية.. هاهو يعود "ابن هادي" بشحمه ولحمه مثل بابا نويل يوزع " حق ابن هادي " يمنة ويسرة .ولقد امدنا الله بالعمر حتى شفنا " حق ابن هادي " واقعا يتجسد امامنا .

"حق ابن هادي" لم يعد مجرد اصطلاح للنهج البيروقراطي للدولة عنداليمنيين بعد ان داهمتنا اليوم من كل حدب وصوب اسراب " ابن هادي " الاعلامية التي تنتشر في عالمنا الافتراضي كالجراد تأكل الأخضر واليابس من محصول الجنوبيين الثوري , اسراب لاتطير ولاتتحرك الا بحق ابن هادي!..ومازال حالنا على ماهو عليه :-

علي بن علي أو احمد بن احمد!