بدر قاسم يكتب لـ(اليوم الثامن):
بن دغر المغرد بوادي الدور!
تعول حكومة احمد عبيد بن دغر على ذاكرة شعبها المثقوبة كي تذهب إلى تسويقها الاعلامي الذي يحاول حشر الحراك الجنوبي والمجلس الانتقالي في زاوية استعداء التحالف العربي , وعلى طريق هذه المحاولة البائسة يأتي كل هذا الاستهداف الاعلامي الممنهج للجنوب والجنوبيين , وقد تنطلي هذه المحاولة على الشعب المسكين الغلبان لكنها ابدا لا تنطلي على التحالف العربي الذي يتذكر جيدا تغريدة التهديد المبطن من سيادة رئيس الوزراء احمد عبيد بن دغر , التهديد الذي وجهه للتحالف العربي على هيئة نصيحة للرئيس هادي , بعد هذه التغريدة تماما ضخت المملكة العربية السعودية ملياري دولار كوديعة للبنك المركزي اليمني , وقد قيل حينها ان هذا الضخ السعودي كان مشروطا بأمور واجراءات يبدو ان بن دغر لم يفي بها!.
السؤال الذي طفى على السطح عقب تغريدة بن دغر الشهيرة هو :
ما الذي دفع رئيس وزراء دولة كبن دغر إلى ان يُفسبك هذه التغريدة هكذا على الملا؟!
ألا توجد قنوات اتصال لسيادته بالرئيس هادي تمكنه من إسداء نصيحته الفضيحة لهادي وللتحالف العربي؟!
لقد كان بن دغر صريحا جدا وواضحا جدا فيما قصد حينما قال : ياسيادة الرئيس اليمن أبقى!.
كيف نقل بن دغر قدمه هكذا فجأة ليضعها على سلم الحرص والوطنية ؟!
عادة ماتكون هذه النقلات النوعية لقيادات المؤتمر الشعبي العام, النقلات التي تضعها في مصاف الوطنية , عادة ماتكون نقلات " كش ملك مات" !.. لقد كانت لصالح نقلة وطنية نوعية قبضت على اثرها روحه!.
ضخ الوديعة المشروط ربما كان يرتكز على روزنامة ملاحظات سيادة محافظ عدن عبدالعزيز المفلحي عن اداء بن دغر وفساد حكومته!.. ملاحظات ربما وضعت على طاولة بن دغر مرارا وتكرارا مما أدى إلى لجوء الاخير إلى خيار الفسبكة الوطنية كمخرج اخير على طريقة الهروب إلى الامام كما فعل سلفه صالح إلا ان صالح هرب إلى الامام ومن الامام ( عبدالملك الحوثي)!.. يبدو لي اليوم ان بن دغر يهرب إلى الوحدة والوطنية من التحالف وإلى التحالف (المجلس الانتقالي الجنوبي)!.
اخيرا مثلما ترفض الحكومة اليمنية ان تتعامل مع الجماعة الانقلابية في صنعاء كسلطة أمر واقع كذلك من حق الشعب الجنوبي ان يرفض ان يتعامل مع فساد حكومة بن دغر كفساد أمر واقع!.. إلا ان التناقض الحكومي الفج يريد من الشعب الجنوبي ومن التحالف العربي ان يتعاملا مع فسادها كفساد أمر واقع لا محالة!..