بدر قاسم يكتب:

أبين .. الثلاثة يشتغلونها!

قصة محافظة أبين الجنوبية تشبه إلى حد كبير قصة "نجيبة متولي الخولي" من فيلم "الثلاثة يشتغلونها"،الفتاة الأولى على الثانوية العامة في مصر بتقدير 101%، خارقة الذكاء في الحفظ الآلي، الذي يبتعد كثيرا عن الفهم والتمييز بين الصالح والطالح.

فنجيبة بحكم ذكاءها الفطري وتربيتها المحافظة، خرجت للحياة الجامعية، لتنبهر بأي شخص تقابله وتطبق تجاربه الشخصية بحذافيرها. لا أريد الاسترسال في شرح قصة الفيلم، لأن معظمنا شاهده، فهو من بطولة الفنانة ياسمين عبدالعزيز "نجيبة".

في وقتنا الراهن تشهد محافظة أبين فراغا أمنيا مخيفا، فلم تكد تخرج مدينة لودر شرقي البلاد من أزمتها الأمنية، التي اندلعت إثر عملية سرقة وقتل، تطورت إلى عملية قصاص. وعندما احتكمت الأخيرة للرأي العام معززا بفتوى أحد شيوخ الدين المحليين. دخلت مدينة لودر خاصة ومحافظة أبين عامة في أزمة أمنية ومجتمعية أعنف، إذ أستنكر الجميع عملية القصاص التي جرت خارج إطار القانون ومارافقها من تعذيب بحق الجناة" وفق بعض الفيديوهات المسربة" من أبناء محافظة شبوة التي تربطها بأبين علاقة جوار متينة.

لقد لعبت منصات التواصل الاجتماعي دورا كبيرا في تعبئة الشارع ودفعه للمطالبة بالقصاص، لتعود ذات المنصات للعب دور في استنكار عملية القصاص.

بالمقابل، في مديرية مودية، اختطف عناصر يشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة أعضاء من البعثة الأممية، كانوا في طريقهم إلى محافظة شبوة مرورا بمودية.

في سياق متصل بواقعتي لودر ومودية، تم تداول بعض الأخبار التي تفيد بتوافد بعض شيوخ الجماعة السلفية من الشمال اليمني إلى منطقة شقرة الساحلية.

إذا صحت هذه الاخبار، فعلى الأرجح أن هذه الزيارة التي أتت بعد أزمتي لودر ومودية الأمنيتين، تعكس محاولة استثمار الجماعة الشمالية، حالة التشنيع الإعلامي التي طالت أهم شيوخ السلفية في لودر "توفيق البلالي" صاحب فتوى القصاص. وبالتالي العمل على إعادة اللحمة بين الجماعتين، الشمالية والجنوبية، بعد القطيعة التي حدثت بسبب الموقف من الحوثيين شمالا.

ثمة احتمال اخر يرجح اتصال الزيارة بعملية اختطاف البعثة الأممية في مديرية مودية. فإلى جانب طلب الخاطفين فدية مالية، هناك شرط متعلق بالإفراج عن معتقلين لدى السلطات الأمنية في محافظة عدن. بينما يواجه المعتقلون تهما بتنفيذ عمليات إرهابية ذات طابع تنظيمي. وهو الأمر الذي يثير الشبهات حول ماهية الجماعة السلفية الشمالية، خصوصا وأن الأخيرة تتبنى موقفا تصالحيا مع الحوثيين.


من جانب آخر، يوم أمس الأول، شهدت مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين، حادثة قتل بدأت تداعياتها تحاول الانتشار، فحسب ما تناولته بعض المنصات والمنابر الإعلامية، بعد صلاة الجمعة يوم أمس نظمت ظاهرة احتجاجية، طالبت بسرعة (القصاص) من قتلة أبناء أبين،وفق شعاراتها.

ثمة محاولة للدفع بسيناريو الأحداث في زنجبار، باتجاه يشابه سيناريو لودر. الأمر الذي يحيل القضايا إلى مربع التصفية والخلاص بعيدا عن دعوات العدل والقصاص.
.....
بدر قاسم محمد