بدر قاسم يكتب لـ(اليوم الثامن):
الاصلاح: أنا لستُ أنا .. أنا لستُ أنا !
فهم حزب الاصلاح اليمني لتوجهات المشهد السياسي العربي والدولي في المنطقة ككل بينه بيانه التنصلي من الانتماء لجماعة الاخوان المسلمين الصادر عن الحزب في العام 2016م ,فهم استهلالي ذكي تلته خطوة استهلالية تنصلية هدفها تمديد فترة النشاط المشبوه للحزب ..
بعد ان أقرت قمة الدول العربية المنعقدة في الرياض مؤخرا تجفيف مصادر تمويل الإرهاب شهدنا تخريج اطروحات فكرية خجولة لبعض رموز الحزب تتحدث عن ما أسموه (دولة مدنية معلمنة) هذه التخريجات تندرج في سياق تأكيدي اخر على ان حزب الاصلاح لاينتمي لجماعة الاخوان المسلمين !.
مازال حزب الاصلاح يمارس لعبة التخفي وهو يضغط بسبابته يمين الفارة وهوووبى يخفي ملف نشاطه العقدي الإرهابي من على شاشة سطح مكتب الرئاسة اليمنية !.. أيضا يستنسخ بعض اعضاء الحزب ,في الجنوب المحرر من قبضة الجماعة الحوثية, اللعبة العامة للتخفي ويجري لها عملية لصق ويحولها للعبة تخفي تخصه.. فيخرج علينا عضو اصلاحي "كنائف البكري " ويعلن عقب عملية تحرير عدن مباشرة : استقالته من حزب الاصلاح ! ليمارس لعبة تخفي تمكنه من المكوث محافظا لمحافظة عدن فترة من الزمان ..
هذا النشاط الزئبقي للحزب بالصورة العامة والنشاط الزئبقي لاعضائه بالصورة الخاصة لايحيلنا على السؤال : عن مدى الضرر الذي يلحقه نشاط الحزب واعضائه بالفكر الاسلامي العقدي المُدّعى تمثيله من قبل الحزب فحسب ! بل يحيلنا أيضا إلى السؤال عن الحيلة الحركية التنظيمية المنتهجة في هذا السياق :
إلى أي مدى تشبه حيل التنظيمات الحركية , الحيل التي تُمارس في أجواء مشبوهة ضد الانظمة السياسية ؟!.
في لحظة فارقة اليوم ينقلنا حزب الإصلاح من أعلى :
من بيانه التنصلي من الانتماء لجماعة الإخوان المسلمين , إلى أسفل :
إلى بيان ينفي فيه علاقته بما بات يُعرف في تعز بقوات الحشد الشعبي المليشاوية التي أعلن عن تبنيه تشكيلها على رؤوس الأشهاد في حفل كرنفالي كبير نقلت كل وسائل الاعلام , المرئية والمسموعة والمقروءة , فعاليات تخرج الدفعة الأولى والثانية تحت يافطة - تخرج الدفعة ال (أولى - ثانية) لقوات الحشد الشعبي الداعم للجيش الوطني , حسب تعبير حزب الاصلاح ..يأتي فجأة لينقلنا مؤخرا من بيان نفي الارتباط بالإخوان إلى بيان نفي الارتباط بالحشد .. ليضعنا أمام قصة الراعي الذي استمرأ الكذب على قريته وشغل أهلها , أكثر من مرة , بكذبة مطاردة الذئب له .. إلى ان طارده الذئب حقا , ومن كثرة كذبه لم تلتفت القرية لصراخه أو تهب لنجدته وتركته يواجه مصيره وهو يصرخ : الذئب الذئب ..! لذا من كثرة بيانات النفي وتكرارها من قبل حزب الاصلاح لم يعد يسمعه ولايصدقه احد ..وسيترك اخيرا يواجه مصيره المحتوم وهو يصرخ : أنا لستُ أنا.. أنا لستُ أنا !.
أخيرا وكأن حزب الاصلاح وهو يؤكد عدم ارتباطه بجماعة الاخوان المسلمين , يمارس من جانب اخر منهجية تنظيمية تتشابه ومنهجية التنظيمات العقدية : تقربه من شبهة النشاط الإرهابي أكثر مما تبعده كذبة التنصل : من شبهة الانتماء لجماعة الاخوان المسلمين ؟!.
أعتقد ان هذه المنهجية الزئبقية لحزب الاصلاح تحتم على الجهات المختصة , في عدن خصوصا , المضي في تنفيذ قرار حظر نشاط الحزب السياسي .. قبل ان نشهد ممارسة فروعه في الجنوب لحيلة التنصل عن الأصل في الشمال وقبل ان نسمعها تصرخ : أنا لستُ أنا .. أنا لستُ أنا !