بدر قاسم يكتب :

ابحث معنا !

فلم امريكي أظنه قديم, المشهد الأخير منه لخص فكرة الفلم ومازال عالق في الذاكرة , ولأني لا أتذكر اسمه لم استطع الحصول عليه مباشرة من محرك البحث جوجل .. فقلت لعلي إذا ما أدخلت خلاصة قصته في محرك البحث جوجل كمحاولة .. ربما قد أجده ! , فحاولت جاهدا ان أدخل في جوجل قصته مختصرا , حتى لا تصاب محفظة الباحث الآلي بالارتباك كما هي العادة فإما يخرج لك منها خلاف ماكنت تبحث وإما يجيبك جوجل وكأنه منزعج  ب :لا توجد نتائج  !.

لذا وضعت جانبا الدقة البشرية في التعريف بالفلم التي تأخذ أكثر عدد من الكلمات وأدخلت أولا :-

 فلم أمريكي يلعب بطولته رجل شجاع مدان بالسرقة والقتل.

أحالني جوجل على مجموعة أفلام جميعها بوليسية وأكشن !.

فأدخلت إضافة ثانيا :-

فلم أمريكي يلعب بطولته رجل شجاع مدان بالسرقة والقتل مثل رمزا لدى صبية الحي .

قذف بي جوجل مرة أخرى على شط الأفلام البوليسية والأكشن !.

فأدخلت إضافة ثالثا :-

فلم أمريكي يلعب بطولته رجل شجاع مدان بالسرقة والقتل مثل رمزا لدى صبية الحي واجه حكم الاعدام أخيرا .

بلا جدوى استمر العم جوجل يخرج لي نفس النتائج بصياغ مختلف بعض الشيء مرة بعد مرة ! .

أخيرا تملكني الغضب وددت لو أن العم جوجل نادل في مطعم فاخر يقف الان بجواري فيدنو مني وينحني وبكل أدب واحترام يهمسني :-

طلباتك ياسيد بدر ؟!

فأقول له :

يا أخي العزيز أنا أبحث عن فلم أمريكي نسيت عنوانه و أذكر قصته التي تحكي عن رجل شجاع مدان ملاحق من قبل الشرطة بتهم سرقة وقتل أناس منبوذين من قبل المجتمع يكوّن عنه فتية الحي , الذين يلقاهم ويتردد عليهم ويعاملهم بلطف جم ويتسترون عليه في أحيان كثيرة , صورة الرجل الشجاع  .. في نهاية الفلم تلقي الشرطة القبض عليه فيواجه حكم الاعدام بالكرسي الكهربائي .. فيقترح عليه ضابط الشرطة ان لا يواجه حكم الاعدام بشجاعة وان يصرخ ويبكي امام الفتية وهو يساق إلى كرسي الاعدام الكهربائي ! , حتى يحطم الصورة الاسطورية المحفورة عنه في عقول و مخيلة فتية الحي , الصورة التي لا تتسق مع الصورة التي يجب ان ترتسم عن الخارجين عن القانون .. وحتى لا يصبح القتل والخروج عن القانون قدوة !.

 في بداية الأمر رفض بطل الفلم مثل هذا الاقتراح المسيء له ولسيرته الشجاعة.. لكن في لحظة تنفيذ حكم الاعدام فاجئ الجميع بتنفيذ اقتراح الضابط حرفيا فسيق إلى الكرسي الكهربائي وهو يصرخ ويبكي ويولول .. وأخيرا حطم تحطيما ظاهريا صورة البطل الاسطورة التي ارتسمت عنه في مخيلة فتية الحي و حفر بدلا عنها صورة في ضمير ضابط الشرطة للبطل الشجاع الحقيقي .. أحتفظ بها الضابط وأسرها ولم يطلع أحد عليها هو الاخر في سبيل تنشئة الجيل الصاعد تنشئة سليمة بعيدا عن الاقتداء بنهج الخارجين عن القانون مهما كان صفاء نواياهم ونقاء سريرتهم! .. فالمذنب بنظر القانون يجب ان يظل مذنبا بنظر الناس ! .

 

انتهى الفلم وجوجل مازال في نظري ذاك النادل الآلي الأصم الذي لا يسمع ولا يجيب  !.. و ربما ما زلت في نظره ذاك المشاهد البشري الأعمى الذي لا يرى ولا يحفظ عناوين الافلام !.