عادل العبيدي يكتب:

الحراك النقابي الجنوبي

الحراك السلمي الجنوبي ، اسعدنا كثيرا بانطلاقة ثورته الشعبية ، فقد كسر عنا كل حواجز الخوف ، وأزاح عن صدورنا كل البلاوي و المواجع التي كانت جاثمة على صدورنا ، التي بها حاول نظام صنعاء أن يبقينا ضعفاء ومستسلمين أمام كل ممارسات ظلمه علينا .

ولهذا فقد كانت تلك الأنطلاقة الجنوبية تعبر عن مآثر الرجولة والشجاعة والتضحية والحب لله ثم للوطن .

الحراك النقابي الجنوبي ، هذه الأيام تستعد الساحة الجنوبية لإعادة دور النقابات الريادي في الجنوب ، هو أيضا ستكون لثورته بصمات رائعة في حياة طبقة العمال واسرهم، وسيحدث أن شاء اللة تغييرات إيجابية في سلوك وأخلاق العمال وهم يمارسون أدائهم الوظيفي ، وكذا في تحسين مستوى معيشتهم .

صحيفة (النقابي الجنوبي )، ستكون لهذه الصحيفة العمالية ، الدور الأهم والأبرز في إعادة دور النقابات الريادي في عدن ، وتعزيز نشاطها بين أوساط جميع العمال بما يخدم العمال خاصة ، والمجتمع الجنوبي عامة ، في تلاحمهم و إتحادهم، ويكونون يد واحدة في معالجة كل المشاكل التي تعترض طريق العمال ومجتمعهم ، وفي مواجهة التحديات التي تحاول تضييع أو تمييع قضاياهم الخاصة و قضاياهم الوطنية .والتمسك بحقهم في مواصلة النضال حتى استعادة الدولة الجنوبية .

مهمات شاقة وغير عادية تلك التي سيحمل رسائلها الحراك النقابي الجنوبي ، فهو سيكون في مواجهة المطالبة في تعديل وإعادة حق العمال الذي كان عرضة للأقصاء والتهميش والأبتزاز خلال الفترة الماضية ،من زمن مايسمى بالوحدة اليمنية ، التي كان التمييز فيها بين مختلف العمال في أجورهم و في تحسين أوضاعهم، غير متكافئا وغير عادلا ، الذي كان معياره معتمدا على الوساطة والرشوة والولاء والمحسوبية ، تاركين معيار الكفاءة والنزاهة حبيس أدراجهم ، مما جعل العمال يصابون باليأس والأنهاك و الغلبة على أمرهم ، غير قادرين على بذل المزيد من العطاء الذي يمكن للمجتمع أن يستفاد منه ، مولدا في داخلهم الشعور بالأحباط وعدم المسؤولية ، وما على الحراك النقابي الجنوبي إلا أن يتدارك هذا الأمر و ذاك الشعور ويحاول أن يؤسس لجميع العمال إتحادا نقابيا موحدا ، يعيد للعمال جميع حقوقهم الضائعة ، ويحافظ على حقوقهم المكتسبة ، ويدافع عنها ، حتى يتمكن من إعادة للعمال مجدهم ، ليزيد عطائهم وللنقابات ريادتها.
ومثلما يكون دور النقابات رياديا في جعل فئة العمال تتمتع بحقوق ومزايا خاصة تمكنهم من العيش بإنسانية وكرامة ، وبالتالي جعل المجتمع ينهض ويتطور في مختلف مجالات حياته ، يكون للنقابات أيضا دورا رياديا في توعية العمال بالأبتعاد عن كل الأساليب والتصرفات اللأخلاقية التي من شأنها أحداث الضرر في المجتمع وجعل عجلته تطوره تدور إلى الخلف عشرات السنين .

ولا يخفى على من سيكونون على رأس قيادة الحراك الثوري النقابي الجنوبي ، ورؤساء النقابات ، وصحيفة النقابي الجنوبي ، أن أغلب العمال والموظفين الجنوبيين خلال الزمن الماضي من العمل في إطار ما يسمى بدولة الوحدة ، قد اكتسبوا خلالها الأخلاق السيئة والفاسدة وهم يقومون بتأدية عملهم ، خاصة في الوظائف العامة ، حيث تحول تأدية عملهم في وظائفهم العامة ، من تأديته للمنفعة والمصلحة العامة ، إلى تأدية للمنفعة والمصلحة الشخصية ، وهذه الأخلاق الفاسدة السيئة المكتسبة ، كالرشوة والوساطة والنهب والعمالة وغيرها ، قد كانت أحدى الأسباب التي ساعدت على ضياع حقوق الكثيرين من العمال ، وجعل عجلة الوطن تدور إلى الخلف وإلى الأسواء، وأيضا جعل النقابات تسير عكس مصلحة العمال والوطن ، من خلال شراء ود وذمم رؤساء النقابات ، الذي كان وقوفهم إلى جانب الفاسدين والناهبين و التعامل معهم بالعمالة ، على حساب حقوق العمال والدفاع عنهم ، وعلى حساب تقدم وتطور المجتمع و الوطن .

ولهذا فأن على الحراك النقابي الجنوبي الذي تستعد له الساحة الجنوبية هذه الأيام كحراك ثوري لأستعادة ريادة النقابات الجنوبية ، أن يكون سيره في أتجاهين مختلفين ، إذا كان فعلا قد عقدت النية على أحداثه ، إتجاه يكون إلى جانب العمال في كل مايتعلق بحقوقهم ، وأتجاه توعوي يكون ضد كل تصرفات العمال اللأخلاقية أثناء تأدية وظائفهم وحثهم في تركها والأبتعاد عنها ، ولا تستطيع النقابات أن يكون لها دور ريادي إلا متى ما أبتعدت عن بيع ذممها للحكام والمسؤولين ورؤساء الشركات على حساب مصالح وحقوق العمال و الوطن