عادل العبيدي يكتب:
الانتقالي الجنوبي وواقع سياسي جديد
في الوقت الراهن يتطلب من الانتقالي الجنوبي أن يقر أنه في واقع سياسي جديد، واقع يختلف عن ذاك الواقع السياسي الذي كان في بداية تأسيسه، وذلك من أجل أن يبني على هذا الواقع السياسي الجديد خطواته السياسية والعسكرية والاقتصادية والدبلوماسية المستقبلية، لهذا يتطلب منه أن يحاول قدر الإمكان البحث عن شخصيات جنوبية ذات تجربة وخبرة في مختلف المجالات التي يحتاجها الانتقالي لبناء وإقرار خطواته المستقبلية واستقطابهم إليه، وأن لا يقتصر اعتماده كليا على ذات الآلية نفسها التي اعتمدها في بداية تأسيسه ويحاول أن يطورها بما يتلاءم مع استطاعته التغلب على جميع التعقيدات والظروف الشديدة التي أنتجها هذا الواقع السياسي الجديد الذي يعيشه الانتقالي اليوم ويعيش أزماته قاطبة شعب الجنوب بمختلف نخبه وفئاته.
صحيح أن السنوات التي تلت تأسيس الانتقالي بما فيها من أحداث خاضها الانتقالي بشجاعة وانتصر فيها قد زادته قوة وصلابة وشعبية واعترافا إقليميا ودوليا ، وهذا يعود بفضل الله ثم بفضل ثبات وتماسك قيادته وجميع أعضائه ومناصريه من المراكز إلى المحافظات، إلا أنه وبسبب ما استطاع الانتقالي تحقيقه في السير نحو استعادة الدولة الجنوبية المستقلة الفيدرالية جعل الأعداء ينتبهون له ويشعرون بخطورته عليهم أكثر من انتباههم وشعورهم بخطورته عند بداية تأسيسه لثقتهم التي خابت أنهم قادرون على احتوائه ومن ثم قتله في مهده.
فمن خبث أعداء الانتقالي أنهم قد ركزوا على الثلاث القوى التي وقفت إلى جانب الانتقالي ودعمته ودافعت عنه، مما جعلهم يسيرون مستغلين أنهم هم الشرعية وهم أصحاب القرار السياسي وما يمتلكونه من منظومة إعلامية ضخمة نحو محاربة هذه القوى الثلاث:
- أولها بتشويه سمعة دولة الإمارات ورفضهم مشاركتها التحالف حتى استطاعوا أن يجبروها على ترك عدن لمعرفتهم أن الإمارات هي الداعم القوي للانتقالي في تأسيس جيشه الجنوبي.
- ثانيها اتجهوا نحو الشعب الجنوبي واتباع سياسة العقاب الجماعي له في الخدمات والتدهور الاقتصادي المريع لمعرفتهم أنه هو الواقف إلى جانب الانتقالي ومناصرته في أحلك الظروف.
- ثم ساروا متجهين نحو إيقاف رواتب قوات الجيش والأمن الجنوبي القديم والجديد التي تصرف لهم من قبل الشرعية والتحالف لمعرفتهم أن هذا الجيش والأمن هم المدافعون عن الانتقالي في كل اعتداءاتهم العسكرية والإرهابية.
هم وبشنهم تلك الحرب القذرة على تلك القوى الثلاث إضافة إلى مكيدة عرقلة تنفيذ اتفاق الرياض قد كان من أجل وضع الانتقالي في واقع سياسي صعب أمام تلك القوى حتى يذل أمام الشرعية والتحالف أو يتنازل لهم في سبيل إنقاذ تلك القوى من حربهم عليها حسب ما يظنون .
إذن وبإقرار الانتقالي أنه حقيقة واقع في هذا الواقع السياسي الجديد الغير سهل ، من هذا الإقرار سيكون منطلقه نحو التصدي لكل تلك المظالم والمشاكل والتعقيدات والهجمات التي وضعت في طريقه ومن ثم الانتصار عليها مدعوما من كل تلك القوى التي ما زالت تدعمه وتناصره وتدافع عنه من خلال ما يقدمه ويطرحه ويقره من دراسات وتجهيزات تثنيه عن التراجع أو الانهزام .