عبدالرحمن الخضر يكتب لـ(اليوم الثامن):
عمالقة الفن ( وعدن أم المدائن )
يبقى الفن دوما وابدأ يحرك شجون ووجدان كل قلب وكل محب وتبقى الكلمات والألحان الشجية هي من تخفف لوعة كل مشتاق أو مفارق لأهله ووطنه وأحبابه
كما تبقى في ذاكرة ووجدان كل من استمع لها تلك الأغاني الخالدة
التي تغنا بها عمالقة الفن في عدن وحضرموت وشبوة وأبين ولحج تبقى راسخة لا تهزها او تفنيها رياح التغيير العاتية او تلك المآسي والويلات التي تعرض لها الجنوب بشكل عام
وما أجمل ذلك الزمن الجميل الذي انجب كوكبة ونخبة من أروع عمالقة الفن الذين تربع بعضهم على عرش الغناء في الوطن العربي
خصوصا ذلك العملاق الفنان والأديب والشاعر " أبو بكر سالم بلفقيه
ذلك العملاق الذي رحل قبل أيام وترك تركة كبيرة من كنوز الفن الأصيل الراقي المتميز...لقد ترك أبا أصيل مكتبة كبيرة أسسها منذ خمسينيات القرن الماضي حين تربع على عرش الغناء في عدن الحبيبة
حين شدا "اسكني يا جراح" و " يا ورد محلى جمالك "و صدفه و يا محلى الصدف "و "زمن كانت لنا أيام "و"غيرها
حتى طار محلقا فارد جناحيه في سماء الوطن العربي و شلنا يا بو جناحين وما تلاها عقب شعور وإحساس هذا الفنان الكبير بصعوبة ومشقة فراق الوطن
حيث شدا بأغنيته الشهيرة " يا طائرة طيري على بندر عدن " حيث واصل هذا العملاق العطاء
وقدم أروع واعظم الألحان سايرها بمسايرة العمر حين غناء أغنيته الشهيرة " شيبي متعب شبابي " هكذا ظل هذا العملاق سيد الساحة العربية بلا منافس حيث حصل على جائزة افضل صوت في العالم
انه العملاق بوبكر سالم يرحمه الله الذي وبعد غياب طويل عاد في بداية ثمانينات القرن الماضي
إلى عدن الحبيبة حيث استقبله السيد الرئيس / علي ناصر محمد " وذلك لأول مرة يحدث في الجنوب انفتاح عام فيه تم إلغاء كثير من القوانين والقيود المقيدة للحريات وغيرها
حيث أصدر الرئيس ناصر حزمة من القرارات سُميت يومها ( بورقة العمل)
ومن ضمنها السماح بعودة المغتربين بالعودة والسفر يومها وبموجبها عاد العملاق أبوبكر سالم وسجل عدد من أغانيه الشهيرة على المسرح الوطني ومنها أغنية " يا رسولي توجه بالسلامة " تلك الفترة التي نتقدم اليوم بالشكر والتقدير لمن اسهم في صناعة الأمن والاستقرار فيها سيادة الرئيس / علي ناصر محمد يحفظه الله
وهكذا
رحل عننا العملاق أبوبكر سالم
تاركا وراءه كنز كبير من الفن الأصيل الراقي الذي سيظل في اعتقادي سيد الساحة والغناء خاصة في الجزيرة والخليج لزمن ربما أطول وأطول مما نتوقع وذلك لنادرة فنه واستحالة أن يكرر التاريخ مثله وبحجمه وصوته العذب الشجي الساحر
فرحمة الله تغشاه ونسال الله له المغفرة
لقد كانت عدن احد اهم مدن الجزيرة العربية إثراء للفن العربي الأصيل عدن التي أنجبت الفنان العملاق " محمد مرشد ناجي "
ذلك الفنان العظيم الذي كان أول من قدم "ابوبكر سالم "للمسرح هذا الفنان الذي شدا بأحلى واعذب الأغاني كلمات والحان انه" المرشدي "صاحب الأغاني الخالدة تلك الأغاني الراقية التي لا يصدق من يسمعها اليوم أنها سُجلت في خمسينيات القرن الماضي والستينيات منه
فمن مننا لم يسمع أغنية "مش مصدق أنت انته بين أحضاني حقيقة "و "أحبها "و يا سائلي عن هوى المحبوب " و "هي وقفة لي أنا والحبيب لست انسى ذكرها "
وكثيرا من الأغاني العاطفية الراقية بالإضافة إلى أغانيه الوطنية "هنا ردفان "و قائد الجيش البريطاني "و "أنا الشعب "و "أخي كبلوني "و "نشوان "وغيرها
رحم الله هذا الفنان القدير الذي سيظل في ذاكرة أجيال وأجيال
ومن مننا لم يسمع الكبير " محمد سعد عبدالله " هذا الفنان الذي تميز عن غيره كلمات والحان وأداء من لم يسمع " اعز الناس واقربهم إلى قلبي ووجداني " و" سلموا لي على خلي كثير "و "ما با بديل" و "كلمة ولو جبر خاطر ولا سلام من بعيد "و " ما با يفيد الدلع يلي تخاصمني مالك ومال الدلع " وكنز كبير من الأغاني العاطفية النادرة بالإضافة إلى أغانيه السياسية التي كان بتقديمه لها يعتبر من أجراء الفنانين على الساحة ومن مننا لم يسمع له أغنيته الشهيرة مخاطبا ومحذرا القيادات السياسية من بعض الأمور حين شدا وقال
"قال بن سعد قلبي فوش يا ما صبر " و با يذوق البرد من ضيع دفاه " و سعيدة وا سعيدة " وغيرها حيث كان للفنان محمد سعد عبدالله آخر أغنية سياسية والتي من خلالها غناء بأغنيته الشهير " المخبأ بان " والتي كشف فيها وقوع الجنوب في فخ اسمه وحدة
رحم الله هذا الفنان العملاق الذي سيظل اسمه وفنه محفور في قلب ووجدان كل محبيه
وبهذا نكتفي وسنواصل ونتطرق في كتابات لاحقة عن كل عمالقة الفن والطرب الأصيل النادر والصادر من ام المدائن وعاصمة الفن الأبدية ( عدن الحبيبة )