نجيب يابلي يكتب:
صنعاء آمنة .. عدن غير آمنة .. أشهد يا رب العالمين!!
عاد الأخ اللواء عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الى العاصمة المؤقتة عدن بحسب جدول العمل المعد للمبعوث الدولي مارتن جريفيت البريطاني البريقاوي ان يلتقي باللواء الزبيدي فيعدن الخميس الماضي 5 أبريل 2018م وكانت العاصمة عدن مهيأه تماما لأستقباله وقد ازدانت اعمدة النور والواجهات التجارية بالشعارات وعبارات الترحيب بالمستر جريفت البريقاوي وعبارات التنديد بوحدة نفق 22 مايو 1990م المظلم و يا فرحة ما تمت لأن الأمور تجاوزت كل حدود الشرعية المقيمة في العاصمة السعودية الرياض.. الاعتذار المفاجئ والصاعق خيب آمال الجنوبيين عامة وعدن خاصة لان المبعوث الاممي البريطاني مكسون فيها وسكنها في الأبنة العزيزة للأم عدن وهي البريقة التي سكنت وجدان جلالة الملكة اليزابيت الثانية وأهل عدن عندما افتتحت جلالتها اكبر صرح اقتصادي في عموم الجزيرة يوم 27 ابريل 1954م (قبل 64عاما) وكانت تلك هي مصافي الزيت البريطانية (B.P.) التي سكنها في طفولته المستر جريفيت.. خبر التأجيل لهذه الزيارة والتعليل بأن عدن غير آمنه ونقول لصانعي المخطط الاستخباري الدولي : يا سبحان الله !! صنعاء آمنه وعدن غير آمنه .. عدن الجغرافيا .. عدن التاريخ.. عدن الثقافة .. عدن الصحافة... عدن السياحة .. عدن المنتديات.. عدن النساء العظيمات.. عدن التي تميزت التي تميزت بالفضائل الأربع : من دخلها جائعا يشبع .. من دخلها عاريا اكتسى .. من دخلها أمن .. من دخلها جاهل تفقه.. عدن صاحبة فضل على الجنوب والعكس صحيح .. عدن صاحبة فضل على الشمال والعكس صحيح .. عدن صاحبة فضل على الجزيرة والخليج والعكس صحيح.. في احد النقوش التي وجدت في مدينة (فقط).. في صعيد مصر كانت لا علاقة تجارية مع عدن ويشير النقش الى هير مريوس ابن اثينيون تاجر ومواطن مدينة عدن على البحر الارتيري (أي البحر الاحمر) (كاتب عدن الخالد – ميناء عالمي حر ، تأليف رضية أحسان الله – ص31). عدن المدينة الدولة .. المدينة الكونية التي ذابت فيها كل الاثنيات وتعايشت فيها كل الديانات والثقافات والتي صدرت فيها اكثر من اربعين صحيفة وجلة في مساحة لم تتجاوز 70 ميلا مربعا حيث تبوأت مكانها كرائده في اول مجلة للفن (انغام / واول مجلة للمرأة (فتاة شمسان) واول مجلة تربوية (المعلم) واول صحيفة بالإنجليزية (Aden chronicle) وصاحبها محمد علي نعمان ثم صحيفة أل (Recorder) وصاحبها محمد علي با شراحيل.. عدن الرائدة في المعارف ولا يتسع المجال لذكرها وهي الرائدة في غرفة التجارة التي تأسست عام 1886م.. عدن كانت المنارة التي يحيط بها الظلام من كل الجهات الأصلية والفرعية.. كل ما دار ويدور في عدن لا علاقة له بالمدينة ولأباهلها حتى الإرهاب ستورد لأنه يتنافى مع طبيعتها وتركيبها لأنها عرفت بمدينة التسامح Toleran وعندما تتكلم عن التسامح فالمقصود به عدن .. ان عدن هي المستهدفة من هذا المخطط الاستخباري الدولي المعروف ب حدود الدم لأنها الميناء المحوري السادس على مستوى العالم وهي المؤهلة دون غيرها في حركة التجارة والملاحة والصناعة والمعارف والسياحة لكنها تعليمات ((المخرج)) التي جعلها ((غير آمنة)) .. يالسخرية القدر!!