جلل السواد مدينة عدن على رحيله

رحل العدني الأوريجنال عبدالله فقيرة

جلل السواد مدينة عدن يوم السبت 11 فبراير 2017م حزنا على وفاة ابنها عبدالله محمد فقيرة في العاصمة الفرنسية عن (82) عاما قضى معظمها في صنع الروائع .

أشرت في صدر موضوعي إلى "رحيل العدني الأوريجنال عبدالله فقيرة" ولم أورد "الأوريجنال" من فراغ ففقيدنا الغالي عبدالله فقيرة من مواليد 3 نوفمبر 1935م في الحي الكريتري العريق "حافة حسين"، وبدأ في نعومة أظفاره يدرس القرآن في حاجة حسين على يد الفقيه حامد العولقي ( والد الفقيدين محمد حامد المحامي وحسين حامد أول سكرتير لـ " الأيام " عن تأسيسها في 7 أغسطس 1958م).. والبدايات عند عبدالله فقيرة نسخة طبق الاصل من بدايات الراحل الكبير محمد علي لقمان، فهو من مواليد حافة حسين وتلقى تعليمه القرآن في مطلع القرن العشرين على يد الفقي حامد العولقي وتشابه البدايات تعطي لفقيدنا الغالي عبدالله فقيرة صفة "العدني الأوريجنال ".

فقيرة في أعرق مدرسة وأعرق معهد تجاري :

التحق عبدالله فقيرة بمدرسة الإقامة RESIDENCy scHOOLبكريتر (عرفت لاحقا بمدرسة السيلة الحكومية الابتدائية وأصبحت بعد ذلك المتحف الحربي)، وانتقل فقيرة بعد ذلك إلى المعهد التجاري العدني الذي أسسه الخالد الذكر الحاج ياسين راجمنار، ودرس فقيرة هناك الضرب على الآلة الكاتبة  TypeWrItINgومسك الدفاتر BOOK KEEpINg والاختزال  SHOrT HANDوغير من المواد المتعلقة بالثانوية التجارية.

 

فقيرة يبدأ مشوار العظمة في شركة البس :

التحق فقيدنا الغالي عبدالله فقيرة في العام 1953م بعد تخرجه من المعهد التجاري العدني ( ACI) بشركة البس A.BESS أكبر الشركات التجارية في جنوب الجزيرة العربية، وعين في قسم المبيعات وارتقى درجات السلم الوظيفية لأدائه المتميز، وأصبح المدير الإقليمي لمجموعة شركات البس وأصبح عضوا في مجلس إدارة الشركة وأحد صانعي سياستها حتى العام 1969م عندما أممت كل الشركات الأجنبية .

فقيرة في مشوار العظمة في الكويت :

شد عبدالله فقيرة الرحال إلى الحديدة والتحق هناك بشركة الخليج لصيد الأسماك ثم شد الرحال عام 1973م إلى دولة الكويت حيث فتحت شركة الغانم للإلكترونيات, من البيوت التجارية الكبيرة والعريقة في الكويت، وبعد عام واحد (أي 1974م) أصبح فقيرة مديرا عاما للشركة، وفي عام 1980م أصبح فقيدنا الغالي نائبا لرئيس مجلس إدارة شركة الغانم وهو لاشك مؤشر العظمة في حياة فقيدنا الغالي .

فقيرة في مشوار العظمة في الولايات المتحدة الأمريكية :

استمر مشوار العظمة عند عبدالله فقيرة في شركة الغانم حتى حرب الخليج الثانية عندما احتل العراق الكويت في 2أغسطس 1990م، فشد فقيدنا الغالي فقيرة الرحال إلى الولايات المتحدة الامريكية حيث مارس عظمته هناك خلال الفترة 1998/1991 مارس خلالها أعماله الخاصة وعاش هناك حياة كريمة ..

الحاج أحمد هايل يدعو فقيرة ليمارس عظمته في اليمن :

تلقى فقيدنا الغالي عبدالله فقيرة في العام 1998م دعوة من الحاج أحمد هايل سعيد, نائب رئيس مجموعة شركات هايل سعيد أنعم للعمل مع مجموعة شركاتهم، وفي يناير 1999م أصبح فقيرة مديرا عاما لشركة الشرق الأوسط للتجارة وهي واحدة من مجموعة هذه الشركات، ونظرا لحالته الصحية آنذاك اضطر إلى مغادرة اليمن والاستقرار مع عقيلته السيدة الفاضلة الدكتورة / ملكة عبداللاه (التي دخلت التاريخ سكرتيرة للوفد الجنوبي المفاوض من أجل الاستقلال في نوفمبر 1967م)، واستقرا في باريس خلال الفترة من أواخر عام 2004 حتى 11فبراير 2017م يوم نعى الناعي وفاة فقيدنا الغالي عبدالله محمد فقيرة ..

 

انتوني بس يشهد بعظمة فقيرة :

روى لي الفقيد الغالي حكاية حكاية ظريفة وقعت له أثناء عمله القيادي في شركة البس ذلك أن البس تلقى هدية ثمينة وصلته من مسقط رأسه فرنسا وكانت عبارة عن كمية من النبيذ المعتق فأعطى البس أمرا لفقيرة بشحن كمية منها لشقيقه اينيل, رجل أعمال في جيبوتي، وبدوره أعطى فقيرة أمرا لقسم الشحن بإرسالها إلى جيبوتي .

بعد أيام اتصل اينيل بشقيقه انتوني بس يشكره على الهدية الثمينة فسأله عن موعد وصولها فقال له : اليوم، استاء البس من ذلك الإجراء وطلب فقيرة وقال له : توقعت أن شقيقي اينيل قد تسلم الهدية قبل أيام وأفهم من ذلك أنها أرسلت بحرا وأريدك أن تتخذ أقسى عقوبة بحق موظف الشحن, رد عليه فقيرة : سأصيغ مذكرة الفصل أو التوبيخ بحسب طلبك وستوقع عليها لأنني الشخص الذي يستحق العقوبة .

قال البس: يا مستر عبدالله أنت في مرتبة عالية مكانة وراتب وبدلات وامتيازات أخرى وتضع نفسك في موقع العقوية. قال فقيرة : إذا لم أتعامل معك بالصدق فهل ستثق بي؟، كيف أحمل الموظف وزر إجراء وهو رب أسرة كبيرة وأكون قد جنيت على الأسرة وأنا الجاني .

تأثر البس كثيرا من هذا الموقف وقال له : يا عبدالله كبرت في وجهي كثيرا.. نجحت في أعمالي بهذا المستوى الملحوظ لأنني كسبت رجالا من أمثالك .

رحم الله عبدالله فقيرة، وأوصي الأسرة بإصدار كتاب عنه باعتباره أحد العظماء الذين أنجبتهم جنوب الجزيرة عامة وعدن خاصة.