صلاح مبارك يكتب لـ(اليوم الثامن):
"صمرقع"الجامع !
فجاءة من غير ميعاد ولا مناسبة - وبادوات محلية - اشتعلت منصات التواصل الإجتماعي ، بهجوم "مريب" على مؤتمر حضرموت الجامع وقياداته تجاوزت كل حدود اللياقة واللباقة ، مصدر ذلك ومحفزه "إفادة مجهولة" بمشاركة "الجامع الحضرمي" في مشاورات جنيف المرتقبة التي دعا لها المبعوث الأممي إلى اليمن "مارتن غريفيث"، في 6 سبتمبر القادم..
تجاوز هؤلاء "الفسبكية" و"المتوسوسين" كل المكونات والتيارات والأحزاب اليمنية "الشمالية" و "الجنوبية" ، "الفاعلة" ، و"الخاملة" و"الوهمية" و"حنبوا" عند مؤتمر حضرموت الجامع؛ بالرغم أنهم يعلمون من أن دعوة "غريفيث" في احاطته إلى مجلس الأمن في جلسة 2 أغسطس الماضي واضحة وهي تعنى "باستئناف العملية السياسية " وحث "الأطراف على حل النزاع عن طريق التفاوض بدلاً من الوسائل العسكرية" ؛ وبأن محطة "جنيف" ستكون "لإجراء جولة أولى من المشاورات من شأنها أن تتيح الفرصة للأطراف، لمناقشة إطار المفاوضات، والاتفاق على إجراءات بناء الثقة ووضع خُطط محددة لدفع هذه العملية إلى الأمام"..
تساءل الكثيرون - مثلي- عن دواعي هذا "الحنق" على مؤتمر حضرموت الجامع ومبرراته ، خاصة أنه لم يكن لحد الآن طرفا في مشاورات جنيف ، فماذا لو حجز له فعلا مقعدا في هذه المشاورات أو اي مفاوضات تسوية قادمة فأي "صمرقع" سوف يصيب هؤلاء !..
وعلى ما يبدو أن الإساءة قدر ، ومكتوب على مؤتمر حضرموت الجامع ، منذ أن تكون وأجمع الحضارم بمختلف فئاتهم ومكوناتهم القبلية والمدنية وتياراتهم وأحزابهم السياسية على أهداف ورؤى جامعة ومتوافق عليها ، فحضرموت - طبيعي - أن تخلق هذا الفزع والهلع لأنها شوكة في حلق البعض "البعض" فأي نهوض أو مشروع مجد لها ، أو حراك لاستعادة مكانتها أو توحيد لحمة ابنائها أو وقف نزيف اهدار ثرواتها يمثل قلق وتوتر لقوى النفوذ والهيمنة ، والحصيف المتابع لأيام التحضير والنشأة سيلمس ذلك ، وسيقرأ الرسائل التي قوبل به "الجامع" ومحاولات شيطنته ، خاصة من اؤلئك الذين يعتقدون أن حضرموت ستظل أبد الدهر "تابعة" وقرارها "مسلوب" ..إلا أن "المؤتمر الحضرمي" يومها تجاوز تلك الصدمة ، ولم يعبأ بها أو تثبطه هذه المنغصات، فمضى يوحد ويلملم الجميع تحت مظلته جامعا لكل أبناء حضرموت على إختلاف توجهاتهم وانتماءاتهم ، حاملا بشائر الطمأنينة والسلام لا الشقاق والهدم .. باعثا لروح القبول بالآخر والتعايش ، ومبددا هواجس التشرذم وموبقات السياسة ، فحدد أهدافا ومخرجات تمحورت على إعلاء المطالب والحقوق ورفع المظالم والتهميش و رسم تطلعات المستقبل .. بالحد المقبول والمعقول وحتى هذه أيضا لم يغفر أو يشفع "للجامع" أو ينزل علامة الرضاء على افئدة الاوصياء القدامى والجدد..
لكن "الزعل الأكبر" جاء عقب ما حققه مؤتمر حضرموت الجامع من نجاحات مشهودة في المحافل الدولية ، وجعله أسم حضرموت "يرن" و "يلعلع" في أروقة المنظمات والهيئات الدولية ، وهو الذي أفقد صواب هؤلاء "الاوصياء" ومس وجعهم ولخبط بحسابات طموحاتهم السلطوية ، وشوش نظرتهم الاستعلائية، في المقابل كان هذا الأمر مبعث فخر واعتزاز الحضارم جميعا ، بوصفه مكن الكوادر الحضرمية زرافات وأفراد أن يتواجدون ندا مع نظرائهم على طاولات الورش والدورات السياسية والحقوقية والملتقيات التشاورية بعد حقب طويلة من الاغفال والإقصاء والغياب ، فاستطاعوا من إيصال صوت حضرموت بوضوح كما ينبغي أن يسمع إلى هذه المحافل والهيئات الدولية ..
أما قبل..
لحد الآن "مش مصدق" أن ما جرى من "شرشرحة" "فسبكية" و"وتوسية"، مجرد "زوبعة" لوجه الله ، أو أنها خالية من خطايا الدفع المسبق .. ولكن لله في خلقه شؤون ، من قبل ومن بعد.