أحمد بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):
بهذه الطريقة سيستمع لنا المجتمع الدولي !
حاولت ان اجدا تفسيرا مقنعا تجاه موقف الرئيس / عبدربه منصور هادي .. " الرافض " وجود تمثيل حقيقي لقضية الجنوب في مفاوضات جنيف ولم أجد ! لم اتصور ان يصل الحال به الى حد " التهديد " بالانسحاب من المفاوضات اذا حضر المجلس الانتقالي كطرف على طاولة الحوار ! في حين أن شخص ياسين مكاوي هو الذي بحسب ما يراه هادي ممثلا لشعب الجنوب ولقضيتنا الوطنية , والتي لا يتردد جميع من حول هادي من جماعة الاصلاح ومن يدور في فلكهم في القول بلا خجل او حياء أنها قضية " داخلية – صغيرة " وقد تم حلها في مؤتمر الحوار الوطني !
يمكنني ان اتفهم الاسباب الحقيقة التي تقف خلف اصرار الحوثي – الزيدي الكهنوتي – رفضه وجود المجلس الانتقالي ممثلا لقضية الجنوب , ويمكنني لذات الاساب ان افهم العداء تجاهنا من قبل الاصلاح واعضاء المؤتمر وغيرهم من قوى صنعاء , لكنه يؤلمني جدا ان يتفق معهم في ذلك وبدرجة 100 % عبدربه منصور هادي , وان يذهب الاتفاق فيما بينهم حد " التهديد " بالانسحاب من المفوضات المزمع انعقادها غدا في جنيف في جولتها الاولى ... مؤسف جدا ان يتفهم هادي لمسألة جثمان صالح اكثر من قضية شعب تقلته الوحدة كل يوم منذ 1994 م حتى اليوم ولا يريد ان يدرك ذلك !
والكارثة الكبرى تتمثل في خضوع المبعوث الأممي مارتين غريفيث لتوجيهات واجندة الشرعية والحوثي ضد الجنوب , وقبوله ان تملي عليه هذه الاطراف ماتراه مناسبا لها وهو الأمر الذي يعني ببساطة ان تصوره الخاص بكيفية الحل لم يعد ممكنا ولا مقبولا ! وهو هنا – اي غريفيث – يحط من قدره , ويلقي بسلاحه من بين يديه حتى قبل ان يستخدمه , ويتنازل عن جميع صلاحيته التي يقف خلفها المجتمع الدولي كله لمجرد قبوله ان تفرض عليه اطراف الصراع تصوراتها الخاصة ليس فقط بكيفية الحل , وانما في من يجب ان يشارك او لا يشارك !
بيان المجلس الانتقالي كان في مستوى الحدث والمسوؤلية , وذكر المبعوث الأممي والمجتمع الدولي والاطراف الرافضة وجوده بأنه قوي على الأرض , وانه يملك الكثير من الاوراق التي يمكن ان تجعل ما يمكن ان تنتجه اتفاقيات الحوثي والشرعية مجرد " حبر على ورق " في لحظة التنفيذ على الأرض , وفي نفس الوقت على المجتمع الدولي ان يفهم اننا لم نشترط حضورنا المباحثات بعدم وجود هذا الطرف او ذاك , في حين ان الآخرين هم من فعلوا ذلك , ما يعني ان الذين يعبثون بهذه العملية السياسية من بدايتها هم اصحاب الاشتراطات المسبقة التي تمنع طرف رئيسي من الحضور .
ويبقى ايضا ان علينا ان نذكر الجتمع الدولي بأنه بما يفعل انما يقوم بمكافأة الحوثيين وهم الذين فرضوا امرا واقعا بقوة السلاح فباتوا طرفا رئيسيا في المفاوضات في حين ان اصحاب " القضية العادلة " .. قضية الجنوب , غير مرحب بهم من قبل بلاطجة مران وخدام ايران ومن شرعية الفساد ايضا , وهذا يؤشر بشكل واضح ان لدى الأمم المتحدة معايير مقلوبة تتعارض تماما مع ما تعلنه وتتحدث عنه في مواثيقها وعهودها الدولية , وهو يعني في الوقت نفسه ان على الجنوب ان يعتمد هذه المعايير المقلوبة للدفاع عن حقه العادل الذي يمكن ان يسلب منه تحت انظار ومباركة المجتمع الدولي .... نعم علينا ان نفرض امرا وقعا على الأرض حتى يمكن ان يستمع العالم لصوتنا ويتعرف على قضيتنا كم هي عادلة مقارنة مع قضايا الآخرين التي لا وجود لها اصلا ولم تصنعها سوى بلطجة السلاح .
*مقالة خاصة بـ"اليوم الثامن".