منى بوسمرة تكتب:

المرتبة الأولى نهج القيادة

تؤكد أهم المؤسسات الدولية، من خلال شهاداتها الموثقة، تفوّق دولة الإمارات وريادتها، إذ تُجمع كل التقارير التي تصدر عن هذه المؤسسات على أن دولتنا، نتيجةً للجهود الجبّارة التي تُبذل، حققت تقدماً دائماً على كل المستويات، بفضل توجيه القيادة ومتابعتها، والمثابرة التي تعمل بها المؤسسات والأفراد.

آخر هذه التقارير الدولية، التي تعد من الأكثر أهمية، ما يتعلق بما حققته الإمارات على صعيد التنمية البشرية، حيث حصلت على المرتبة الأولى عربياً، والرابعة والثلاثين عالمياً في تقرير التنمية البشرية 2018 الصادر عن الأمم المتحدة، متقدمةً بثمانية مراكز عن تصنيف العام الماضي، وهذا التقرير بشهادته المهنية والمحترفة يرفع تنافسية الدولة ويتطابق مع الواقع، إذ تركز كل السياسات على المواطن الإماراتي من حيث التعليم وتطوير الاقتصاد، إلى آخر المعايير التي يتم اللجوء إليها من أجل إصدار هذه الشهادات.

لقد باتت الإمارات الأولى عربياً، وتقدمت عالمياً بسبب تركيزها على مجالات التعليم والصحة وجودة الحياة، وهذه الريادة تحققت بسبب إصرار القيادة وتوجيهاتها لاستشراف المستقبل ومتطلباته، وتغيير كل الأسس لمصلحة التنمية الإنسانية والبشرية، بحيث تعود إيجابياتها على المواطن أولاً الذي نرى أنه يعيش في بيئة مبدعة، تقدّم كل الفرص والإمكانات من أجل تعليمه ورعايته وتحسين حياته، والانتقال إلى اقتصاد مستدام يعتمد على المعرفة، تطابقاً مع رؤية 2021، وتطوير كل الإمكانات، بحيث تكون مهيأة لاستشراف المستقبل وصناعته، وهذا غير ممكن دون التركيز على العنصر البشري.

إن هذا التقرير يحض من جهة أخرى عالمنا العربي على التركيز على التنمية البشرية، بعد أن ثبت أن الاستثمار في الإنسان هو أوْلى الأولويات، بدلاً من هدر الموارد وإضاعة الفرص، وهي فرص لا تتكرر، خصوصاً أن المنطقة تواجه تحديات كثيرة، لا يجوز أن تؤدي إلى التشاغل عن الهدف الأساس، أي التطوير وجعل التنمية البشرية الهدف الأسمى، من أجل حياة الإنسان، وهو ما نتمناه للعرب الذين يمتلكون الموارد والثروات، ولديهم القدرة على تغيير الواقع إلى ما يستحقون فعلاً.

إننا نتطلع إلى التقرير الجديد في العام المقبل، وقد تقدمت الإمارات مراتب إضافية على المستوى الدولي، وهو أمر متوقع، وإذا عدنا بذاكرتنا إلى كل التقارير التي تصدرها المؤسسات المتخصصة، لاكتشفنا أن الدولة تتقدم كل عام بلغة الأرقام والإحصائيات والواقع، فهذا هو نهج القيادة الذي يضع المرتبة الأولى هدفاً وغاية ووسيلة لحض الجميع على المشاركة، من أجل تطوير الإمارات وجعلها في مصاف الدول الكبرى، ولا بد هنا أن نثمّن جهود المؤسسات المبذولة من أجل هذه الغاية النبيلة، التي تعني ما هو أكثر من الأرقام، أي تجويد الحياة وجعل بلادنا في الصدارة.