منى بوسمرة تكتب:

مجموعة من الفعاليات والأنشطة المتنوعة

منذ الاحتلال الإيراني لليمن بواسطة عصابات الحوثيين، الذين روّعوا المدنيين ونهبوا الاقتصاد وتسببوا بكل هذه الويلات التي نراها، والدول الفاعلة في العالم بما فيها دول المنطقة وفي مقدمتها دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية تحذر من نتائج هذا الاحتلال.

لقد أثبتت الأيام أن عصابات الحوثيين، التي تأتمر وتموّل من إيران، لا تريد سِلماً في اليمن، فلم يتركوا فرصة إلا وتم تفويتها، هذا إضافة إلى إرهابهم العابر للحدود، وما يمثله المشروع الإيراني من تجاوز على الحكومة اليمنية الشرعية، لصالح إنتاج حكومة عميلة تنفذ أجندات طهران في العالم العربي من أجل خنقه ومحاصرته.

لقد صبر التحالف العربي الذي تقوده المملكة السعودية والإمارات طويلاً، لاعتبارات حماية حياة المدنيين، وقد كان بإمكان التحالف مع القوات اليمنية الشرعية حسم هذه الحرب مبكراً، إلا أن الحرص على الشعب اليمني من جهة، ومنح الفرصة للتسوية السياسية من جهة أخرى، لعبا دوراً كبيراً في إطالة عُمر هذه الحرب، وقد ثبت لاحقاً أن هذه العصابات لا يهمها أمر المدنيين، ولا تريد تسوية سياسية، وتشتري الوقت من أجل إدامة عذابات اليمنيين.

استناداً إلى ما سبق وحقائق كثيرة سياسية وميدانية، كان لابد من العودة إلى ذات الاتجاه، أي تحرير اليمن عسكرياً من هذه العصابات، في الوقت الذي لا تزال فيه الإمارات تصرُّ على أن الغاية النهائية هي إجبار الحوثيين على الوصول إلى تسوية سياسية، يتم عبرها استرداد اليمن إضافة إلى تزامن هذا كله مع الجهود الإنسانية والإغاثية.

إن بدء معركة الحديدة واستكمال تحريرها بدعم من التحالف العربي، ووجود القوات اليمنية الشرعية التي بدأت تخوض حرب استكمال التحرير، يأتي في سياقات إنهاء الإرهاب الحوثي، وإجبارهم على الخضوع لإرادة الشرعية والمجتمع الدولي، ولهذا وجَّهت الإمارات رسالة هامة جداً لمجلس الأمن قبيل بدء حرب تحرير اليمن، أشارت فيها إلى أن التحالف سيواصل دعم جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة، تماشياً مع القرارات الأممية والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني، مع إيمان التحالف بأهمية الانخراط في العملية التفاوضية السياسية لإحراز السلام والأمن المرجوين في اليمن، وأن تحرير الحديدة أصبح أمراً ضرورياً من أجل ضمان انخراط الحوثيين ثانية في محادثات السلام.

كل المعلومات تؤكد هزائم الحوثيين وانسحابهم من مواقعهم، وضعفهم أمام القوات اليمنية الشرعية ودعم التحالف العربي لهذه القوات، وستثبت الأيام قدرة اليمنيين على إنهاء هذا الإرهاب الذي تفشَّى في بلادهم تحت عناوين مختلفة، خصوصاً أن تحرير الحديدة كلياً سيؤدي إلى تغيير كل المعادلات، ولهذا يقول الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، عن هذه النقطة بالتحديد: «تُحقق عمليات الحديدة الحالية أهدافها بنجاح، ومعنويات الحوثي في الحضيض والخسائر في صفوفه كبيرة جداً، والطوق المحيط به يكتمل، غيابه عن مشاورات جنيف له ثمن باهظ يدفعه في الميدان خسارةً تلو الأخرى، ما زلنا على قناعة بأن تحرير الحديدة مفتاح الحل في اليمن».