أحمد بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):

الذين لا يعجبهم العجب ..!

 هناك فئة – والحمدلله انها قليلة – محيرة فعلا , لا تستطيع أن تفهم ماذا يريدون بالضبط ؟ .. مواقفهم متناقضة , ويبدو انها في حالة حرب مستعرة وغير منتهية  مع بعضها . يتناقضون مع انفسهم في اليوم الواحد سبع مرات أو اكثر , واذا وقفوا على جميع مواقفهم ربما لأكتشفوا الى اي أحد هم في حالة خصومة مع انفسهم قبل أن يكونوا في خصام مع اي طرف آخر .

     قبل ان يصدر المجلس الانتقالي بيانه الحاسم الأخير , كانو يطالبون المجلس ان يكون كذلك , وكانوا لا يتورعون في كيل التهم من كل صنف ولون للمجلس ولقياداته , وكانوا يحملون المجلس " جميع " خطايا الشرعية وحكومتها الفاسدة , والحجج بطبيعة الحال " فارغة " ولا تستند على منطق ولا على حجج مقنعة , فقط – وكما يبدو لي – هم ينفذون ما يقال لهم من قبل " الادارة العامة " لمحاربة الجنوب , وقضيته , ومشروعه الوطني للتحرير والاستقلال .

    جميع ما ينتج عن خطايا حكومة بن دغر الفاسدة , يجب ان تتحول فاتورة دفعه فورا على حساب المجلس الانتقالي ..! هكذا هي التعليمات , وهكذا هي الخطط الاعلامية الجاهزة المعدة مسبقا , وتبريراتهم .. أنتم تتحملون المسوؤلية ؟! .. أنتم من فوضكم الشعب للدفاع عنه , وانتم من يجب عليه ان ينتفض ويعلن سياسة فرض الأمر الواقع ! .. ولكنكم لا تملكون القرار ! بحسب قولهم , وكأنما وحكومتهم التي باتت مسخرة في كل العالم هي التي تملك قرارها , وهي التي تتصرف بمحض ارادتها , وهي التي تدير شئونها وسياساتها باقتدار !

     وعندما اعلن لمجلس الانتقالي بيانه التاريخي يوم 3 اكتوبر والذي قرر فيه بشكل حاسم الدخول في معركة مفتوحة من اجل الجنوب ومشروعه الوطني , ومن أجل السيادة , ومن اجل الدفاع عن شعب يتم تجويعه واذلاله وتركيعه من حكومتهم , نتفاجأ بهم يبعثون بمنشورات تحرض ضد هذه الموقف الذي اصموا آذاننا قبل صدروه حول ضرورة اصداره والعمل به , بل ذهب بعضهم الى حد القول ان فعلتم ذلك سنكون معكم قلبا وقالبا .. ولكنهم فعلوا العكس ..!! ولا عجب .

       شخصيا لم اعد افهم ماذا يريد هؤلاء بالضبط ؟ بل انني اتساءل كيف لهم ان يتعاملوا مع انفسهم ؟ وكيف لهم ان يطيقوا تصرفاتهم ومواوقفهم ؟ كيف يبررونها في داخل أنفسهم , وكيف لضمائرهم ان تتقبل كل هذه المساحة الشاسعة جدا من " الذمة المتقلبة " ..؟ .. حقا هم يدعون الى الرثاء والضحك في نفس الوقت , ولا نملك الا ان نقول لهم : هداكم الله , واصلح حالكم .. ونشهد الله ونشهد شعبنا اننا في المجلس الانتقالي وغيره من القوى الحرة الشريفة والشخصيات النزيهة لا نعمل الا من اجل جنوب حر يتسع للجميع , نجد فيه مكانه لكم قبل ان تكون لنا , وسنبنيه معا , ولن يكون الا بالكيفية التي يرتضيها كل جنوبي يتطلع الى العيش في وطن حر ومستقل يجد فيه الكرامة والعزة والنظام والقانون .. سنتحمل سهامكم حتى وان ادمت قلوبنا وسنقول لكم في آخر المطاف سامحكم الله ... ويبقى السؤال هل سيفعل التاريخ ذلك ان فعلنا نحن كبشر منطلقين من قيم التسامح والتصالح فيما بيننا ؟!

مقالة خاص بـ(اليوم الثامن)