نبيل الصوفي يكتب:
أمين الوائلي وسياف الغرباني.. من المخا نبدأ
بعد أشهر من القلق، تسلّل "سياف الغرباني" من قيود صنعاء، وهو الزميل الذي يعمل كجريان النهر في الوادي، لا صوت له إلا ما تراه من خضرة وخصوبة في محيطه.
قبْله كان "أمين الوائلي" قد سبق ليكتب قصته الخاصة عنّنا جميعاً، كعادته المختلفة اختلاف لمعان الضوء، فتميُّز الأمين لم يكن مجرد صحافة مهنية سياسية، بل هو الإنسان والأخ والرفيق والولي لرفاقه طيلة عمله وتجربته. وهو هذه المرة قاوم وحيداً منذ ذهب للاعتمار في السعودية، يوم كان لايزال في صنعاء، وإلى صنعاء عاد، وتعرَّض في ديسمبر لتهديد علني في الإذاعة والتلفزيون الحوثي، ثم انقطع عن الجميع حتى ظهر من "المعلا" رفيقاً لسلام "عدن" وحيويتها، هكذا وحيداً وحدانية منحته الامتياز.
صرنا مجموعة إعلامية لابأس بها التي تسللت من بين "أصابع شريكنا القاتل"، الذي لم نستطع أن نقنعه إطلاقاً أنّ غَلَبَة السلاح لاقيمة لها، وأنه إن قَتَلنا لن يكون هناك يمني باقٍ معه، ليس لأننا اليمن، ولكن لأننا معاً طرفان مختلفان في كل شيء، لكن شركاء في الشعار العام، وقد عانى الإعلام أكثر من كل أداة أخرى تحت سطوة الجهل القادم من "مران" بكل ما لديه من قداسة لتجربة "إيران".
وتعدد حضورنا بين عدن والساحل ومأرب وحضرموت وعواصم الشتات، وكل منّا يعمل في اتجاه ووسيلة أو حتى صفحات النشاط الاجتماعي، ولدينا ارتباطاتنا برفاقنا أو شركاء الحلم الوطني ممن نعرف أو لانعرف من قبل، من الباقين دخل المناطق المحكوم عليها بسلاح الحوثي وعدوانه وكلها بالأسماء المستعارة..
وقد أعدت إحياء "نيوزيمن" الذي حافظ عليه زملاء التأسيس، وبالأصح لم يبقَ منهم إلا الصحفي عبدالستار بجاش، الذي يعمل اليوم ضمن توجهات مختلفة، ونكن له كل التقدير والاحترام..
منذ 2011، تركت الموقع لرياح الثورة والثوار.. نيوزيمن الذي كان خلاصة تاريخ الصحافة والتعددية والتحديث، وتأسس في أغسطس 2005م. وقد تركته لتوجهات محرريه وظروفهم، وأنا بالأصل تركت الصحافة تقريباً، واليوم أجده "وطني" المهني، مع زملاء وبجهد المُقِل وظروف الحرب التي تجعل من أكاذيب الحرية والموضوعية والحياد "خداعاً كاذباً"، لكننا نحاول الخدمة بمهنية..
واليوم ينضم لنا "أمين وسياف".. اسمان مهنيان أكبر من الموقع، لنعمل ضمن توجهات الإعلام لدى شركاء التحالف العربي، وبكوننا أفراداً نسهم في خدمة جوهر وقيمة المقاومة الوطنية، ولكن كصوت مستقل سنرافق الأدوات الرسمية التي تعبر عن المقاومة وشركائها. ونعمل على خدمة كل ما يحاول إنجاز تحولٍ جديدٍ على أنقاض انهيار كل ما هو قديم في هذه البلاد، التاريخ سيبقى للتاريخ.. وفي لحظتنا هذه ليس هناك متسع كبير للانشغال بمعارك التاريخ.. إلا فيما يخدم معركتنا الوطنية اليوم، التي لاتزال تتشكل بحثاً عن قوى جديدة وأفكار جديدة ومعالجات جديدة.. تلتزم مصلحة الناس وتمثل مصالحهم بما يرضيهم، وكلنا مثلهم قوى جديدة برؤى جديدة لمستقبل لانعلم للآن ماذا سنحقق منه وله.
"أمين" شيخ طريقة صحفية.. وهو صوفي أيضاً، وممتلئة روحه بالإيمان بالإعلام، إلى الحد الذي رد لي شغفاً بهذه المهنة المرهقة والتي توارت اليوم تقاليدها ودورها إلى حد كبير.
وهو وسياف إضافة مميزة لفريق "نيوزيمن"، سنعمل بالتوازي مع كل الأدوات والوسائل والزملاء والمتفقين والمختلفين، بما يمكن.. سعياً للعودة إلى وطن نعيشه همّاً وهموماً..
وما في بالنا يوماً أننا سنلتقي في "المخا" ومنها سنبدأ تجربة جديدة لم تخطر لأي مِنّا على بال. وها نحن التقينا.
تاركين معاركنا قبل اليوم، كما تركتنا، هزمتنا هي بالنتيجة العامة وقرّرنا أن نهزمها نحن بنسيانها، فلا أحقاد ولا حتى ضغائن شخصية، نتعلم من "تهامة" وفيها، وهي التي صارت أمنا اليوم ومأوانا.
كل منهما، كرفاق آخرين.. كأنا، لنا طرق مختلفة.. نتعاون فيما اتفقنا فيه.. ولانتعاتب على المختلف بل نثريه ونحوله وطناً متعدداً ألوانه.
إننا نسعى لمعركة وطنية في الإعلام والثقافة.. هذه المعركة التي تحتاج جهداً كبيراً من الجميع لنكافح بها آثار الخراب والخرائب.
سأكون مساعداً لهما في هذا الموقع، وسيكون كل منهما كأسماء غيرهما في جهد المُقل بالموقع الذي لايزال في بداية العودة.. وسنكون كُلنا تلاميذَ لأساتذةٍ جددٍ سيأتون مبرئين من كُل خطايانا الماضية..
وبسم الله..