حسناء تكتب لـ(اليوم الثامن)
الجنوبيون.. والحوار الملتزم
يعيش الجنوب أصعب مرحلة من تأريخه في ظل الأزمات الإنسانية والسياسية التي ألقت بظلالها سلبا على مستقبل القضية الجنوبية .
القضية الجنوبية واحدة من اهم القضايا التي حاول اكثر من طرف التغني بها من أجل تمرير أجندات كل طرف بعيدة عن هموم المواطن الجنوبي في المناطق الجنوبية المحررة وخاصة عدن من قبل نظام صنعاء قبل الانقلاب والذي اقصى ابناء الجنوب من السلطة والثروة وترك حاشيته ينهبون اراضيه مرورا بالانقلاب الحوثي وصولا لعاصفة الحزم ونتائج الحرب القائمة عانى الجنوب وشعبه من العنف والارهاب والتجويع والافقار.
ان مستقبل القضية الجنوبية اصبح معقدا اكثر من اي وقت مضى وان التعبئة المناطقية قد بلغت ذروتها في الجنوب بسبب سياسات ومؤامرات ذات الاطراف التي تتخطف شعب الجنوب في كل وقت وحين.
للقضية الجنوبية بعدان ، (سياسي وحقوقي) فالوضع الذي واجهه الجنوب وشعبه بعد حرب العام 94م استهدف تاريخه واستهدف المجتمع الجنوبي بذاته ومقومات المجتمع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والروحية واستهدف مؤسسات دولة الجنوب وحتى طموحات الجنوبيين بأن يعيشوا في وضع افضل ويبدو ان الجنوب منفتحا على كل الاحتمالات ولا تملك اي قوة داخل وخارج هذه البقعة الجغرافية من العالم قرار السيطرة على مآلات ما يمكن ان يتشكل عليه الجنوب الا اصحاب الارض وهذا ناتج للتعقيدات المضافة في سنوات توالت منذ ما يسمى ثوره شباب التغيير مرورا بمخرجات الحوار اليمني وصولا الى واقع افرزته الحرب على مليشيات الحوثي
فباتت القضية مفتاح الحل لكل الازمات حتئ على المستوى الاقليمي وبالمقابل ترى قوى سياسية يمنية واقليمية ودولية في حلها تعقيدا لمشكلات اخرى.
لم تفلح القوى الشمالية التقليدية في تذويب القضية الجنوبية حتى بوصول هادي الى أعلى هرم بالدولة الذي لم يحصل في استفتاء فبراير العام 2012م الا على نسبة 8% في المحافظات الجنوبية في اشاره ان الجنوبيين اكثر تشددا تجاه قضيتهم.
شكلت عاصفة الحزم منعطفا هاما في الانتصارات العسكرية التي حققها التحالف اذ كان ولا زال الجنوبيين هم شركاء فيها وحتى مع ظهور المجلس الانتقالي الجنوبي ظل الاختلال بين الشرعية والجنوبيين الذي انتج المجلس الانتقالي الحامل السياسي للقضية الجنوبية
الخطر على الجنوب يتطلب وحدة الصف ووحدة الصف تحتاج حوار ملتزم بين جميع الاطراف الجنوبية وهذا ما دعى اليه المجلس الانتقالي فالخطر على الجنوب سيظل ماثلا بسبب الصراع الدولي عليه والذي يجب على كل جنوبي فهمه.
ولان الجنوب اليوم يعاني من انعدام الخدمات التي تخلقها اطراف معادية فضلا عن تحديد مصيره السياسي الذي بات يشكل خطرا على المنطقة في ظل الدفع والتدخل القطري لايجاد اختراق يحكم من خلاله اخوان اليمن قبضتهم على الجنوب
لهذا نحن مع اي حوار جنوبي جنوبي تحت هدف واحد هو تحرير الجنوب والحفاظ على هويته.
حوار شفاف لا يقصي احد تحت الاهداف السالفة الذكر والعبث في الوقت لكسب نقاط لصالح اجندات بعيده عن اهداف شعب الجنوب لا يمكن ان يتم قبوله ويجب على الانتقالي عدم السماح بهذا فكلما عبث العابثون كلما اصبحت القضية اكثر تعقيدا فينعكس هذا على وضع الشعب الجنوبي في كل المجالات.