حسناء عوض تكتب لـ(اليوم الثامن):
هادي راحل.. فماذا قدم للجنوب؟
لم يستفت الجنوبيون على توقيع اتفاقية الوحدة، وهذا لا يجبرهم على الاستفتاء على أي مشروع الأقاليم الذي تم الاستفتاء عليه شعبيا في سبع تظاهرات مليونية.
من الغباء ان يعتقد البعض انه يستطيع اليوم اخضاع الجنوب وثرواته لصنعاء مرة أخرى، فهادي الذي هدد اهله كثيرا بفرض دولة الأقاليم الـ6، بات اليوم يوشك على الرحيل وترك السلطة وربما فشل في تحقيق الهدف الذي اوهم القوى الشمالية على تحقيقه لهم.
حين عارض أبناء الوطن انتخاب هادي رئيسا توافقيا لليمن، بل ومنع أبناء الجنوب الانتخابات في الجنوب، كان لدى جميع من عارض الحق في ذلك، لأن الجميع أجمع على ان هادي لن يكون الا مشرعناً للاحتلال اليمني.
والزعم بأن هادي قد حقق شيء للجنوب، فتلك كذبة كبرى، "الشمال لم يتفكك، بل لا يزال كتلة واحدة، والقبائل التي بنت امبراطورية دينية في شمال اليمن من أموال السعودية رفضت القتال ضد حلفاء طهران، بل والبعض منهم اشترك في القتال ضد الرياض على الحدود السعودية اليمنية.
ماذا قدم هادي للجنوب.. تدمير وعنف واغتيالات ونهب وسلب وأزمة معيشة وانعدام للمشتقات النفطية وانهيار العملة وغلاء الأسعار.
هل فشل هادي الرئيس الجنوبي في ان يرد الاعتبار والجميل للجنوبيين الذين انتصروا دون غيرهم في معركة التصدي للعدوان الحوثي.
اليوم هادي راحل، راحل، فالمجتمع الإقليمي والدولي اجمع على ضرورة إزاحة هادي والدخول في تسوية سياسية تنتهي بموجبها الحرب ويتم إيقاف نزيف الدم والموت جراء المجاعة.
لم يبق امام هادي اليوم الا ان يرد الجميل للجنوب ويوجه بعض من يناصره بالتوقف عن جلد إخوانهم الجنوبيين بدعوى الدفاع عن شرعية رئيس باتت ايامها معدودة سواء قبل هادي او رفض لكل المبادرات الأممية.
خروج هادي من المشهد السياسي في بات محل اجماع المجتمعين الإقليمي والدولي، ولا خيار امامه الا ان يرد الاعتبار لمن جعله يستمر في الحكم طوال هذه السنوات مع انه قدم استقالته في صنعاء مطلع العام 2015م، فالجنوبيون هم من حفظ لهادي شرعيته حينما هبوا للدفاع عن عدن العاصمة التي تركها هادي وفر باتجاه سلطنة عمان ومنها الى السعودية.