مشعل السديري يكتب :
المتاجرة بالسموم
العمل شرف، خصوصاً إذا كانت فيه فائدة للمجتمع وللعلم. وأعرف أن شبابنا يتوقون إلى كل عمل إيجابي وجديد.
وها أنا ذا أطرح عليهم فكرة غير متوقعة، ألا وهي الاتجار بالسموم - نعم السموم - وكل من أراد أن يخوض في هذا المضمار، فما عليه إلاّ أن يربّي مجاميع من العقارب والثعابين.
هل تعلمون أن الغِرام الواحد من سم العقارب ثمنه لا يقل عن ثمانية آلاف دولار - وليس ثمانية آلاف ريال - وتربية العقارب غير مكلفة البتة، وكل ما هناك أن تؤمِّن لها طبقة نظيفة من الرمال والحجارة المكسورة، بالإضافة إلى الغذاء من النمل والحشرات الزاحفة لا أكثر ولا أقل.
وأدلهم على مكان توجد فيه أفضل تلك الأصناف ألا وهو: (عرق أم العقارب)، ويقع شمال شرقي (النعيريّة).
وسوف تتهافت على شراء إنتاجه كل المؤسسات والمعامل الطبية – خصوصاً الأجنبية - التي تنتج منها أمصالاً للأدوية لمعالجة كثير من الأمراض.
ولكي يكتمل المشروع ويؤتي أُكله، لو أنه جمع أيضاً أنواعاً من الثعابين السامة، التي توجد أندرها بكثافة في منطقة (حظن) شرق الطائف، ومن الممكن أن يؤمّن غذاءها من الفئران والجرابيع التي ما أكثرها – وكلها بلّوشي. وإخواننا في مصر فطنوا إلى أهمية السموم التي يبيعونها لبعض المؤسسات الطبية في أوروبا وأميركا والصين، لأن سموم العقارب والثعابين الصحراوية لا تضاهيها أي سموم في العالم.
يقول محمد، وهو صاحب مزرعة ثعابين: «عملت عقداً مع مستورد من هونغ كونغ ينص على أن أوفر له نوعية معيّنة من الثعابين».
وزيادة في الحفاوة به دعاه صاحب تلك المؤسسة إلى زيارته، وذهب إلى هناك محفولاً مكفولاً بصحبة أهم ثعابينه واسمه جعفر، ومن النوادر التي يحكيها يقول: «اكتشفت أنهم هناك يعتقدون أن السيدة العاقر إذا مرّت من فوق ثعبان يمكن أن تحمل، وانتهز صاحب المؤسسة فرصة وجود ثعباني معي وطلب مني أن تمر زوجته وهي عاقر من فوقه، ولم أمانع، وفي الموعد المحدد تم وضع جعفر على الأرض، وقمت بدعوة السيدة التي كان واضحاً عليها الخوف الشديد من الثعبان للمرور من فوقه، وما كادت السيدة ترفع إحدى قدميها لتخطو فوق الثعبان حتى فوجئت بالثعبان يرفع رأسه من فوق الأرض متطاولاً، ففزعتْ ووقعتْ على الأرض مغشياً عليها.
وبعد عدّة أشهر من رجوعي إلى مصر، إذا برسالة تصلني منه يشكرني فيها، ويبشّرني بأن زوجته قد حملت، وأن المولود سوف يسمونه (جعفر)».
يا سبحان الله.