حسناء عوض تكتب لـ(اليوم الثامن)
بين حرفين الفاء والقاف... يضيع الوطن
عندما تكون الشعوب في طور التحرر من الاحتلال تحتاج قوة فكرية دافعة تمكنها من خلع الهيمنة الخارجية وتأهلها لإقامة نظام حكم جديد يعبر عنها
وهذه الشعوب تصل الى هذه القوة عبر مبدأ التفويض السياسي وشعب الجنوب من الشعوب المحتلة من قبل اقذر احتلال عرفته البشرية... شعب قدم الكثير من التضحيات الجسام فوجد في المجلس الانتقالي الذي كان نتيجة افرازات حرب التحالف على الانقلاب تلك القوة الفكرية الدافعة التي ستمكنه من خلع الهيمنة اليمنية لإستعادة دولته ففوض المجلس الانتقالي بمليونية كحامل سياسي لقضيته السياسية لوطن يرزح تحت نير الاحتلال لاكثر من عشرون عام.
وبما ان هذه القوة الفكرية المفوضة من قبل شعب الجنوب تمثل اصحاب قضية التحرر وتمتلك الصلاحية السياسية في التعبير عن تطلعاتهم وفي التفاوض نيابة عنهم نجدها مكبله... مقيده تنتظر ردة الفعل عوضا على ان تقوم بالفعل لعدد من المؤامرات التي تلوح بالافق ونحن نقترب من مفاوضات ستجري في السويد
الشعب الجنوبي اصبح في حيرة من امر مجلسه الذي لا يحسن التصرف في امور عديده ونصب بعض من عناصر تجهض الفعل الثوري وتنشر الوهم والقلق وتعمل على تقويض نشاط المجلس نحو شعب فوضه بكل شيئ
فهل يذرك مثلا الانتقالي ان هذه العناصر تنخر في مكانته ؟
هل يعلم القائد الزبيدي ان هناك ممن هم حوله يناصبوه العداء ويعملون لاجندات اخرى!!
هل يعلم المجلس كمجلس مفوض ان التأثير السياسي على المشهد بتفاعله مع العوام وبالتصدي لكل مؤامره تحاك من هنا وهناك للنيل منه ؟
التراخي واللامبالاه اضاع اوطان... وستضيع دماء سقطت
ولا يمكن ان نقبل ان يتحول المجلس من التفويض الى التقويض فما بين حرف الفاء والقاف تضيع الاوطان