حسناء عوض تكتب لـ(اليوم الثامن)

يسقط العملاء منكم..... ويسقط الصنم

قبل عاصفة الحزم كانت هناك المبادرة الخليجية التي افرزت في نهاية الأمر عاصفة الحزم واليوم هناك تسريبات اكيدة ان مارثن جريفت سيقدم مبادرة كارثة لحل المشاكل في اليمن بإقليمين شمالي وجنوبي على ان يعطى الجنوب بعد خمسة اعوام حق تقرير المصير بإستفتاء فمن الاستقلال الناجز الى مستوى ادنى هو حق تقرير المصير والذي دخلت به دول عده في نفقه ولم تستطع الخروج منه حتى اليوم ومنها كشمير وفلسطين والبوليساريو واقليم الباسك وعشرات من الدول المبادرة القادمة ستكون ملزمة للكل وبقرار دولي فعملية اعادة الامل احيت الامل ببقاء الوحدة الى ان يبعثون عانى ويعاني الجنوب وشعبه من شرذمة اوصلته لكل اياد تتخطفه وخطابي هذا قطعا لأصحاب من بحث ويبحث عن المناصب ،

ومن تلوث باللعبة السياسية التي جاء بها المحتل اليمني، فمثل هؤلاء عرفوا الحق ولم يتبعوه وتراهم اليوم يكرسون جرائم المحتل ضد أبناء جلدتهم فمثل هؤلاء ظلموا انفسهم بدخولهم دهاليز المشروع الاحتلالي وأوغلوا فيه وهم يهربون من ظلام المشاركة في مؤامرات المحتل الى مزيد من الظلم لأبناء جلدتهم ولأن الأمر جدٌ خطير فأني أنادي العاقل فيهم الا يكون إمعه والا يصفق لكل متحدث ويهتف لكل سياسي متنطع وخطابي هذا لدعاة الفيدرالية المشروع الأكثر خطرا من الوحدة ذاتها.

إن سألني أحدكم لماذا دعاة الفيدرالية يوجه إليهم هذا الخطاب؟! ( أقول إن هذا من باب ..... إياك عني وأسمعي يا جارة) محاولة مني إن أعين ابناء شعبي الجنوبي في إزالة الغبش عن عيونهم وتفنيد الباطل من الفيدرالية. وليعلم الجميع إن معارضتنا للفيدرالية ليس للمعارضة فحسب نرفض كل ما يقوله الآخرون ولو أننا كذلك لتركنا الصلاة لأن عملاء المحتل يصلون ،،، و لهجرنا القرآن لأن الكثير منهم يتلونه وبه يستشهدون بل نحن نتبع الحق ونتلمس الحكمة بغض النظر عن أصحابها .

إن دعاة الفيدرالية يتشدقون بأنها الحل الأنسب لحل القضية الجنوبية وهدف أكيد لنيل الاستقلال الناجز وهذا وهم كبير ومغالطة سياسية ستكلف ابناء الشعب الجنوبي وأجياله القادمة الكثير وبعد قرآءة عميقة أكتشفت أن الفيدرالية يراد تسويقها بأنها ( التعريف اللطيف لإعادة صياغة الوحدة) وليس الحصول على هدف الاستقلال والادلة على ذلك سأسردها هنا علَ ذلك يساعد البعض منا على الفهم بالمنطق ....

اولا / إن الفيدرالية كمصطلح تعني ( الاتحادية) وفقا للترجمة الحرفية للكلمة وعرفت بأنها نوع الاتحاد يجمع بين ميزات (الاستقلال والاتحاد معا) وهنا تكمن المعضلة في (ميزات الاستقلال والاتحاد معا ) وسأفسر لكم ذلك وسترون حجم الكارثة إن طبقت (التفسير أن لا يذهب الى هذا الحل إلا من كان مؤمنا بواحدية اليمن أرضا وإنسانا ،،، ولأنهم وجدوا بالوحدة الاندماجية ذاك الفشل الذريع،،، اليوم باتوا يهرولون نحو الفيدرالية حتى لا تتمكن المكونات الاجتماعية أن ينفرط عقد الدولة فيها) أليس هذا يؤكد على ان دعاة الفيدرالية يريدون إعادة صياغة الوحدة بوجه آخر أقبح يجمع بين الاستقلال والاتحاد معا وليس كما يروج له بأن الفيدرالية احد أهداف للوصول للاستقلال وخطورة ذلك تكمن في الحفاظ على مزايا الوحدة الوطنية وإلا لما عرفت بأنها أتحاد يجمع ميزات الاستقلال والاتحاد معا

ثانيا / إن مساوئ الفيدرالية اكبر من فوائدها ،،،

• إذ تفقد الحكومة المركزية الكثير من صلاحياتها لصالح الاقاليم وستنشئ نتيجة ذلك الكثير من المشاكل ونحن نعرف (العقلية العسقبليه) التي يتمتع بها أهل اليمن

• سترسخ الفيدرالية حالة فقدان الشعور بالوطنية ويفقد بها المواطن احساسه بالانتماء الى وطن الواحد ... ولكم يا سادة في فيدرالية الولايات المتحدة الامريكية مثال على ذلك والتي اعتبرت أكبر تجربة فيدرالية في التاريخ لكن بسببها تصرف أمريكا اليوم مليارات على الافلام والمسلسلات والبحوث التي تتحدث عن الوطن والوطنية لتعالج هذه المشكلة الى حد أن كتب أحد أكبر منظري السياسة الامريكية كتاب بعنوان ( من نحن ،،، التحديات التي تواجه الهوية الامريكية) فهل يعي دعاة الفيدرالية عن حقيقة اختلاف الهوية الجنوبية واليمنية

• تحتاج الفيدرالية لتطبيقها الى إمكانيات مادية ضخمة لحاجة الدولة الى الكثير من الموظفين والمسؤولين حيث هناك حكومة ووزارات في كل إقليم ومثل هذه النفقات سيتحملها في نهاية الامر المواطن البسيط عن طريق فرض الضرائب المتنوعة والمواطن البسيط هنا هو المواطن الجنوبي الذي أرهق طيلة عشرون عام من البطالة والعوز والفقر فلماذا يذهبوا بنا الى جحيم آخر مع من لا يعرف غير الفيد والغنيمة

• إن الفيدرالية ستكرس معنى الانفصال من كيان الدولة على مستوى الاقليم ( فتظهر اصوات تنادي بدولة حضرموت وأخرى بالقضية العدنية فتتمزق الدولة وتصبح مجموعة دول ) فهل دعاة الفيدرالية يعون ذلك أم أنهم ينفدون أجندة إقليمية على حساب وطنهم المحتل وهل دعاة الفيدرالية يستطيعون أن يبينوا لنا أي نوع من أنواع الفيدرالية يسعون إليها ،،، ( هل الدولة الفيدرالية الدولة المركبة ،،أم الدولة الفيدرالية الدولة الواحدة)

إن تحقيق الفيدرالية يكون بين مجموعة من العناصر المشتركة كواحدية الحضارة والتاريخ واللغة ونحن وابناء ال(ج ع ي) تاريخنا وحضارتنا ولغتنا تختلف عنهم ستقودنا الفيدرالية الى تغدية الصراع التنافسي على المصالح والمناصب مما يؤدي الى تأجج الصراع وعدم الاستقرار السياسي والاجتماعي

أيها الشعب الجنوبي يا من دفعت ثمن النضال للوصول الى حرية غير منقوصة اعلم ان الفيدرالية تعني مسح للهوية الجنوبية لأن المواطن بها لا يتمتع الا بجنسية واحدة وهي جنسية الدولة المركزية (الاتحادية) وبذلك تصبح الهوية الجنوبية التي حاولوا طمسها سيتم إعدامها والى الابد يا دعاة الفيدرالية لو كنتم تريدون مصلحة وطنكم بعيدا عن المصالح الشخصية كان الاجدى بكم الترويج للكونفدرالية ( بالرغم أني لا أروج لها ،،، مطلبي الاستقلال دون قيد أو شرط) لكن لو كنتم تحترمون دماء شهدائكم كان الاولى بكم النقاش عن الكونفدرالية لكنكم تتآمرون على شعبكم ،،، اتعرفون لماذا؟ لان الكونفدرالية ستمنحكم الاستقلال ولا نكم لا تريد و ن ذلك لهذا ابتعدتم عن خيار كهذا والذي يعني( اتحاد دولتين أو أكثر في معاهدة دولية مع احتفاظ كل دولة باستقلالها الخارجي وبقاء نظمها الداخلية دون تغيير ،، وتملك أية دولة بموجب هذا الاتحاد الخروج منه متى شاءت ، والاهم إن رعايا كل دولة يتمتعون بجنسيتهم الخاصة بهم ،،،

كما وأن الكونفدرالية مشروع يقوم بين الحكومات وليس بين الشعوب ، كما وأن الحروب التي تنشب بين الدول تعتبر حروب دولية وليست حروب داخلية كما في حال الفيدرالية) فلماذا لم يروج لذلك ؟ أليس دعاة الفيدرالية يريدون أن يصبح شعب الجنوب للمرة الالف كبش فداء للمصالح الدولية والاقليمية قد يساوم المرء بحياته بماله ، بأي شيء من أشياء الدنيا ، لكنه( لا يساوم على الوطن ،،، وهو المحتل) الوطن المحتل يا دعاة باب اليمن يعني.... الاحساس بالغير وبتضحياتهم ، بتعبهم وبشقائهم ويعني في الا يغمض لكم جفن وبعض أهلكم جياع ويعني في طفل تعلم منذ نعومة اظافره كيف ينصب القلم ليرسم العلم ويعني في جدار شارع ينادي تعال وأرسم على وجهي العلم وأكتب هناك يسقط العملاء منكم ويسقط الصنم