انور الرشيد يكتب :

ماذا لو أُعلن فك الارتباط مع الشمال؟

في ظل الظروف الحالة التي تمر بها الخاصرة الجنوبية الغربية للجزيرة العربية فيما يُعرف بدولة اليمن والحرب الدائرة به منذو ثلاث سنوات وستدخل بعد ثلاثة أشهر سنتها الرابعة، لايلوح في الأفق حل لتلك الحرب رغم دعم المجتمع الدولي لأيقافها.

المكسب الوحيد الذي تحقق من تلك الحرب رغم كل الخسائر بالأرواح والتضحيات الجنوبية هو مكتسب مع وقف التنفيذ مع الأسف، وهو تحرير الجنوب الذي حققته المقاومة الجنوبية وفرضت سيطرتها عليها ولازالت تُسيطر عليها دون أن تُعلن عن إلغاء اتفاقية الوحدة المشؤومة ودون أن تُعلن عن عودة الروح لدولة الجنوب التي أُحتلت بحرب عام 1994م، وغم ذلك المكسب على الأرض الذي واجه قبل ذلك وفي البداية أشكالية من يمثل الجنوب الذي ظل الشعب الجنوبي يُطالب قواه السياسية بأن تتفق على حامل سياسي يمثله ويحمل البيرق الجنوني ويرفعه بساحة العروض في خور مكسر إذانناً بعودة دولة الجنوب، ولكن مع الأسف ذلك المطلب تأخر كثيراً وأخذت الساحة الجنوبية تتخبط يمنة ويسرى لعلها تجد من يقود تلك المرحلة الحاسمة بتاريخ الجنوب ، لذلك لم يتأخر كثيراً الشعب الجنوبي بدعمه وتفويضه للمجلس الأنتقالي بمليونية رائعة عندما أُعلن على أنه سيكون هو الحامل سياسي وممثلاً الرسمي والشرعي عن الشعب الجنوبي وأُطلق على نفسه أسم المجلس الأنتقالي الجنوبي الذي حصل على دعم شعبي لامحدود كلله بمليونية ثانية كتأكد على دعمه للمجلس الأنتقالي.

سارت الأحداث والتطورات خلال السنتين الماضيتين من عمر المجلس الأنتقالي على مايُرام، ولكنه واجه صعوبة بالأعتراف به من قبل قوى التحالف الذي لولا المقاومة الجنوبية لما أستطاعت قوات التحالف أن تجد لها موضع قدم في الجنوب، ومع ذلك لم ترد دول التحالف للمقاومة الجنوبية الجميل ولا للمجلس الأنتقالي ولازال الشعب الجنوبي ينتظر من دول التحالف أن ترد له الجميل ولا أعتقد وأُجزم بأعتقادي بأن دول التحالف لن ترد للجنوبين الجميل وهذا ماسبق وأن ذكرته عدة مرات، لاأمل يُرتجى من دول التحالف ليس طعن بهم والعياذ بالله ولكن هي الواقعية التي يجب أن يتم الأنطلاق منها ، فلو كانت دول التحالف لديها خطة لعودة دولة الجنوب لبانت ملامحها منذو تحرير الحنوب، وبناء على ذلك لابد من أن تقوم أي استراتيجية جنوبية يُفكر بها المجلس الانتقالي على هذا الأساس.

السؤال هنا مالذي يمنع المجلس الأنتقالي من أعلان فك الأرتباط وعودة دولة الجنوب؟
لاشك لدي بأن المجلس الأنتقالي لديه الأجابة ومن حق الشعب الجنوبي أن يسمع تلك الاجابة، نسمع بأن هناك معوقات وأشكاليات ومحضورات ولكنها تظل تخمينات وتوجسات وتحليلات ومن حق الشعب الجنوبي الذي فوض المجلس الأنتقالي أن يعرف لماذا لم يُعلن المجلس الأنتقالي ذلك الحامل السياسي الذي يمثل قضية الجنوب والمخول من الشعب أسباب عدم أعلانه فك الأرتباط وعودة دولته هاذين الأمرين اللذان على أساسهما تم تخويل وتفويض المجلس الانتقالي من الشعب.
فما الذي يمكن أن يحصل لو بادر المجلس الأنتقالي وأعلن فك الأرتباط وعودة دولته؟
ننتظر الأجابة من المجلس الأنتقالي ومن حق الشعب الجنوبي أن يعرف الاجابة.