نبيل الصوفي يكتب:
جريفيث و"تدهين" الحوثي !
من الحكايات الشعبية، اذا ازعجك صوت حمارك ادهن مؤخرته بزيت، وهو بعدها لن يستطيع رفع صوته، اذ كلما استجمع قوته للصياح خانته هذه المؤخرة الملعونة.
قوانين حركية شعبية. باعتقادي اليوم أن “جريفث” اعتمد ذات الخبرة الشعبية، ورتب في “السويد” أكبر عملية “تدهين” لمؤخرة “الحوثي” الحمار الذي يرفس اليمنيين منذ أربع سنوات. لاشك أن الشرعية نالها نصيب، غير أن الشرعية اليوم “حمار هارب”ماعاد يستحق التعب.
نعود لمؤخرة الحمار الجامح، في قريتنا يقولون هذا حمار “صهباني”، من صهبان هذه المنطقة التي تربي حميرها كأنها خيولا..
واعتقد أن صعده غلبت صهبان، فربت لنا حميرا أكثر جموحا، كلما حاول الناس تعقيلها منذ بدئ نهقتها الاولى قبل 14 سنة، زاد جموحها.
تناقشهم عن “جموح” الصرخة فيقولون لك: داخلك يهودي.. تحاول ان تشرح لهم خطورة احياء مغالبة السلاح، لم نعالج اثاره منذ 94 وهي معركة كبرى، فكيف بأن يتحرك جاهل من رأس جبل يصيح نهيقا في طريق البلاد كلها، ومالم تنهق معه قتلك..
قال لهم الاصلاح، هي خيمة واحدة تجمعنا، فطايروه نهيقا..
وقع معهم عبدربه اتفاق السلم والشراكة فزادوا طغيانا وكفرا..
لم يكن مع “علي عبدالله صالح” الا تاريخا وطنيا وشعبية جارفة، لفها في كرتون مكتوب عليه “العدوان” ورسلها هدية لهم وق لهم جميعنا: سنكون شهداء زور لكم.. المهم ريحوا اليمن قليلا من النهيق والدم.. فقالوا: بل واحدية القرار.. واحدية النهقة، واحدية الرصاصة.
قبل بدئ معارك الحديدة ارسلت لي صديقة، تقول لي: “قال لنا مسؤولنا الأممي ان المنظمة ترى في معارك الحديدة فرصتها للضغط على الحوثي كي يسلم لها الميناء”.. فقلت في نفسي: سيكون هذا خطرا، لأنه لن يقنع الحوثي ولن يتركنا نواصل جهدنا الحربي.
لم أتوقع اطلاقا أن “جريفث” لديه علم بخبرة “الحمار الصهباني”.. ولا خطر ببالي أنه قد يدهن “عبدالملك الحوثي”.
في السويد، لم يوقع اليمنيين على أي شيئ.. لا حوثيين ولا شرعية، كله تبادل كلام، وهز رؤوس.. وليس هناك من الطرف غير الحوثي مقاتلا واحدا حضر حفلة “الدهن” العالمية.
لا العمالقة ولا حراس الجمهورية ولا التهاميون، ولا حتى البوكري مثلا، باعتباره الحرس الرئآسي الموجود في تهامة.
لم يحضر أي طرف مقاتل يسكب دمه في ميدان التهائم، وحضر شرعيين من فنادق هنا وهناك، وهم غير جديرين حتى بالدهن. مجموعة غير متناغمة يقودهم وزير الخارجية المحترم شخصيا، والاخ والزميل خالد يماني، وهو لم يكن يوما طرفا في نزاع، الرجل تكنوقراط، لايؤذي، وغير المؤذي لايحتاج دهانا، لكن يمكن استخدامه للمساعده في “تهدئة” الحمار الجامح.
وفعلا، قر “عبدالملك” لجريفث، وتركه يدهنه بهدوء.. وسننتظر اكتشاف “الحمار” للحكاية وأنه خسر شدته تلك التي كان يلعن بها اليهود والنصارى وهو متكئ على “مؤخرة مشدودة”.
شر البلية مايضحك.. هذا الحال معي الان. فهذا مشهد موجع للبلاد، فعبدالملك في النهاية يمني وماسيدفعه من ثمن تدفعه بلاده معه، عقلا او جنونا.
بأي حال اليوم يمكن أن يقف على منبره ليقول الصرخة؟
سيقول له كل من يسمعه: “ماعاد بش زرة”.. “مدهون”.
كان الأشرف له أن يهزم بأيدينا، من أن يترك جريفث “يدهنه”.
ادرك عجزه عن حماية وجوده، ليس الامر الحرب في الحديدة وحسب، هو وصل الى الحال الى أنه يعتقل الناس اعتقالا لكي يذهب بهم للجبهات، هذا يعني أنه يضرب في عمق وجوده، وصار يتخبط كالممسوس يخاف انهيار حصونه داخل مناطقه.. وليس فقط داخل ميناء الحديدة.
ترائت له المخاوف، عجزا وفشلا وكشيفة في كل مكان، وهذا ماكان يحذره منه الناس.. لكنه لم يقبل الاستماع، وفضل ان يهين كل شبر يمني تحت أقدام الصارخين بصرخة ابتدعها الخميني ذات زمن انتهى.
انهار ماكنا نساهم معه في بنائه من حضور وطني لاكاذيبه.. وصار مجرد “صارخ صهباني” مؤذي.
كان يمكنه أن يتنازل لليمنيين، أن يقول لهم: تعبت، خذوا مني سلاحي، فقد اوردني واورد بلادي المهالك..
كان يمكنه أن يقول لليمنيين: كنت اعتقد صواب ما افعل.. اليوم أنا في وجيهكم، تبين لي كارثية ماكنت مشاركا فيه من دم.. وكان سيجد شعبا عظيما يقيل عثرته ويداوي جراحه ويربط على قلبه ويمد له يده.. ونعود معا على طريق اصلاح ما افسده “الجموح الحماري”.
لكن “هو الله”.. لايصلح عمل المفسدين.. سبحانه.
أرى “جريفث” نقطة الضعف، والهمه خبرة ابناء “ماوية” تعز.. وفي السويد تمت العملية بنجاح.
ومن اليوم ستردد اليمن.. كل اليمن، كلما سمعت صوت “ناهق يؤدي الصرخة”.. “على غيري ياعبدالملك”.. الدهان الدهان.
يالسخرية الاقدار..
ويالوجعك يايمن..
انا لله وانا اليه راجعون..
سيصبح أمامنا جهاد أكبر اليوم، قتال الناهق المدهون، ومعالجة اخطاء الداهن اللئيم..
وستبقى حيا "على الجهاد".. ديننا ودنيانا حتى يعود لنا وطن.
نعم خسرنا معركة الميناء بسبب الشرعية وبسبب "عبدالملك المدهون"، لكن بقية معاركنا كما هي، تختبر وطنيتنا وايماننا اجمعين..
والله غالب على أمره ايها الكرام.. ولا جاكم شر..