الجنوب والهوية

أن الهوية الجنوبية تعني التأكيد على وجود ارض ووطن للشعب الجنوبي اسمها دولة الجنوب ، فقط بوجود وبقاء جغرافية دولة الجنوب بحدود 1990م يمكن ان نبقي على جنوبيتنا لان التاريخ علمنا ان الشعوب الذين فقدوا ارضهم فقدوا هويتهم وكرامتهم وصاروا منبوذين في الدنيا والاخرة .

ان أي نبي من الانبياء لم يخترع الايمان بالله، لأنه موجود غريزياً في أعماق كل إنسان، إنما كل نبي يعيد اكتشافه وتقديمه الى العالمين بحلة جديدة اسمها الدين الفلاني، مثل المسيحية أو الاسلام. كذلك، نحن لا ندَّعي اختراع "الهوية الجنوبية"، لأنها موجودة طبيعياً وحياتياً في أعماق كل جنوبي، إنما نحن فقط نعيد اكتشاف وجودها المنسي والمهمل منذ ان تيمنن الجنوب العربي في عام 67م إن هنالك قاسماً مشتركاً يعيشه جميع أبناء وفئات الوطن بمختلف تياراتهم، اسمه (الهوية الوطنية والانتماء للامة الجنوبية).

نعم ان الوطن مثل الله ، حاضر في ضمائر حتى الملحدين به.. وفي الامس القريب من تاريخ الجنوب واليوم فأن صراعنا مع المحتل اليمني صراع هوية اذ سعى جاهدا أن يحل المناطقية محل الهوية ليسهل عليه احلال اليمن محل الجنوب العربي وقد تم له ذلك في الستينيات من القرن الماضي ولا زال يسعى جاهدا الى اطالة امد بقاءه في اثارة النزعة المناطقية التي كانت سببا لصراع الرفاق ايام حكم الحزب الاشتراكي اليمني.

لقد تم التنكيل بشعب الجنوب وتم تشريده وقتله بدم بارد ومُورس في حقه كل اساليب القمع الممنهج لكن الشعب الجنوبي ظل صامدا امام حجم المؤامرة في وأد ثورته التحررية فكان لابد من ايقاظ المناطقية كسلاح فتاك يمكن به ان يتم ضرب الجنوبي بأخيه الجنوبي دون ان يتم استنزاف الآلة العسكرية وقواها البشرية وعليكم الا تنساقوا لمثل هذه الفتنه التي يراد لنا والسير فيها حفاظا على ثورة شعب قدمت الكثير من ابنائها شهداء لتروى ارض الجنوب وثمرة ذلك نيل الحرية والاستقلال بأذنه تعالى.

ان شعب الجنوب تاريخ شامخ من النضالات , منذ القدم ضد الغزاة على مدى مسيرته التاريخية الناصعة ولم يرضخ لأي محتل متجبّر حيث كان دائما تواقا إلى الحرية ، رافضا ومقاوما للظلم والعبودية ، مستبسلا في مقاتلة الطغاة والغزاة. واليوم عليه ان يستحضر هذا التاريخ ولا يصبح عرضة لفتنة يمكن لها ان تعيدنا الى الوراء. عدونا واحد هدفنا واحد وعليه يمكن لنا الانطلاق الى الامام وترك الماضي بكل مآسيه واعلنوها مدويه انا جنوبي وجنوبي فقط