ماجد الشعيبي يكتب:
عن إعلام جماعة الحوثي وعدن ؟
يوم أمس جمعتني جلسة مع زملاء صحفيين من صنعاء في ساحل أبين بعد قدومهم من صنعاء ومنهم من اضطر للهرب من انتهاكات جماعة الحوثي الإرهابية ضد المجتمع وضد النشطاء الصحفيين بالذات ، وبالحقيقة استمعت لحديثهم ومنهم فقط ادركت الكثير من الأمور التي نعيشها جميعاً غير أننا نتجاهلها ، ولا نقدرها ، ومن يأت من خارج عدن يلاحظها بشكل واضح.
تحدث جميع الزملاء عن ما كان يروج عن العاصمة عدن في وسائل إعلام الحوثي من أخبار مفبركة والتي أوحت إليهم أن عدن تعيش عصر الظلمات والموت والقهر والخوف ، غير ان كل تلك الأخبار وما كان يروج في صنعاء عبر وسائل الإعلام وما يدمن المجتمع هناك ترويجه بشكل منظم أو بشكل تلقائي ، اثبت زيفه مع وصولهم إلى عدن وملامستهم الواقع .
يقول لي زميلي وهو أحد اعضاء نقابة الصحفيين اليمنيين إن عدن دولة ، وانه ومثله الكثيرون فوجئوا بكل ما شاهدوه والتمسوه في عدن ، خصوصاً في الجانب الأمني والحياة التي عادت إلى طبيعتها على الرغم من تركة الحرب الكبيرة التي خلفتها الحرب الأخيرة ، ويقول صديقي إن الاستقرار الأمني غير المسبوق الذي حققته الاجهزة الأمنية يستحق الإشادة والثناء خصوصاً في ما يتعلق بالتعامل مع القادمين من خارج عدن ومن صنعاء وغيرها من المحافظات الشمالية على وجه التحديد.
يقول زميلي إن ما يسمع في صنعاء عن عدن يجعل المرء يتخيل ان من يحكم عدن هي الجماعات المتطرفة مثل داعش والقاعدة ،وأن المواطنين لا يأمنون على أنفسهم ولا يستطيعون الخروج بشكل طبيعي ، غير أن حركة الشارع الطبيعية والانتعاشة الاقتصادية أثبتت زيف كل ما يروجه اعلام الحوثي ووسائل إعلام الإصلاح والتي تسعى إلى تشويه صورة عدن بمختلف الطرق.
جميع من قابلتهم من زملاء جمعتني بهم ذكريات جميلة في صنعاء قبل أكثر من ست سنوات ، لمست منهم حجم المفارقة بين ما تروجه تلك الوسائل الإعلامية الصفراء ، وبين ما عايشوه على أرض الواقع .
الكثير من الزملاء والمواطنين والموظفين من صنعاء وتعز وغيرهما قرروا مغادرة محافظاتهم ، واليوم يمارسون حياتهم بشكل طبيعي في عدن ، دون ان يتعرضون لأي مضايقات ، كما تروج وسائل إعلام مناوئة محسوبة على أحزاب وجماعات صنعاء، وعلى العكس من ذلك ،فجميعهم يشيدون بالدور الكبير لأجهزة الأمن التي حققت انجازات كبيرة على طريق تحقيق الأمن والاستقرار .
اصدقائي من صنعاء وهم إعلاميون بدرجة رئيسة بعد مغادرتهم عدن ، وبعد ما عايشوه من تجربه في العاصمة عدن ، سينقلون ما شاهدوه إلى الكثير من أقرانهم ، وبهذا سيفندون كل ما يروج من إشاعات سوداء تهدف إلى تشويه عدن وتهدف بدرجة رئيسية إلى منع أي تقدم وازدهار واستقرار في العاصمة وهذا ينعكس على مكانة عدن ، ويمنع أي منظمات إنسانية ودولية من التفكير في نقل مقراتها إلى عدن ، وهم بهذه الحرب يخدمون جماعة الحوثي ويدعمون بقاء الكثير من المنظمات الإنسانية والحقوقية وبالذات الدولية للبقاء أكثر في صنعاء وخدمة أجندة الحوثي .
والأمر المبشر ان العشرات من المنظمات الدولية وغيرها المحلية ، قد باشرت فتح مقرات دائمة لها في عدن، وتعمل حالياً في الكثير من المشاريع التنموية ، وهذا سينعكس بالمستقبل على المجتمع ، وهو ايضاً فتح للعشرات من الشباب العاطلين عن العمل فرص عمل حقيقة .