حسناء عوض تكتب لـ(اليوم الثامن)

دمائنا ...ليست ماء

بات واضحا اننا نعيش في زمن الشذوذ الفكري... زمن اصبح فيه والخائن والمتلون والشاذ في صدارة المشهد 
وفي مستنقع السفالة والوقاحة والانحطاط هناك من يدعوا لوقف الحرب لان الجنوبيون هم في شوق لصنعاء ويتمنون زيارتها !
تقول صنعاء؟! 
وان الشوق لها بلغ مداه ونود زيارتها لعناق اهلها؟! 
عجباً 
من صنعاء؟ 
أصنعاء الهادوية؟ الذي حكمها الامام الهادي وخلال 14 عاما من حكمه دخل بحروب مع القبائل التي تعارضه وراح ضحيتها الآلآف من البشر في حروب استعان فيها بجنود من طبرستان ( شمال ايران) لتتبيث حكمه 
من صنعاء؟ 
أصنعاء الداعي؟ الذي لا يمتلك شروط الامامة حسب المذهب الهادوي فخاض حروب وقتل الكثير من اهلها ليستقر له الحكم 
من صنعاء؟ 
أصنعاء العسيري؟ يوم ان جاء اليها من عسير القاسم بن علي والذي خاض حروب ومعارك ضارية 
من صنعاء؟ 
أصنعاء المنصور بن حمزه؟ والتي كان طمح لاقامة الدولة العلوية الزيدية لاسقاط الخلافة العباسية ليحكم العالم الاسلامي فدخل بمعارك مع المخالفين لدعوته في حصر الامامة في البطنين واصدر فتوى وحكما ينص على قتل واعدام كل من يدعي الامامه خارج البطنين 
من صنعاء؟ 
أصنعاء الاماميه؟ فكل من ظهر وادعى الامامة دخل في صراعات وحروب 
من صنعاء؟ 
قل لي من صنعاء.... فتاريخها القديم تأريخ لم يكتب الا بالسيف وانهار من الدماء تماما كما في تاريخها الحديث 
أقلت صنعاء؟!
وما قد حدث بالامس القريب وبالتاريخ القديم لاحتلالنا وما يحدث اليوم من فوضى على أرض الجنوب يجعلنا نتيقن حق اليقين أن ابناء الـ(ج ع ي) نظاما ومعارضة وشعبا مليئة قلوبهم بالنزعة الجهوية لصالح الشمال الاصل ضد الجنوب الفرع كما يزعمون ، وأن مثل هذه النزعة متأصلة فيهم من أيام الغزو الحبشي لهم واستعانتهم بملك الفرس ليعود فرس اليمن عند تفتيت الدولة الاسلامية الى الواجهة ليتربعوا على عرش سلطة اليمن ويستعيدوا ( عرش وهرز الديلمي) و ( بادان الفارسي) فتسلموا الحكم الذي يعتبرونه حقا مكتسبا لهم (( عمدتهم دمائهم التي سالت لإخراج الاحباش)

وهذا المبدأ لم يتغير وأعيد إنتاجه على ارض الجنوب بمسمى (الوحدة معمدة بالدم) وتأتي لتقول ان الناس جنوبا في شوق لصنعاء! 
من صنعاء؟ 
وانبرت احزابهم لتقول ( لا شمال ولا جنوب وحدتنا وحدة قلوب) ويعلم كل جنوبي أن وحدتهم لم تكن وحدة قلوب بل كانت ولا زالت( وحدة جيوب) ... عجبا لمن ادعى ان الناس جنوبا في شوق لها !
من صنعاء ؟
فالحاضر هو امتداد للماضي ومؤسس عليه فقد أصدرت في حقنا فتاوى عديدة القديم منها والجديد لتبرير غزوها لأرض الجنوب 
فقديم فتواهم للإمام المتوكل على الله (إسماعيل بن القاسم) بمسمى( إرشاد السامع في جواز أخد مال الشوافع) 
فأنظروا يا شعب الذي يدعوك من لا يستحي الى مسمى الفتوى ... نجدها عقيدة سياسية مثلها مثل الشيوعية والنازية والفاشية ومن نازية الامام الزيدي القاسمي أن أفتى حتى على من يسكن يمنهم بقوله أنها ( بلاد كفر ونحن من فتحناها بسيوفنا) .
أما الجديد في فتواهم فتوى حرب 94م لكنها لم تكن زيدية خالصة بل كانت خليط من أمراء الحرب بكل طوائفهم وأصبحت الجنوب منذ فتواهم الجديدة تحت الاحتلال اليمني 
ولا زالت فتواهم تصدر كل يوم متى ما استدعت الحاجة لكبح جماح شعب الجنوب 
ياهذا... روي عن الامام احمد بن حميد الدين أنه قد اصيب ذات يوم بملل شديد فأستدعى الى مجلسه تركيا فطلب منه ان يتحدث بصراحة عن ما رأى في اليمن وله الامان... 
فأجاب التركي قائلا ....
ياخارجاً من بلاد اليمن 
لا ترجعن 
ياداخلا.... لا تعجبن 
قانونها... لا يكتبن لا يقرأن