حسناء عوض تكتب لـ(اليوم الثامن)

المقايضة السياسة لايران

حين يقول قائل أن كل الملفات في المنطقة العربية متداخلة فهذا ينم عن نظرة سياسية ثاقبة فملفات كالملف السوري والعراقي واللبناني واليمني جميعها ملفات متداخلة لأن اللاعبين فيها تجدهم في كل ملف 
التحركات الاخيرة نحو الانفتاح على سوريا الاسد لم تكن وليدة اليوم، بل بدأت العام ٢٠١٧م بزيارات غير معلنة وبعيدة عن الاعلام بعد أن اصبح العرب وتحديدا الخليج مطالبون بتقويض الوجود الايراني في سوريا وضمان الا تسبقهم قطر وتركيا في ترتيب الدول التي ترتبط بعلاقات مع دمشق 


غير أن قضية مقتل الصحفي خاشقجي سرّع في جعل هذه التحركات علنا 
قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي حرّكت الملف السوري اليمني تحديدا فأصبح هناك تقارب سوري - خليجي بدأت بزيارة وفد اماراتي الى دمشق تبعه زياره البشير ( بعد تفاهمات بزيارته الاخيره الى روسيا في نوفمبر ٢٠١٧م) فجنّ جنون قطر وتركيا بهذه الزيارة فحركا الشارع السوداني بمسميات كنا نراها بما يسمى (الربيع العربي) .
معاناة سوريا من الابتزاز التركي - الامريكي اصبحت اليوم المملكة تعاني منه فأصبحتا في خندق واحد 


فالتقارب الامريكي - التركي جعل الجانب التركي يتملص من اتفاقه الاخير مع روسيا حول قضية ادلب (المعقل الذي يضم كل ارهابي العالم) اضافة الى اعلان ترامب والانسحاب من شمال وشمال شرق سوريا في الوقت الذي لاحقا اعلن من قاعدة ( عين الاسد ) في محافظة الانبار العراقية التي زارها ليلة الميلاد ، محافظة الأنبار و التي زارها لقضاء ليلة الميلاد مع الجنود الأميركيين بقاء قواته في العراق، وعزمه على استخدامه لها  كقاعدة إذا أراد القيام بعمل عسكري في سوريا وفي القراءة أن خطوة ترامب هي أقرب إلى إعادة انتشار للقوات الأميركية على جانبي الحدود العراقية - السورية.


وفي الجانب الاخر لا تبدي سوريا إعتراضا ضد حملة تركيا المتوقعة على شرق الفرات وقمع وحدات حماية الشعب الكردية، لأن القضاء على عدو بأيدي عدو آخر وإنتفاء محادثات الحكم الذاتي للأكراد بالشمال السوري، إنما يخدم قطعا وحدة الأرض السورية.


وفي الوقت الذي نرى فيها هذه التحركات وفتح سفارة لدوله الامارات في دمشق شهدنا تغييرات حكومية في المملكة خاصة وزارة الخارجية بتعيين العساف لحمل حقيبتها والذي هو اساسا يرأس اللجنة السعودية السورية المشتركة
يمنيا وبعد هرولة للمملكه لعقد مفاوضات السويد عبر الشرعية والاتفاق على ما تم فيها ومن ثم خرق الاتفاق اكثر من مرة من قبل ادوات ايران ولربما يتحول هذا الاختراق الى عودة الحرب ثانية، فهل الانفتاح على سوريا يجعل الملف اليمني باب لا يغلق بعد أن فقدت حتى اللحظه ايران مصالحها في سوريا وتظل مليشيات ايران في اليمن تهديدا طويل الامد على حدود المملكة وعلى الممرات المائية في مضيق باب المندب والبحر الاحمر ؟؟
واين نحن كجنوبيين مما نراه من تقلبات سياسية وتحالفات تتحكم بها المصالح ؟
كرأي شخصي اجد أن ايران خسرت سوريا وستقايض الملف اليمني بهذه الخساره والحرب ستطول