محمد فؤاد الكيلاني يكتب لـ(اليوم الثامن):
الإشاعة والحرب النفسية لها وقت
مما لا شك فيه أن زمننا هذا أصبحت الأخبار سريعة الانتشار سواء كانت سيئة أو مفرحة، وذلك بسبب وجود وسائل التواصل الاجتماعي وكثرة انتشار الفضائيات، وأي وسيلة كانت للاتصال تكون سرعتها تضاهي سرعة الضوء، نظراً لكثرة الأجهزة النقالة التي أصبحت بديل جهاز التلفاز، والخبر يبدأ ككرة الثلج صغير ويتدحرج حتى يكبر بشكل مقلق، وينطبق المثل القائل : (مثل إلي كذب كذبة وصدقها) .
كثيرة هي الإشاعات هذه الفترة كانت تطال أشخاص بعينهم والآن تطال الدول ، خلال العشر سنوات الأخيرة كثيراً ما سمعنا عن اغتيال أو مرض لرؤساء أو مسولين كبار، ويكون الأمر مجرد إشاعة هدفها الحرب النفسية لدولة ما ، والغريب أن الشخص المريض أو الرئيس المُغتال يخرج للعالم وسط شعبه وناسه وبقوة اكبر مما كان عليه ، وفي الفترة الأخيرة بدأت الإشاعات تتزايد ، ويتم تناقلها بسرعة كبيرة، ويتم تكذيبها بسرعة اكبر من خلال الوعي الذي وصل له المواطن العربي وكشف مثل هذه الألاعيب التي باتت قديمة ، وَكُثُر من يدركون أن الخبر صحيح أو غير صحيح ، فالأخبار الكاذبة واضحة لأنها تنشأ في وقت محدد وبهدف ما ، وهناك من يديرها ويبثها للعالم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، أو أي وسيلة إعلامية كانت.
إذاً علينا الحذر كل الحذر من نقل المعلومات المغلوطة التي من شأنها أن تزعزع امن بلد أو دولة ، والانتباه جيداً لمثل هؤلاء المغرضين الذين يُسَخِّروا أوقاتهم لإشاعة خبر ما وفي وقت ما لسبب ما.
أصبح المواطن العربي ناضج بما يكفي لمثل هذه المؤامرات المكشوفة، وبدأ عدم نقل مثل هذه الأكاذيب وعدم تمكين هؤلاء المغرضين لتحقيق غاياتهم وأهدافهم من خلال بث إشاعة كاذبة من سببها أن تعكر صفو البلد المقصود وإثارة البلبلة.
ومن الإشاعات التي صدرت في الربيع العربي كثيرة ، كانت تزيد الشعوب قوة وتماسك والالتفاف حول قيادتها ورؤسائها بشكل ملفت للنظر .