يوسف الحزيبي يكتب لـ(اليوم الثامن):
كيف اصبح واقع الجنوب بعد حرب 2015 !!؟
-إننا حينما نتكلم عن الجنوب وماحوله فإننا نتكلم عن وطن سلب ونهب وسفكت فيه الدماء"، نتكلم عن وطن ظل فيه الشعب يعاني صنوفا من القهر والحرمان، وذاقوا مرارة عقود عجاف من التهميش والإقصاء والتدمير الممنهج لقواعد وبناء مجتمعه المدني الحي والمزدهر ، حينما نتكلم عن الجنوب وواقعه المعاش" فإننا نتكلم عن وطن يتكالب عليه الأعداء بكل وقاحة وإستبيان" نتكلم عن وطن صار فيه الشرفاء فريسة لرصاصات الأنذال، وأبطاله ضحية لمكر وخداع الأعداء، صار فيه حلم شعبه كرة يتربص بها المتسولون والمتسلقين بالبطولات كي يتلاعبوا بها على حسب هواهم وإفترائهم ليجعلوا الشعب ضحية بتلاعباتهم المكرة، وأوهامهم الضالة، حين نتكلم عن واقع الجنوب فإننا نتكلم عن وطن مليئ بالتضحيات، نتكلم عن وطن سادته الأحقاد والأطماع من قبل الأعدا، نتكلم عن وطن استوطن فيه الفقر وزاد فيه الألم والجراح، نتكلم عن وطن منح فيه الشعب ثقته بالاخرين فصار عند الآخرين فريسة، فهل ياترى سنجد بابا للعبور إلى منصتنا التي سنعلن فيها دولتنا ونلقي خطاب النصر من على منبرها ؟
٠ كيف أصبح مشروعنا الوطني لحق تقرير مصرينا في الإستقلال بعد التحرير أداة شخصية يتنافس عليهاالمتلاعبين بالهوية الجنوبية والباحثون عن أهداف شخصية؟
- إنما جعل مشروعنا الوطني الذي ظل شعبنا يكافح من أجله منذ الأزل في سبيل التحرير والإستقلال يستخدم كأداة شخصية بعد التحرير والإنتصار الذي حققه الأبطال والشهداء الأبرار في حربنا الأخيرة 2015" هو الإنفراد عن بعضنا وإعادة الماضي بخلق الأحزاب والمكونات التي باتت اليوم غائبة عن مشهد القضية الجنوبية الذي يتبناه المجلس الإنتقالي الجنوبي الذي فوضه الشعب لذلك وأصبحت كأشواك تقف ضد تطلعات شعب الجنوب الذي يسعى المجلس الانتقالي لتحقيقها، كم نحن غافلون اليوم من تصرفاتنا التي تصرفنا بها بعد التحرير والإنتصارات التي حققها الشهداء الذين سقطوا والأبطال حينما اصبحنا نوهم أنفسنا في حبر الماضي الذي ودعناه في لحظات الإنتصارات التي كنا نحققها في سبيل التحرير وردع قوى الإحتلال والأعداء الذين فرضوا هيمنتهم علينامنذ عام الوحدة المشؤومة الى تلك اللحظات التي رسمها اجيال التاريخ ابطال المقاومة الجنوبية في كل شبر من بقاع الأرض الجنوبية الطاهرة ، لقد اوقعنا أنفسنا في الفخ حينما لجأ البعض منا وعاد إلى الورى ليجعل الماضي كابوسا يوهمنا في كل زمان عن بناء الدولة الجنوبية واستعادتها.
اقولها وبكل جدارة وصراحة إن سبب تأخير بناء دولتنا واستقلالها هو رجوع بعض القوى الجنوبية منا إلى الورى وتمسكهم بكيانات الماضي واصبحوا يسترزقون تحت مسمياتها يوما بعد آخر حتى تأتي مناسبة جنوبية ليظهروا بصفحاتهم الراكدة ويسردوا خطاباتهم المفترية التي تم صياغة اسطرها بزمام الوهم والتضليل والتشكيك بمن صنعوا امجاد العلى ويسعون لترسيخ حلمنا على مشارف الارض الجنوبية وبلدان العالم أجمع ،
حقيقة ندركها تماما اليوم أن المجالس التي تعددت اليوم وتعيد مسمياتها لتوهم الشعب عن أهدافهم المنشودة وبناء الدولة هي سبب ضياعنا وأصبحت كشوكا أمام منبر الإنتقالي الجنوبي الذي صنعه الشعب في يوم اعلان عدن التاريخي فكل ذلك المكونات والتي هي بما تسمى مجلس الحراك الثوري والمجلس الأعلى للحراك الثوري والمجلس الأعلى للحراك السلمي والحراك الجنوبي وغيرها...، هي أساس الشتات وضياع مستقبل دولتنا القادمة"
انني لا اشير هنا في كلامي على أن من هم في ذلك المكونات خائنون لا والله بل حقيقة هم ونحن أبناء للوطن الجنوبي الحبيب، ولكن ما اردته هنا هو التوضيح فقط أن التمسك بالمجالس والمكونات الجنوبية اليوم التي تعارض وتعكس رؤية الإنتقالي الجنوبي الذي صنعه الشعب في يوم تاريخي مجيد " أصبحت عجلة وهمية تعرقل مسار الشعب الجنوبي بل أنها جعلت من بيننا الشتات والإنفراد ومهدت الطريق للأعداء لبث سمومهم فيما بيننا.
لذلك :
٠لماذا لم ننزع الأنانية التي حلت بنا ونقف خلف مجلس الشعب الذي فوضناه ؟
٠مافائدة تلك المكونات التي ننخرط نحوها لكي نقف ضد كيان الشعب الحقيقي المتحرك على واقع الارض الجنوبية سياسيا ومدنيا وعسكريا وأصبحنا جنوبيون أعداء لأنفسنا بتمسكنا بهذه المسميات الثورية التي عفى عنها الزمن بعد أن اتجه ابطال الجنوب عامة الى مواقع الشرف والبطولات وداسوا الأعداء وصنعوا النصر ثم خرجوا جميعا ليفوضوا كيانهم الحقيقي لبناء الدولة الجنوبية فيأتي من يحلم بالماضي ليوهم الشعب بهذه المسميات الثورية التي لم نرى منها غير الخطابات المحاطة بالإنتقتاد والتشكيك الجنوبي الجنوبي ؟
٠ ياترى هل سيفيق أبناء الجنوب من غفلتهم هذه أم أننا سنستمر على هذا الحال ونتخذ من مشروعنا الوطني الجنوبي أداة شخصية تعكس رؤية كل من يخالفها ؟ .