نبيل الصوفي يكتب:

محاولات الحجرية وصمت الشمال.. مجلس انتقالي

أما أنا كمواطن فإني أرى نقصا كبيرا في أداء المجلس الانتقالي..
في خطابه.. في أفعاله.. في قياداته..
غير أنه التنظيم الوحيد الذي ولد من رحم مشروع مقاومة التقاسم الديني الإخواني الحوثي للوطن والدين، وهم جميعا تأسسوا وعاشوا تحت مظلة دولة الزعيم رحمه الله، التي ورثها هادي فشتت شملها مكتفيا بسرير فندقي فاخر..

فيه عيدروس، وبن بريك هاني، وأحمد، وناصر الخبجي، وأحمد لملس، وفضل الجعدي..

كلهم تولوا مسؤليات ميدانية.. في السلم والحرب.. كلهم اليوم على الأرض.. وهم متعددي الرؤى إلى حد كبير..
ناطقهم الإعلامي.. شاب من كفاءات الحاضر، يمكن كثيرا الاختلاف معه في الكثير، لكن اقرؤوا له واسمعوه وتأملوا كيف يصنع التجديد الشبابي فرقا لازما بدلا من أولئك المحملين بالغبار الذين يعيشون زمنا بعد زمنهم الذي فشلوا فيه، انتهى زمنهم وهم مستمرين كالات "عالقة".

أنا مجرد نازح من بيتي ومدينتي.. لا أتحدث اليوم باسم أحد.. نحن لم نعد شيئآ، وهذا ليس مشكلة المشكلة فقط أننا غير قادرين على الإقرار أننا لم نعد شيئا، نحن الذين ننتمي لماكان يسمى دولة صنعاء.. من هادي وحتى أصغر شارد..

لو أقرينا بأننا لم نعد شيئا؛ لبدأنا الطريق ووصلنا..فالحوثي أتفه من كل شيئ.. وهو عدو الناس وعدو نفسه، هو العداوة وحسب.. لا ولن يعيش إلا عدوا مطلقا لأي شيئ..

ومازلنا ننتظر الإقرار بالحال.. لكي نبدأ الطريق.. نرتب خطابا لليوم والغد بمايتجاوز مآزق الأمس أيا كان من صنع هذا الاسم، وحتى ذلك الحين، أنا هنا أتحدث فقط كمواطن..أتمنى اليوم الذي أرى فيه أكثر من تجربة ترافق المجلس الانتقالي غربا وشرقا.. مع تجنب أخطائه التي سبقت تأسيسه أو التي تلت ذلك، في مأرب وفي المخا.. وفي الحجرية.. 

الحجرية بدأت تتشكل فيها منظمة وطنية؛ فأقام الإصلاح الدنيا وصفق له المؤتمر، وأقال هادي المحافظ؛ فانتهى كل شيئ..
انتصر الماضي بحدة وقسوة على التربة والحجرية.. انتصر حتى قبل أن ينتبه أهل الحاضر أنهم صاروا شيئا..

برأيي.. 
وجود المجلس الانتقالي، يبقي النقاش جنوبيا في مستوى عالٍ من الموالين له آو من خصومه.. فيما صرنا في بقية البلاد مشغولين بسفاسف النقاشات التي لاتؤدي ولاتجيب، ويتدهور خطاب اليمنيين وجعا بعد وجع.. 

نتجاوز مرحلة "البرتقالة" العراقية بعد سقوط دولتهم إلى قاع أكثر وجعا.. 
حينما تتشتت عواطف الشعوب الوطنية.. لايعود هناك شيئ يستاهل، ومالم تتخلق لنا أدوات سياسية تبقي الناس كبيرة فان الوجع قادم يوصم اليمن بأحقر الصفات..

الحوثي وسخ السنين، وسيصبح هذا الوسخ متباهيا لايعود فيه الحوثي إلا شبحا.

أبقى التحالف المؤتمري الحوثي، صنعاء في مركز سياسي، غير أن جماعة الدم، أصابها التحسس، جاء وقت الدم داخل المدينة.. هي لم تعد قادرة على الذهاب للجبهات فقتلت صنعاء قبل أن تقتل الزعيم..وانهارت صنعاء..

اليوم المجلس الانتقالي هو القوة الوحيدة التي لها شعبية ومساحة أرض وأحلام موالين.. وقلق خصوم..أما غيره فهم أوهام ماضي وإن كان لها ألوان ناصعة.. موزعين بين فنادق هادي، وشتات الإصلاح وهشاشة المؤتمر.