نبيل الصوفي يكتب :

في عدن تعثر مشروع إيران وتركيا لدفن الرياض تحت حطام صنعاء

‏قاتلنا الحوثي بعصبية مناطقية وعقيدة دينية وأطماع مستقبلية.
‏وفي المقابل واجهناه بشعارات سياسية وخطاب ماضوي وأطماع آنية.
‏الشرعية حربها مرتبات، وإخوان علي محسن مرتب وفوقه هيمنة، والعفافيش مافيش منهم إلا طارق وقليل من اللي معه، والبقية هم مزيج مماسبق.

‏لم ينتصر على الحوثي إلا مؤمن بمنطقته أو بعقيدة دينية ترد صاع التطرف الحوثي صاعين.

‏أما أصحاب المشروع الوطني فقد صار اسمهم الشرعية الفندقية؛ ‏ماهم حق حرب، ولا حتى حق مرتبات عاديه، إلا يشتوا غنى لائق بقيمة اليمن، يبيعونها لمن يدفع أكثر، التحالف.. قطر.. تركيا أو حتى داعش.

أطلق الحوثي، سباق التطرف في اليمن، واستجاب له الناس، ففي حروب التطرف لايتحقق النصر أبدا.

‏في التوازي هناك محاولتان لتطويق ذلك، الأولى كانت من التحالف العربي والإمارات تحديدا، إذ أرسلت أبنائها مباشرة للميدان المزدحم.. يختلطون بكل صنوف التطرف ليحاربون مثيلا له يفوقه سوءا.

قال لي الفاضلان خالد بحاح وهاشم السيد، أن نجل محمد بن زايد شخصيا كان مع أول مجموعة وصلت عدن، وبقي فيها حتى استقرت عسكريا، كان مقاتلا وليس سياسيا، وثمة قصص مواجهة ستروى في حينها.

‏ازدحمت عدن بحروب التطرف فقرر العرب الانخراط هي حروب النجاة في لحظة شرف قومي وديني عظيم.

والثانية كانت محاولة الزعيم في صنعاء بالتحالف مع الخطر القريب، في محاولة لتطويقه، ‏وفيما تفاعلت الجبهات اليمنية مع الفاعلية العربية بقيادة السعودية وأداء الإمارات، وتحققت نجاحات كبرى على طول المناطق المحررة، فقد انتصرت عدامة الحوثي على صنعاء وقتل صالح والتهم الحوثي المؤتمر.

قبل ديسمبر استنجدت أنا بالجزيرة لتغيير مزاج الاندفاعة في تأجيج الصدام، وقال لي الزعيم إنه حاول الاتصال بقطر؛ ‏وبعدها قتل الزعيم بأيدي الحوثي القطرية وليست الإيرانية، وعند عبدالكريم بدر الدين ونجله في الأمن الوقائي بقية الرواية.

نجاح تمكين التطرف في صنعاء تحقق، ولكنه تحت التهديد طالما تستقر المناطق المحررة من التطرف بنوعيه الحوثي وخصومه.

‏لهذا لن يهدأ للقاتل الخفي بال، ومالم  يهزمه اليمنيون في قلب صنعاء سيظل يحاول هزيمتهم في عدن.
‏هو يدرك دور الإمارات والجنوب، إذ أن طريقه إلى قلب السعودية تعثر في عدن.

وتأبى الأحداث إلا وضعنا على خط مستقيم، الرياض، أبوظبي، عدن، صنعاء، مقابل محور يبدأ من طهران إلى أنقره إلى الدوحة، ويراوح مكانه فيما يتعلق بسوريا والصومال.

‏للجغرافيا حكمها القاطع، وكل هذه أمامها اليوم  التحدي ذاته.. إما تنتصر معا أو يراقب كل منها دوره تاليا.

يمنيا أراقب ميدانيا الأحزمة والنخب وحراس الجمهورية والعمالقة، وسياسيا أرى المجلس الانتقالي وحده حاسما خياره، فالتحالف قيادتنا لكي نضمن للناس حدا من السيطرة على نزعات التطرف الديني والمناطقي، الذي يريده الراغبون في استخدام اليمن برميل بارود لتفجير الرياض..

أما من هزمه الحوثي كالشرعية وإخوان محسن وعفافيش الفنادق، فهم ليسوا أدوات إلا في كنانة الحوثي. يخدمون دولته مرة بعد مرة.
‏يتخلون عن دورهم في معركة كبيرة وعميقة وقوية مثل هذه ‏يفسحون المجال إما للحوثي أو لخصومه الأشباه به، ‏وفي الحالتين طهران أو أنقره وحدها من ستسفيد.